سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحقيق يتابع "المجلس الثوري" من ليبيا الى السودان الى فلسطين الى "مقر الإقامة الموقت". حاصر القذافي البنية التحتية ل"أبو نضال" ففر عارضاً خدماته . قيادات "البندقية المأجورة" تدخل مناطق السلطة الوطنية بموافقة اسرائيلية
تتناقل مصادر الاستخبارات الغربية والعربية التي تراقب تحركات صبري البنا ابو نضال تطورات جديدة محيرة في حياة هذا الإرهابي الفلسطيني المحنك الذي يتزعم واحداً من أكثر التنظيمات السرية في العالم وحشية. يعيش أبو نضال 62 عاماً بخير حالياً ويقيم في القاهرة، حيث يحاول ان يبادل معرفته الواسعة بالتنظيمات الاسلامية المتطرفة، وبخفايا الانظمة في السودان واليمن وليبيا، بالحصول على حماية. وهو يحاول بشكل خاص ان يبيع خدماته لأجهزة الأمن في حربها على شبكات المتطرفين الاسلاميين، مثل منظمة "الجهاد" و"الجماعة الاسلامية" اللتين تتحملان مسؤولية اعتداءات كثيرة في مصر ضد السياح وأهداف أخرى. وليس هناك ما يوحي بأن مصر استجابت لعرض ابو نضال. وعلى رغم ان بعض ضباط الاستخبارات المصرية وربما الاميركية قد يبدي رغبة في استخدامه، فإن ديبلوماسيين غربيين يعتقدون ان وجوده في مصر، اذا أصبح معروفاً على نطاق واسع، قد يشكل إحراجاً، ولكن من المعروف ان أي عاصمة تتحمل وجوده لديها يمكنها أن تؤكد أنها تفعل ذلك من أجل السيطرة عليه ووضعه تحت الرقابة وشل فعاليته. لقد انشقت عن منظمة أبو نضال مجموعة من أبرز كوادره - ممن كانوا مسؤولين عن أكثر عملياته الدولية دموية، من ضمنها الاعتداء على شلومو ارغوف سفير اسرائيل لدى بريطانيا، في 3 حزيران يونيو 1982، الذي وفر الذريعة للغزو الاسرائيلي الشامل للبنان - وسمحت لهم اسرائيل خلال الأشهر الأربعة الماضية بالدخول الى الضفة الغربية وغزة حيث يعيشون بهدوء. وتعتبر بعض مصادر الاستخبارات الغربية هذا التطور دليلاً جديداً على اختراق اسرائيل منذ وقت بعيد لمنظمة ابو نضال، التي تُعرف ب "فتح - المجلس الثوري" - وهي بمثابة الضد العنفي والعدو اللدود لحركة "فتح" بزعامة ياسر عرفات. وافادت صحيفة "هآرتز" الاسرائيلية في 7 آذار مارس الجاري ان "مصادر المؤسسة العسكرية" أكدت ان اسرائيل كانت سمحت لاعضاء سابقين في منظمة ابو نضال بالدخول الى منطقة السلطة الفلسطينية. ونقلت "هآرتز" عن هذه المصادر قولها انه "حالما اتضح ان النشطاء لم يعودوا يؤيدون الارهاب وانهم لا يشكلون اي خطر، لم يكن هناك أي سبب يحول دون عودتهم". توجه ابو نضال الى مصر في مطلع العام الماضي برفقة زوجته وعائلته، بعد توقف قسري تقريباً عن النشاط طوال اكثر من عقد من السنين في ليبيا. وليست هناك صحة لأي من الروايات التي تناقلتها وسائل الاعلام عنه أخيراً: فهو لا يحتضر بسبب اصابته بسرطان الدم، بل انه لا يعاني اي مرض. ولم ينتقل الى الخرطوم أو صنعاء أو بلغراد أو بغداد، كما لمحت تقارير صحافية متنوعة أخيراً. ويعتقد ان أجهزة الاستخبارات هي التي أطلقت الشائعة حول انتقاله الى العراق كي تخفي وجوده حيث هو، وربما تعطي نفسها بعض الوقت لتقرر ما ستفعله في شأنه. واذا وضعنا جانباً سجله الدولي المريع من أعمال القتل والابتزاز، فان تاريخه الحافل باعتداءات ارهابية نُفّذت ضد أهداف مصرية عندما كان يعمل لصالح ليبيا لن يجعل منه ضيفاً مرغوباً هناك. وكانت منظمته اغتالت في قبرص عام 1978 يوسف السباعي رئىس تحرير صحيفة "الاهرام" وأحد الاصدقاء المؤتمنين للرئيس الراحل أنور السادات. كما خطفت في 1985 طائرة ركاب مصرية الى مالطا. وبناء على أوامر من الرئيس مبارك، اقتحمت وحدة كوماندوس مصرية الطائرة في فاليتا وسقط عدد كبير من الضحايا. السنوات الاخيرة في ليبيا لم تكن السنوات الاخيرة التي امضاها ابو نضال في ليبيا، قبل انتقاله الي مصر في 1998، فترة هانئة فقد تعمق شعور متبادل بالخيبة بينه وبين مضيفه الزعيم الليبي العقيد القذافي. وفي الفترة بين 1992 و1994، اغلق الليبيون مخيمه العسكري الواقع في الصحراء على مسافة حوالى 170 كيلومتراً جنوب طرابلس، وطلبوا من أعضاء بارزين في الهيئات واللجان التابعة له ان يغادروا البلاد. وفي الوقت الذي بقي ابو نضال نفسه في ليبيا مع عائلته وحفنة من الكوادر، فإن عدداً من كبار قياديي تنظيمه انتقلوا الى السودان حيث استقروا هناك سراً لثلاث أو أربع سنوات وأعادوا تشكيل المنظمة الى حد كبير. لكن السلطات السودانية بدأت بحلول 1996-1997، وتحت ضغوط دولية متزايدة بسبب دعمها المزعوم للارهاب، تعيد النظر في جدوى استضافة رجال ابو نضال. هكذا، مرة أخرى، حان الوقت لشد الرحال. لكن الى أين سيذهبون؟ كان من الضروري ان يجدوا ملاذاً جديداً. في غضون ذلك، أصبح وضع ابو نضال ذاته في ليبيا مهدداً على نحو متزايد. واقنعته ثلاثة عوامل انه يتعيّن عليه هو ايضاً ان يبحث عن مكان آخر يلجأ اليه. كان العامل الاول تزايد الضغوط، المدعمة بالعقوبات الدولية، التي يواجهها العقيد القذافي من الولاياتالمتحدةوبريطانيا ليسلّم الليبيين اللذين يُشتبه في مسؤوليتهما عن اسقاط طائرة "بان أم" الاميركية فوق بلدة لوكربي الاسكوتلندية في 1988. وسعى القذافي، الذي حرص على انكار أي علاقة له بالارهاب، الى ان يُبعد نفسه عن منظمة ارهابية كان يعتبرها في الماضي شيئاً نافعاً. في طرابلس، وجد ابو نضال نفسه منبوذاً على نحو متزايد. ولم يعد قادراً على الوصول بسهولة الى الزعيم الليبي او الى الاستخبارات الليبية. ثانياً، بعدما شعر القذافي بالخيبة لتردد البلدان العربية في تحدي العقوبات المفروضة عليه، بدأ يدير ظهره للعالم العربي ويتجه بدلاً من ذلك الى افريقيا. وتراجع بسبب ذلك اهتمامه بالاوضاع السياسية العربية - والفلسطينية، ومعها اهتمامه بأبو نضال. ثالثاً، أثارت وفاة مسؤولين ليبيين رفيعي المستوى، كانت تربطه بهما صلة وثيقة، في ظروف مريبة مخاوف ابو نضال من انه بالذات قد يُستهدف. وقضى ابراهيم البشاري، الذي كان رئىس الاستخبارات الخارجية وشغل في وقت لاحق منصب وزير الخارجية، في ما وصف بأنه "حادث سير". لكن الاعتقاد السائد هو انه صُفي لانه كان يعرف الكثير عن العمليات الخارجية التي تقف وراءها ليبيا، من ضمنها نقل أسلحة بالنيابة عن ابو نضال. وأودت "حادثة اثناء ركوب الخيل" بحياة عبدالسلام الزادمة، رئىس اللجنة المسؤولة عن إسكات المنشقين والمنفيين وخصوم نظام القذافي الآخرين في الخارج، أي "الكلاب الضالة" كما كان يسميهم. وفي منتصف الثمانينات، قُتل حوالى 15 من المنفيين الليبيين على أيدي عملاء ليبيين. وكان ابو نضال متورطاً ايضاً في هذه المهمة المريعة. المغادرة انتدب ابو نضال منذ 1993 ممثلاً سرياً له في مصر يُدعى علي الفرا اسمه الحركي "الدكتور كمال"، وكان قبل ان يغادر ليبيا أبرز العناصر الاستخبارية للمنظمة، اذ تولى مسؤولية "العمليات الخاصة" و"عمليات التجسس الخارجية" و"مكافحة التجسس". وفي 1997، عيّن ابو نضال علي الفرا مسؤولاً عن تنظيم تسلل كبار كوادر المنظمة الى داخل مصر من السودان، وكذلك من اليمن ولبنان وليبيا وأماكن اخرى، والعمل سراً على إعادة تشكيل الهيئات الرئيسية للمنظمة في القاهرة. وبقي الجسم الاساسي للمنظمة - أي جنودها - في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وتحت ستار من السرية المشددة، انضم ابو نضال نفسه الى كبار مساعديه في العاصمة المصرية في مطلع 1998، ورتّب تحويل جزء كبير من أصوله المالية الى مصر وايداعها باسم زوجته وزملائه الرئيسيين. وكي يُبيّن للمصريين فائدته أصدر ابو نضال توجيهات الى منظمته بتعقب المتطرفين الاسلاميين المناهضين لمصر، خصوصاً في اليمن والكويت. ويُعتقد انه كان مسؤولاً عن قتل الشيخ صلاح عبدالمطلب في اليمن في 28 ايلول سبتمبر 1998، وهو أحد الاعضاء البارزين في منظمة "الجهاد" المصرية وكان إمام مسجد في صنعاء منذ 1992. واتهمت "الجهاد" منظمة ابو نضال بارتكاب الجريمة. لم يدرك الليبيون فوراً ان ابو نضال غادر بلادهم بشكل نهائي. وظنوا انه سافر لمجرد الاتصال بكوادره المشتتة وسيعود بعدها. لكن عندما علموا انه استقر في القاهرة احسوا بأنهم خُدعوا وانتابهم الذعر. وكان الرد الليبي اعتقال من تبقى من موظفي ابو نضال في طرابلس، من ضمنهم عزمي حسين مسؤول الارتباط مع الاستخبارات الليبية، وعاطف حمودة رئىس القسم المالي وكاتم الاسرار المالية للمنظمة. وكان حمودة عمل مع ابو نضال منذ تأسيس منظمته في 1974. وفي 24 كانون الثاني يناير 1999، اصدرت منظمة ابو نضال في لبنان بياناً دانت فيه ليبيا لاعتقالها بعض ناشطيها ومصادرة ممتلكاتهم، وحذرت من ان اهدافاً ليبية في الخارج ستُهاجم اذا لم يطلقوا. وتمكن مسؤولان رئيسيان - أحدهما مسؤول عن "سكرتارية" ابو نضال، وهي جهاز القيادة والسيطرة والاتصالات في منظمته، والاخر مسؤول عن تزوير النقود وجوازات السفر وغيرها من الوثائق - من الهرب من ليبيا الى الاردن. وفقد ابو نضال نتيجة ذلك جزءاً من النواة الفنية الاساسية لحركته. التمرد قاد ابو نضال منظمته طيلة فترة نشاطه الطويلة بانضباط لا يرحم. وكان الخوف هو دائماً أداته الرئيسية. ويزخر تاريخ منظمته بعمليات التطهير و"الاختفاء" والمذابح. وكان الموت هو عقوبة عدم الولاء أو حتى بعض مظاهر عدم الطاعة. وما حدث في القاهرة العام الماضي لم يكن حالة استثنائية. فحالما تجمع كوادر منظمته من مواقعها المتناثرة، بدأ يتجبّر عليهم ويضطهدهم وزوجاتهم بطريقته المعتادة. لكن هؤلاء الكوادر، بعدما ذاقوا طعم الحرية النسبية في أماكن بعيدة على امتداد سنوات عدة، لم يعودوا طيعين كالسابق. وتفجر تمرد على سيطرته القاسية. وعندما شعر حوالى عشرة من أبرز المعارضين، في منتصف 1998، بأن ابو نضال يتآمر لقتلهم، توجهوا الى الشرطة المصرية طلباً للحماية. واخبروا سلطات الامن المصرية بمكان اقامة ابو نضال وما يخطط له. وفي تلك الفترة، في آب اغسطس 1998، تسربت أنباء الى الصحف بأن ابو نضال وصل الى مصر - على رغم ان أشهراً عدة كانت مضت على وجوده في القاهرة. وعندما اطلعت السلطات المصرية على القصة الكاملة لانشطة ابو نضال، قررت ان تنهي المنظمة وترحّل أعضاءها الاساسيين - بدءاً بالمعارضين. أما ابو نضال نفسه فقد ترك حراً في القاهرة. واكتفى المصريون بنفي انه موجود هناك. وفي سياق البحث عن ملاذ آمن، ناشد المعارضون منظمة التحرير الفلسطينية ان تسمح لهم بالعودة الى المناطق الفلسطينية الخاضعة لسيطرتها. وقُدم طلب للحصول على إذن اسرائىل واستجابت له. كان المصريون يريدون التخلص منهم. وكانت النتيجة التوصل الى صفقة ثلاثية. البعد الاسرائيلي وافادت مصادر فلسطينية في لبنانوالاردن ان بين كبار كوادر منظمة ابو نضال الذين انتقلوا خلال الاسابيع الاخيرة الى الضفة الغربية وغزة، الاسماء التالية: - علي الفرا، عضو اللجنة المركزية للمنظمة والرئىس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية، الذي لعب دوراً في محاولة اغتيال السفير الاسرائيلي ارغوف. - هشام حرب، احد المسؤولين الرئيسيين في "العمليات الخاصة"، ولعب دوراً كبيراً في الهجمات التي استهدفت مكاتب شركة الطيران الاسرائيلية "العال" في مطاري روما وفيينا في كانون الاول ديسمبر 1985. - وصفي حنون، عضو المكتب السياسي، وكان مسؤولاً عن الكثير من أعمال القتل كرئىس سابق ل "الجيش الشعبي"، الميليشيا التابعة لابو نضال في لبنان. - زكريا ابراهيم ومنير احمد، عضوا المكتب السياسي. - زيدان عبدالكريم، عضو اللجنة المركزية. - اياد محمد الذي تزوج احدى بنات أخت ابو نضال واحسان صادق، وهما من الكوادر المهمة في المنظمة. وافادت مصادر موثوق بها ان الاسرائيليين لم يعتقلوا أو يستجوبوا أياً من هؤلاء الاشخاص، ما أثار مجدداً التكهنات بأن المجموعة كانت معروفة تماماً للاستخبارات الاسرائيلية - بل ان اسرائيل كانت اخترقت منظمة ابو نضال، او أقلها تحكمت بها جزئياً، خلال معظم مسيرتها العنفية. وكان ابو نضال، الذي تبنى موقفاً رافضاً متطرفاً، انشق عن حركة "فتح" بزعامة ياسر عرفات واطلق منظمته الارهابية في 1974 عندما تحول عرفات من حرب العصابات الى الديبلوماسية في أعقاب حرب اكتوبر. وعند تحليل عمليات ابو نضال على امتداد السنين الماضية يتضح أنه سعى بثبات الى تخريب مصالح الفلسطينيين. لكن اللافت ان اسرائيل لم ترد أبداً عليه او على منظمته، حتى عندما كان يهاجم اهدافاً اسرائيلية ويهودية. وكان ابو اياد، الذي شغل منصب مسؤول الجهاز الاستخباري لعرفات - قبل اغتياله على أيدي منظمة ابو نضال في 1991، مقتنعاً بأن اسرائيل تستخدم ابو نضال لأغراضها. فأعمال الارهاب الحمقاء والوحشية التي نفذها نجحت في تنفير أفضل اصدقاء الفلسطينيين، وجعل كلمة "فلسطيني" مرادفة ل "ارهابي"، وقتل مئات من المقاتلين الفلسطينيين في عمليات تطهير مروعة، وقبل كل شيء قتل ألمع ديبلوماسيي منظمة التحرير الفلسطينيين وأكثرهم مرونة - سعيد حمامي في لندن وعلي ياسين في الكويت وعزالدين قلق في باريس، والثلاثة كلهم قتلوا في 1978، ونعيم خضر في بروكسيل عام 1981، وعصام السرطاوي في لشبونة في 1983. وبدأت عمليات القتل هذه بعد وقت قصير على صعود مناحيم بيغن، الارهابي السابق في منظمة "ارغون" والنصير المتحمس لپ"اسرائيل الكبرى"، الى السلطة في اسرائيل في ايار مايو 1977. وكان طموح بيغن طيلة حياته ان يضم الضفة الغربية الى دولة اسرائيل بإقامة مستوطنات يهودية على أراضي الضفة الغربية وسحق تطلعات الفلسطينيين القومية. وكان واضحاً ان عرفات يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة الى بيغن. فزعيم منظمة التحرير كان يريد ان يتفاوض. لكن التفاوض قد يعني بالنسبة لاسرائيل خسارة الضفة الغربية. ومهما كان حماس عرفات لتوجيه حركته نحو الاعتدال، كان بيغن مصمماً ألاّ يمنحه ذرة اعتراف او يتنازل له عن شبر من الارض. فقد أدرك بيغن - وخليفتاه المتشددان اسحق شامير وبنيامن نتانياهو - ان اجبار اسرائيل على التفاوض قد يؤدي الى تنازلات عن الأراضي. وفي كانون الثاني يناير 1978، بعد بضعة اشهر على تسلم بيغن للسلطة، بدأ ابو نضال عمليات اغتيال طالت أبرز الشخصيات المعتدلة في منظمة التحرير - بالضبط الرجال الذين كانوا يحاولون ان يعبئوا الرأي العام العالمي والاسرائيلي لصالح تسوية سلمية بالدعوة الى التفاوض والمصالحة. وفي الوقت الحاضر، بعدما دُحر التيار الرئيسي في الحركة الفلسطينية الذي يمثله عرفات وجرى ترويضه - واُختزل عملياً الى امتداد لاجهزة اسرائيل الأمنية - يمكن القول ان ابو نضال استنفد الغرض منه. وقد يفسّر هذا موافقة اسرائيل على السماح لعدد من أبرز القتلة في منظمته بالعودة الى الضفة الغربية وغزة. لا شك ان ابو نضال يحاول في القاهرة ان يعيد بناء منظمته، لكنه مُني بنكسات خطيرة. وأدى تمرد أبرز مساعديه الى تجميد جزء كبير من أمواله وقطع صلاته مع خلاياه التنظيمية والعملياتية الرئيسية. ويعني هروب نشطاء أساسيين الى الاردن، وفقدان شبكات الاتصال والمطابع التي كان يملكها في ليبيا، انه لم يعد قادراً على التحكم بما تبقى من منظمته او تزوير جوازات سفر ووثائق اخرى. ويتعيّن ان ننتظر لنرى إذا كانت جهة ما ستستفيد منه بشكل ما أو أنه سينتهي أسيراً لدى منظمة التحرير الفلسطينية ليحاكم على جرائمه. * كاتب بريطاني سبق له ان نشر كتاباً عن "المجلس الثوري"