نصب وزير الخارجية الاسرائيلي آرييل شارون نفسه "خبيرا" في القانون الدولي أمام سفراء الدول الغربية المعتمدين لدى تل ابيب وحكم ببطلان قرار الأممالمتحدة الرقم 181 الخاص بتقسيم فلسطين وتدويل مدينة القدسالمحتلة. وقال شارون الذي استدعى اعضاء السلك الديبلوماسي في الدولة العبرية "لتوضيح موقف اسرائيل الثابت" ان القرار 181 "لاغ وباطل واسرائيل لن توافق على تقسيم القدس التي ستبقى عاصمة أبدية لها". وجاء اللقاء الذي جرى في فندق "كينغ دافيد" في القدس الغربية بناء على طلب شارون نفسه في اعقاب الرسالة التي اكد فيها الاتحاد الاوروبي موقفه من مدينة القدس كمدينة محتلة لا تخضع للسيادة الاسرائيلية بعد فيض من الرسائل الاسرائيلية التي طالبت الديبلوماسيين الغربيين بالامتناع عن زيارة "بيت الشرق"، مقر مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية فيصل الحسيني والذي يقع في الجزء الشرقي من المدينة المحتل عام 1967. ووجد شارون نفسه مرغماً على القاء "محاضرة" تتضمن وجهة نظره في التاريخ للتخفيف من حدة التوتر التي تشوب علاقات الدولة العبرية بالاتحاد الاوروبي منذ تسريب الحكومة الاسرائيلية فحوى الرسالة و"افتعال ازمة" لاستغلالها في الحملة الانتخابية الجارية. وقال شارون للسفراء: "صحيح ان الأممالمتحدة اتخذت قرار التقسيم فلسطين الرقم 181 الذي نص على تدويل مدينة القدس" لكن "الدول العربية رفضت هذا القرار وشنت سبع دول حرباً على اسرائيل التي انتصرت". وعليه قال شارون ان "موقف اسرائيل من هذا القرار هو انه لاغ وباطل… وهنالك اجماع اسرائيلي عارم بالنسبة الى القدس التي ستبقى عاصمة أبدية لاسرائيل". غير ان تراجع شارون عن اللهجة الحادة التي خاطب بها سفراء الدول الاجنبية في رسائله ومحاولته استخدام "اللغة الديبلوماسية" جاء متأخرا بعض الشيء وذلك على الاقل بالنسبة الى المانيا اذ نقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مسؤول الماني رفيع المستوى قوله ان "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته نسفا علاقات اسرائيل مع اقرب دولة اوروبية لها". مناورة انتخابية؟ وقال المسؤول الالماني لصحيفة "يديعوت احرنوت": "في مناورة انتخابية قذرة نسف نتانياهو وشارون العلاقات الودية بين اسرائيل وأقرب دولة اوروبية لها". وأضاف: "لم نعترف ابداً بالقدس الموحدة عاصمة لاسرائيل"، متهماً نتانياهو وشارون بتسريب الرسالة لاستخدامها لغايات انتخابية. ونقلت الصحيفة ذاتها عن ديبلوماسي ألماني "خدم في اسرائيل لسنوات طويلة" قوله: "طالما بقي نتانياهو يشغل منصب رئيس الحكومة فان بون لن تساعده في شيء". لكنه اضاف: "كنا وسنبقى اصدقاء لاسرائيل ونحن نتمنى لاسرائيل قياة افضل". ومن جهة اخرى، اعتبرت اوساط صحافية اسرائيلية ان كشف السلطات القضائية الفرنسية عن ضلوع جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية موساد في اغتيال عاطف بسيسو مسؤول منظمة التحرير الفلسطينية في باريس عام 1992 كان ضربة موجهة للجهاز. ورأت المصادر ذاتها ان "اوروبا بدأت بفتح الملفات الاسرائيلية لديها" للتعبير عن مدى استيائها من سياسة اسرائيل التي تضرب بعرض الحائط سيادة الدول الاوروبية في عقر دارها خصوصاً بعد الكشف عن عمليات تجسس عدة قامت بها الدولة العبرية في هذه الدول. عشراوي ووصفت عضوة المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتورة حنان عشراوي رفض شارون قرار الأممالمتحدة الرقم 181 بأنه غير مشروع، مشيرة الى ان تصريحاته وتصريحات يمينيين آخرين تلقي بظلالها على عملية السلام المتعثرة. وأعربت عن اعتقادها بأن الفلسطينيين لا يزالون يلتزمون القانون الدولي في ما يتعلق بالقرار 181.