سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عرفات يلتقي روس وموراتينوس بعد غد ، ورسائل فلسطينية إلى 97 دولة . شعث وعريقات ل "الحياة": إعلان الدولة في 4 أيار نهائي لا رجعة عنه لتجنب نشوء فراغ قانوني
نفت مصادر فلسطينية أمس ان يكون الرئيسى الفلسطيني ياسر عرفات قد وافق على تأجيل اعلان قيام الدولة الفلسطينية في موعدها المقرر يوم 4 أيار مايو المقبل. وجاء هذا النفي بعد ان ادعت معلومات صحافية ان الرئيس الفلسطيني أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز خلال محادثات جرت بينهما في بيت لحم الخميس الماضي، ان الجانب الفلسطيني قد لا يتخذ خطوات من جانب واحد، في إشارة إلى اعلان إقامة الدولة، في حال عادت عملية السلام إلى مسارها الصحيح. وأبدت المصادر الفلسطينية استغرابها ودهشتها من هذه المعلومات. وأكدت في الوقت نفسه ان المناقشات بين عرفات وبيريز لم تتطرق أساساً إلى اعلان الدولة في 4 أيار على الاطلاق. وأكد الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي هذا الموقف في حديث إلى "الحياة"، مشيراً إلى أن الموقف الفلسطيني من اعلان الدولة في موعدها لم يتغير. وشدد على أن الجانب الفلسطيني سيعلن إقامة الدولة يوم 4 أيار، و"هذا الموقف نهائي، ولا تراجع عنه". وبرر تأكيده بأنه "من دون القيام بهذه الخطوة سوف ينشأ فراغ قانوني بانتهاء أجل المرحلة الانتقالية وفق اتفاقات أوسلو"، وانه "في حال لم نعلن إقامة الدولة نكون بذلك كمن يعطي إسرائيل حرية التحكم في المواعيد الزمنية لانهاء الاحتلال". وقارن اعلان الفلسطينيين اعلان الدولة في هذا الموعد بما فعلته مصر عام 1923. وقال: "إن بلداناً كثيرة أعلنت عن إقامة دولها، ثم استمرت في النضال في ما بعد من أجل جلاء القوات المحتلة عن أراضيها، وهذا ما حدث في مصر وغيرها، التي استمرت في النضال حتى جلاء القوات البريطانية عن أراضيها". وفي تأكيد آخر للموقف نفسه، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات أمس إن يوم 4 أيار 1999 "ليس يوماً اختاره الشعب الفلسطيني، وإنما هو يوم اختاره وحدده الجميع الدولة، وهو بذلك ملك الشرعية الدولية، الشرعية الأميركية والشرعية الأوروبية والمصرية والعربية، والشرعية الروسية، وجميع الدول والأطراف التي وقعّت على الاتفاقات المرحلية وحددت هذا الموعد كنهاية لها". وأضاف: "بل انني أذهب إلى أبعد من ذلك وأقول بوضوح إنه ليس من حقنا نحن الفلسطينيين أن نعلن تمديد هذا الموعد، ولو ساعة واحدة. لأنه ليس من حقنا ان نتصرف في هذا الموعد من جانبنا. ليس من حقنا ذلك، ولا نستطيع، وعليه فإن لنا الحق في الاعلان عن اقامة دولتنا في هذا اليوم، وهذا هو موقفنا باختصار ووضوح". إلى ذلك، بعث عريقات أمس برسائل إلى 97 دولة، من بينها الولاياتالمتحدة وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن والصين واليابان، في إطار الحملة الديبلوماسية المكثفة التي باشرتها القيادة الفلسطينية للضغط على الحكومة الإسرائيلية لحملها على تنفيذ اتفاق واي ريفر، ورداً على رسالة وجهتها وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى الدول المعنية وأبلغتها فيها ان الجانب الفلسطيني لم يلتزم تنفيذ تعهداته وفق الاتفاق المذكور. وقال عريقات إنه ضمّن رسائله جداول وتقريراً مفصلاً بشأن ما جرى حتى الآن في تطبيق اتفاق واي ريفر، حدد فيها ما قام الجانب الفلسطني بتطبيقه وما لم يطبقه الإسرائيليون. ووفق هذا الجدول، فإنه يفترض حتى يوم 31 كانون الثاني يناير ان تكون إسرائيل قد انسحبت مما نسبته 1،18 في المئة من الأراضي الفلسطينية من "ب" و"ج"، وأن تكون قد اطلقت 750 معتقلاً فلسطينياً من سجونها، وتكون نفذت بروتوكول الخليل وفتحت الممر الآمن وسمحت بالبدء في انشاء الميناء الفلسطيني وطبقت الاتفاق الاقتصادي. وفي الإطار نفسه، يستقبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مساء يوم بعد غد الثلثاء المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط دنيس روس بعد ان يكون قد التقى أيضاً ظهر اليوم نفسه المبعوث الأوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس. كما يلتقي عرفات غداً الاثنين وفد الشخصيات الدولية المشاركة في المؤتمر الذي يعقده مركز بيريز للسلام. ومن بين هذه الشخصيات العالمية، وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر والرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف ومصطفى خليل رئيس الوزراء المصري الأسبق وشخصيات أخرى.