أعاد الحكمة صورة الاحتفالات الصاخبة التي عاشتها المناطق اللبنانية العام الماضي، حين أحرز لقب بطولة الاندية العربية لكرة السلة بفوزه على وداد بوفاريك الجزائري، اثر تغلّبه الصعب على الاتحاد السكندري في الدور نصف النهائي من البطولة ذاتها، وانتقاله لملاقاة الاهلي القاهري مساء اليوم في قاعة نادي غزير. وكان اللقاء الأصعب والأكثر ندية في البطولة، وتغلب فيه الحكمة على الاتحاد للمرة الاولى في اربع مواجهات، علماً بان الاتحاد هزمه في الدور الاول بفارق نقطتين 78-76. وكان الاتحاد يسعى لاستعادة اللقب الذي أحرزه للمرة الاخيرة العام 96 على حساب الحكمة في لبنان ايضا،ً بعد انتصاريه العامين 1994 و1995 وحلوله ثالثاً 1992، بينما دخل الحكمة المباراة وكله عزم ليعاود كرّة انتصاره العام المنصرم. وسيواجه اليوم الاهلي ثاني 1990 و1991 وثالث 1995، والذي أسقط اسطاوالي الجزائري بفارق كبير في الدور نصف النهائي، بعدما سبق ان فاز عليه بفارق 7 نقاط في الدور الاول 69-62. وفور اعلان فوز الحكمة، عمّت شوارع المناطق اللبنانية تظاهرات سيّارة، وارتفعت منذ صباح امس الاحد الاعلام البيضاء والخضراء ألوان الحكمة واليافطات في الشوارع، وربطت الاشرطة الخضراء على هوائي السيارات... من ضمن حملة المؤازرة لضمان الفوز اليوم... حيث من المنتظر ان تمتلىء مدرّجات ملعب غزير على آخرها قبل ساعات طويلة من موعد انطلاق المباراة النهائية الثامنة والنصف مساء بتوقيت بيروت. الثواني الاخيرة وكفلت نقطة واحدة تأمين تأهل الحكمة الى المباراة النهائية على حساب الاتحاد 70-69، الشوط الاول 34-39، وبالتالي توفير فرصة دفاعه عن لقبه أمام الاهلي. وكان قائد الحكمة ايلي مشنتف هداف فريقه ب 17 نقطة بطل هذه النقطة الغالية، بعدما نجح في تسجيل الرميتين الحرتين اللتين احتسبتا له قبل 6،4 ثانية من النهاية، ليعادل النتيجة 69-69، ثم يحسمها لمصلحة فريقه 70-69. ورمزت هذه النقطة الواحدة عموماً الى صراع لاعبي الفريقين القاسي على تسجيل النقاط طوال المباراة، حيث لم ينجح أي فريق في تأمين فارق مريح لمصلحته، وظلّت بالتالي ابواب الفوز مشرّعة على الاحتمالات كلها حتى الثواني الاخيرة.. وفرض الصراع المتكافىء بين الفريقين هجوماً ودفاعاً، ايلي مشنتف وبولس بشارة والعملاق السنغالي اسين نداي من جهة الحكمة، والثنائي اسماعيل احمد واحمد عبدالوهاب "بيبو" من جهة الاتحاد السكندري. وكرّس اسماعيل احمد هداف الاتحاد ب 24 نقطة وبيبو سيطرتهما تحت سلة الحكمة في الشوط الاول بمؤازرة احمد الجزار ومحمد سليمان طُلبة، في وقت لم ينجح السنغالي نداي في الحدّ من خطورتهم، ما سمح بتقدم الاتحاد بفارق خمس نقاط في الشوط الاول. وتراجعت هذه السيطرة نسبياً في الشوط الثاني، في ظلّ تحسين نداي اداءه الدفاعي، وتقلّص فاعلية بيبو وطُلبة والجزار، الذي لم يشارك في غالبية فترات هذا الشوط بسبب ارتكابه اربعة اخطاء، علماً ان اسماعيل احمد شكّل مصدر خطورة الاتحاد الوحيدة في الهجوم. وأفاد لاعبو الحكمة بالتالي من هذا التراجع، لشنّ هجمات منظمة عدة كان عرابها الاول مشنتف، الذي بقي مصدر الخطورة الرئيسي في هجوم الحكمة، على الرغم من ارتكابه اربعة اخطاء، وعوّض بتمريره كرات حاسمة عدة أبرزها الى ايلي فواز، الذي ارتفع رصيد اخطائه ايضاً الى اربعة ونداي.اما العراب الثاني فكان بولس بشارة الذي سجّل ثلاث رميات ثلاثية متوالية في لحظات حرجة، وضعت الفريق على سكة الفوز الصحيحة. وساند مشنتف وبشاره فادي الخطيب الذي تأخر دخوله في اجواء المباراة الى الشوط الثاني، حيث سجّل 11 نقطة من 13، معوّضاً مبادرات مشنتف القليلة في التسجيل خلال هذه الدقائق. طموح الاهلي من جهته، فاز الاهلي على اسطاوالي 71-56 الشوط الاول 34-30. لعب الفريقان بحذر في الشوط الاول واعتمدا على التسديد الكثيف من المواضع المختلفة مع تفوق نسبي للاهلي في الرميات الثلاثية، التي اسفرت عن تسجيله اربع سلات 12 نقطة رجّحت تقدمه في الثواني ال43 الاخيرة، وانهاءه الشوط الاول لمصلحته بفارق 4 نقاط 34-30. ولفت الانظار في هذا الشوط اجراء الاهلي تغييرات كثيرة في صفوفه، حقق منها الافادة الكبيرة حيث سجل احتياطيوه 16 نقطة، من بينها 12 نقطة لهنداوي أفضل مسجل في المباراة ب17 نقطة والذي استطاع مجاراة مدافعي اسطاوالي العمالقة في المواجهات الثنائية تحت السلة ومتابعة الكرات المرتدة. وفرض لاعبو الاهلي سيطرتهم الكاملة في الشوط الثاني مستغلين ارتكاب نجم والي لاعب ارتكاز اسطاوالي، اربعة اخطاء في الدقائق السبع الاولى. وتعرّض عبدالحليم سايح لاصابة بالغة في كاحله حرمته اكمال المباراة. وبذلك وسّع الاهلي الفارق الى 15 نقطة في الدقائق الخمس الاخيرة بقيادة هنداوي الذي كان لا يُجارى في تحركه تحت سلة اسطاوالي، وطارق خيري المتميز باختراقاته السريعة، وهذا ما ضمن للاهلي الفوز 71-56، علماً ان اسطاوالي نجح في تقليص فارق تخلّفه خلال هذا الشوط الى سبع نقاط قبل 30،1 دقيقة من النهاية. وحلّ الريان خامساً بعد فوزه على الرياضي اللبناني الذي لعب بتشكيلة جلها من لاعبي الصف الثاني 95-68 الشوط الاول 52-30. وتقدّم بذلك ثلاثة مراكز عن الموقع الذي احتله العام الماضي، وسيشارك الشهر المقبل في بطولة دول مجلس التعاون، ويطمح لاحراز لقبها بعدما حلّ ثانياً خلف المنامة البحريني العام الماضي. وعند السيدات، حلّ مولودية الجزائري خامساً بفوزه على الانترانيك اللبناني 54-45، والهومنتمن اللبناني سابعاً بفوزه على الشباب الرياضي 65-45، وهي اسوأ نتيجة له في هذه البطولة التي "احتكر" مركزها الثالث في المواسم الثلاثة الماضية.