أظهرت أمس الاحد نتائج الانتخابات التاسعة للمجلس المحلي لولاية صباح الماليزية فوز أحزاب التحالف الوطني الحاكم بزعامة رئيس الوزراء محاذير محمد في 31 دائرة، في مقابل 17 دائرة فاز فيها حزب صباح الموحد وهو الاقوى بين احزاب المعارضة. ويشكل الفوز الذي حققه الحزب الحاكم في صباح دعما لمحاذير 73 عاماً بعد احتجاجات شهدتها البلاد منذ ان اقدم على عزل نائبه وزير المال السابق انور ابراهيم في ايلول سبتمبر واحالته الى القضاء لمحاكمته بتهم فساد. وحاولت احزاب معارضة لم تحصل على أي مقعد، التقليل من أهمية خسارتها باعلانها حصول تلاعب في الانتخابات. لكن التحالف نفى مزاعمها. ولا يزال التحالف يحتاج الى مقعد واحد ليحصل على ثلثي مقاعد المجلس، ليشكل حكومته المحلية ولم يعلن عن خطته لذلك، علماً ان أياً من الاحزاب الاخرى لم يحصل على مقعد يمكنه من الائتلاف مع التحالف. وكانت أكبر خسارة لحزب برساتو المعارض حزب التحالف الشعبي لصباح المتحد الذي رشح أعضاءه في كل الدوائر لكنه لم يفز بأي مقعد، مع ان رئيسه حارث صالح رأس حكومة الولاية نحو عشرة اعوام. ولم يفز حزبان آخران للمعارضة بأي مقعد وهما: الحزب الاسلامي وحزب سيتياوباسوك. ومن المفارقات ان جوزيف بيرين رئيس حزب صباح الموحد استعاد مقعده للمرة الثامنة، وهو محام مسيحي دخل المعترك السياسي منذ عام 1975 ويعتبر شخصية بارزة تمثل قومية الكادازانديين من سكان البلاد الأصليين وغالبيتهم من المسيحيين. ويتوزع باقي السكان على الملايويين من سكان البلاد الأصليين المسلمين والصينيين الذين ساعدت أصواتهم في دعم الكادازانديين في أول انتخابات جرت في صباح ربيع 1967. ولعبت الديانة والعرقية دوراً مهماً في توجيه الأصوات، فحزب صباح الموحد اجتذب أصوات الكادازانديين وحاول اكتساب الصينيين ايضاً وحكم ولاية صباح لمدة تسع سنوات 1985- 1994 بقيادة بيرين. أما أصوات المسلمين فكانت تتجه سابقاً نحو المنظمة القومية الصباحية المتحدة أسنو لكنها بعد ذلك انتقلت الى المنظمة القومية الملايوية المتحدة أمنو بقيادة محاذير محمد ، الذي كان حذراً من محاولات أحزاب المعارضة الأخرى اجتذاب أصوات المسلمين، ولهذا السبب خسر أمنو في أكثر من دائرة لمصلحة حزب صباح الموحد. وتتوزع المقاعد الپ48 على 26 دائرة ذات غالبية من المسلمين و16 دائرة للكادازانديين و6 دوائر للصينيين. وتتوزع مقاعد التحالف الحاكم في ولاية صباح على ستة أحزاب رئيسية هي: حزب أمنو 24 مقعداً ويضم في اجنحته المسلمين الملايويين وحزب صباح التقدمي 3 الذي فاز رئيسه يونغ تيك لي والحزب الديموقراطي الحر مقعدين الذي فاز رئيسه تشونغ كاه كيات. لكن المفارقة الأخرى هي ان رئيس التحالف الوطني في الولاية رئيس وزرائها الأسبق برنارد دمبوك خسر بفارق كبير لصالح مرشح المعارضة. وكان برنارد نجح في الانتخابات الماضية ببطاقة منافسه حزب صباح الموحد، ولكنه انتقل الى التحالف الوطني حيث ان سلوك "القفز" والتنقل بين الاحزاب مشهور في صباح حتى بين أبرز القيادات. ولا تعبر نتائج ولاية صباح عن شعبية محاذير بشكل كامل لاختلاف القضايا والمفاهيم والأطراف اللاعبة بين صباح والجزء الغربي من ماليزيا حيث تقع كوالالمبور وما حولها من ولايات كانت مركزا للأزمة السياسية الأخيرة التي اجتاحت البلاد منذ عزل أنور ابراهيم، ولكنها مع ذلك تعتبر مؤشراً جزئياً قد يعني ان التحالف الوطني ربما يفوز بغالبية متوسطة في الانتخابات العامة على المستوى الوطني مع حضور أقوى بلمعارضة وسيطرتها على حكومات بعض الولايات الشمالية لصالح الحزب الاسلامي في الجزء الغربي من ماليزيا، وحزب العمل الديموقراطي اللذين يستفيدان كثيراً من أزمة أنور ابراهيم والتي يقول مراقبون انها أدت الى تراجع شعبية التحالف الحاكم بشكل كبير خلال الأشهر البعة الماضية. وانتقدت زوجة أنور ابراهيم رئيسة حركة العدل الاجتماعي عادل الحملات الانتخابية ووصفتها بأنها "هبطت الى الحضيص". وأضافت أن "أحزاباً استخدمت أساليب غير اخلاقية كالرشوة والتهديد وغير ذلك لدفع الناس لترشيح حزب معين"، في اشارة الى التحالف الحاكم. كما انتقدت بالاسم رئيس التحالف محاذير محمد.