احتفظ فريق الحكمة اللبناني بكأس الاندية العربية لكرة السلة وسط فرحة عارمة صاخبة جعلت اللبنانيين يصلون الليل بالنهار احتفالاً وابتهاجاً اثر فوزه على الاهلي المصري 79-67 الشوط الاول 24-33، وبات رابع نادٍ يبقي اللقب في جعبته بعد الجلاء السوري واتحاد البناء الجزائري والاتحاد السكندري المصري. تابع اللقاء في قاعة ملعب غزير اكثر من 3000 متفرج تقدمهم رئيس اللجنة الاولمبية اللواء الركن سهيل خوري ممثلاً رئيس الجمهورية اميل لحود ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ووزير السياحة والبيئة ارثور ناظاريان وحشد من النواب والمسؤولين. وتعذّر على آلاف أخرى من المتفرجين الدخول على الرغم من ان الازدحام امام الملعب بدأ منذ ساعات الصباح الاولى اول من امس، فلجأوا الى شاشات التلفزة العملاقة التي "نصبت" في مناطق مختلفة، خصوصاً في ساحة ساسين الاشرفية وفي مدرسة الحكمة، حيث أقيم احتفال مركزي ازدحم لمتابعته اكثر من عشرين الف مشجع وتضمن برنامجاً فنياً خاصاً... وقد حضر الفريق الفائز الى هناك عند الساعة الواحدة والنصف فجر امس واستغرق اجتيازه مسافة 22 كلم بين غزير والاشرفية اكثر من ساعتين نظراً لزحمة السير الخانقة وتجمّع المواطنين عاقدين حلقات الرقص وملوّحين باعلام الفريق باللونين الابيض والاخضر واعلام لبنان ومطلقين الاسهم النارية، كما جابت تظاهرات سيارة المناطق، ولا تزال الاحتفالات مستمرة، في وقت أقفلت بعض المدارس ابوابها، خصوصاً مدارس الحكمة امس بالمناسبة. وخاطب افراد الفريق جمهورهم الكبير في الاشرفية واعدين باحراز كأس الاندية الآسيوية التي ستجرى نهائياتها في لبنان في الاسبوع الاخير من ايار مايو المقبل، ويتأهل بطلها لخوض كأس النخبة العالمية التي ستقام في ميلانو في تشرين الاول اكتوبر. وسيضم الحكمة الى صفوفه اللاعب روني صيقلي خلال المسابقة الجديدة. وتقاطرت برقيات التهنئة على النادي من جهات رسمية وشعبية ورياضية ومن هيئات وجاليات اغترابية، وخصّ النائب جاك جوخادريان "ابطال لبنان والعرب" بكلمة ثناء وتقدير في افتتاح الجلسة العامة لمجلس النواب صفّق لها زملاؤه الحاضرون... وكان رئيس نادي الحكمة انطوان شويري ومدرب الفريق غسان سركيس واللاعبون أهدوا الفوز الى "أهالينا في الجنوب الصامد". ميدانياً، أكد الحكمة ان مستوى كرة السلة اللبنانية على صعيد الاندية مرتفع جداً، وجاء احتفاظه باللقب على حساب الاندية المصرية من خلال اقصائه الاتحاد السكندري في الدور نصف النهائي والاهلي ليثبت هذا الواقع. وقد "حارب" الفريق القاهري ليحرز اللقب الذي فاته العامين 90 و1991 ايضاً امام الرشيد العراقي ومواطنه الاتحاد. تقاسم الفريقان السيطرة على شوطي المباراة، وتألق لاعبو الاهلي كمجموعة متراصة ومتجانسة الى حد كبير في الاول، بقيادة عملاقهم طارق الغنام، ولم يستطع السنغالي آسين نداي 11،2م ايقافه. وبعد جسّ نبض استمر 6 دقائق، حوّل الاهلي خطته من رجل لرجل الى دفاع المنطقة، ما سمح بتقدم الاهلي وامساكه بمفاتيح المباراة وانهائه هذا الشوط لمصلحته بفارق 9 نقاط. وكرر الحكمة ما فعله العام الماضي امام وداد بوفاريك الجزائري اذ حوّل تأخره في الشوط الاول الى انطلاقة تصاعدية ناجحة في الثاني، فارتفع اداء لاعبيه بشكل ملحوظ وجابهوا الاهلي "بأسلحته الخاصة" الانتشار الدفاعي اللصيق، وفتح ثغرات للتسجيل من خلال هجمات قائد الفريق ايلي مشنتف والمواكبة في التمرير والتسجيل من قبل فادي الخطيب الذي سجل 27 نقطة... باختصار، نجح الحكمة لانه بذل مجهوداً دفاعياً جباراً وتركيزاً وانضباطاً، وساهم في فوزه الكبير المؤازرة الجماهيرية الصاخبة وثمانية لاعبين هم ايلي مشنتف 21 نقطة الذي عطّل مفعول شريف عبداللطيف، وفادي الخطيب الذي تمتع باعصاب فولاذية وحجب الاضواء عن علاء زهران محرّك الاهلي، وبولس بشاره الذي وضع الفريق على سكة الفوز في بداية الشوط الثاني، ونداي الذي قام بپ16 متابعة و9 تمريرات حاسمة وسجل 14 نقطة، وأعاق تحرّك طارق ابو زيد في الشوط الثاني، ما حدّ من خطورة طارق الغنام. وبرز ايلي فواز وفيكن اسكجيان دفاعياً. ولعب بهجت شدياق وشارلي سعد في الشوط الاول. وحده طارق الغنام استطاع ان يقدّم عروضه المعهودة في الجانب المصري وسجّل 24 نقطة على الرغم من انخفاض ادائه في الشوط الثاني، ولم يقدم قيدار هنداوي وعلاء زهران وطارق خيري وشريف علي الا لمحات عابرة.