انتقدت "حركة فتح - المجلس الثوري" التي يقودها السيد صبري البنا أبو نضال ما سمّته "إجراءات خطيرة" تقوم بها السلطات الليبية ضد عناصرها. وأكّدت في بيان أصدرته أمس ان ليبيا مستمرة في الضغط على عائلات أعضائها للمغادرة الى الأردن ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية. ويُعتبر بيان جماعة "أبو نضال" تأكيداً لصحة المعلومات التي أوردتها "الحياة" في 16 آذار/مارس 1999 وصحف إسرائيلية عن عودة مسؤولين في هذه الجماعة الفلسطينية المتشددة الى مناطق السلطة الوطنية التي يقودها الرئيس ياسر عرفات. وقال بيان جماعة "أبو نضال" الذي يحمل تاريخ أمس والذي وُزّع في بيروت: "بعد اعتقادنا بحسن نوايا السلطات الليبية ازاء حل الأزمة وانهاء آثارها والوفاء بالعهود التي قُطعت حول رد الأموال الى أصحابها وإيقاف الإجراءات التي تمارسها، فوجئنا بسلسلة من الإجراءات الخطيرة في توقيتها والتي تحمل طابعاً سياسياً يتجاوز الذرائع الأمنية التي كانت تتستر وراءها". وتابع انه "أصبح واضحاً سعي السلطات اللليبية بالاتفاق" مع الأردن والسلطة الفلسطينية بقيادة عرفات "لتسهيل انتقال أبناء الحركة الى هاتين الساحتين تحت حجم من الضغوط التي لا يستطيع أحد احتمالها، وهي ضغوط تمارسها أجهزة مختلفة". واعتبر البيان ان "ممارسات السلطات الليبية لا تخرج عن خط الإستجابة للإملاءات الأميركية والبريطانية، وهي تدرك ان ما تفعله يضعها في خانة الذين يعملون على تسهيل مخطط التهويد". ولاحظ "ان الاجراءات التي تمارسها السلطات الليبية حول ملاحقة أبناء الحركة والضغط على الأسر المقيمة في ليبيا إنما يتزامن مع محتوى التقرير الذي صدر عن وزارة الخارجية الأميركية". ووضع تقرير الخارجية الأميركية الذي صدر أول من أمس، إسم جماعة "أبو نضال" على رأس لائحة المنظمات الإرهابية. وأشار التقرير الى ان صبري البنا ربما انتقل الى العراق في 1998. وكانت "الحياة" نشرت في 16 آذار مارس هذه السنة تقريراً للكاتب البريطاني باتريك سيل أشار فيه الى عودة كوادر من منظمة "أبو نضال" الى الضفة الغربية وغزة. وسمّى، نقلاً عن مصادر فلسطينية في لبنانوالأردن، من بين العائدين: علي الفرا، عضو اللجنة المركزية لجماعة أبو نضال الرئيس السابق لجهاز الإستخبارات الخارجية فيها، وهشام حرب أحد المسؤولين الرئيسيين في "العمليات الخاصة"، وصفي حنون عضو المكتب السياسي، وزكريا ابراهيم ومنير أحمد عضوا المكتب السياسي، زيدان عبدالكريم عضو اللجنة المركزية، وأياد محمد وإحسان صادق وهما من الكوادر المهمة في المنظمة. ولاحظ تقرير سيل ان الإسرائيليين لم يعترضوا أحداً من كودار جماعة "أبو نضال" إثر عودتهم الى مناطق السلطة الفسلطينية. وأشار الى "تكهنات" بأن مجموعة "أبو نضال" كانت معروفة للإستخبارات الإسرائيلية أو مُخترقة منها. وكانت منظمة "أبو نضال" أصدرت في 24 كانون الثاني يناير 1999 بياناً من لبنان دانت فيه ليبيا لاعتقال بعض ناشطيها ومصادرة ممتلكاتهم. وحذّرت من مهاجمة أهداف ليبية في الخارج إذا لم يتم الإفراج عن المعتقلين.