رام الله الضفة الغربية - رويترز - وصف المبعوث الامريكي في الشرق الاوسط دنيس روس نشاط الاستيطان الاسرائيلي بأنه "مدمر جداً لمساعي السلام" في ملاحظات تشدد من الموقف بشأن هذه القضية. وأضاف روس في اتصال تليفوني اجرته معه "رويترز" مساء أول من أمس ان الولاياتالمتحدة ستسعى الى وضع حد زمني لابرام اتفاق سلام نهائي بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بعد الانتخابات العامة في اسرائيل في 17 ايار مايو المقبل. وقال: "ننظر الى النشاط الاستيطاني بوصفه مدمراً للغاية لمساعي السلام لأنه يقرر ويستبق الحكم على الامور التي كان يتعين التفاوض علىها، ومن ثم لا نرى ان أي قضية تتعلق بالوضع الدائم تحل سواء عن طريق الاعلانات من جانب واحد او التحركات من جانب واحد على الارض". ووصف المسؤولون الاميركيون حتى الآن المستوطنات الىهودية في الاراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة بأنها "عقبة امام السلام". وأدلى روس بتصريحاته قبل محادثات مهمة مقررة في 23 آذار مارس بين الرئيس بيل كلينتون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بشأن مسألة اعلان الدولة الفلسطينية. ويقول عرفات انه يحتفظ بالحق في اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في الرابع من أيار مايو بانتهاء فترة السنوات الخمس الانتقالىة المنصوص علىها في اتفاقات اوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. ويواجه عرفات ضغوطاً من الولاياتالمتحدة واوروبا وبعض الدول العربية لارجاء مثل هذه الخطوة نظراً لتأثيرها المحتمل في نتائج الانتخابات الاسرائيلية. وقال روس: "في ما يتعلق بقضية الدولة نعتقد انه امر يجب تسويته عن طريق عملية التفاوض". وأضاف: "لا شك انه يجب استئناف مفاوضات الوضع الدائم. ويتعين متابعتها بشكل مكثف ومتسارع. من المهم جداً الا تكون هذه المفاوضات لأجل غير مسمى ومن الواضح اننا سنفعل كل ما باستطاعتنا لتعزيز مثل هذه العملية". وكان عرفات سلّم بأنه يبحث في ما اذا كان سيرجئ اعلان الدولة الفلسطينية في الرابع من أيار ولكن مساعدين له يقولون انه يريد نوعاً من الدعم الدولي للتطلعات الفلسطينية في المقابل. وامتنع روس عن الخوض في تفصيلات بشأن الخيارات ولكن ديبلوماسيين فلسطينيين وغربيين قالوا انها تشمل مهلة تتراوح بين ستة اشهر وعام للانتهاء من محادثات الوضع النهائي. وأضاف الديبلوماسيون ان الخيارات تشمل ايضاً عقد مؤتمر جديد للسلام لتأكيد الدعم لعملية السلام في الشرق الاوسط ولاعطائها دفعة جديدة. وكرر روس الرأي الأميركي بأن ما فعله الفلسطينيون وفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق واي ريفر يزيد عما فعلته اسرائيل. ووقع الجانبان اتفاق واي ريفر في تشرين الاول اكتوبر الماضي. ونفذ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المرحلة الاولى من انسحاب على مراحل من الضفة الغربية بموجب الاتفاق ثم جمد الاتفاق في كانون الاول ديسمبر الماضي زاعما عدم تنفيذ الفلسطينيين لالتزماتهم. وقال روس ان الفلسطينيين نفذوا "بعض" التزاماتهم من اجل السلام "وفي هذه المرحلة لم ينفذ الاسرائيليون أياً من التزاماتهم في المرحلة الثانية" للانسحاب ورحب مسؤولون فلسطينيون امس بتصريحات روس، لكنهم اوضحوا ان ثمة حاجة الى مزيد من الاجراءات الاميركية ضد الاستيطان. ووصف الامين العام للسلطة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم تصريحات روس بأنها "ايجابية، لكننا نود ان نرى اجراءات اميركية ضد الاستيطان". ورحب وزير الشؤون البرلمانية نبيل عمرو بتصريحات روس عن ان واشنطن ستحاول تسريع مفاوضات المرحلة النهائية، ودعاها الى الاعتراف بحق الفلسطينيين في اعلان دولتهم، قائلا: "نود ان نرى الاميركيين يغيرون موقفهم مما يعتبرونه خطوة من جانب واحد اعلان الدولة. انها ليست خطوة من جانب واحد، بل حق فلسطيني". ورفض ديفيد بار ايلان مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الرد على سؤال ان كانت تصريحات روس عن الاستيطان تعني سياسة اميركية اشد حزماً في هذه القضية، موضحاً ان اسرائيل ستواصل التوسع الاستيطاني "لاستيعاب النمو الطبيعي" للمستوطنين. واضاف ان هذا التطور يجب ألا يواجه باعتراض مثلما هي الحال بالنسبة الى النمو الطبيعي في القرى العربية.