الفاتيكان، روما - أ ف ب، رويترز - غادر الرئيس ياسر عرفاتالفاتيكان ظهر امس بعد لقاء قصير مع البابا يوحنا بولس الثاني استمر ربع ساعة فقط، اذ كان على البابا ان يكون في مقدم جنازة وزير خارجيته السابق الكاردينال اوغستو كاسارولي الذي توفي الثلثاء الماضي. والتقى عرفات ايضا ماسيمو دالما زعيم حزب ديموقراطيي اليسار، اكبر احزاب الائتلاف الحاكم في ايطاليا. وانتقد في اعقاب اللقاء الحكومة الاسرائيلية قائلا انها لا تحترم التعهدات التي قطعتها باسم السلام. وصرح بانه تحدث باستفاضة مع دالما في شأن الاليات التي تسمح بالدفاع عن عملية السلام. واضاف ان المبادرات الاوروبية والايطالية في هذا الاتجاه مهمة جدا وتكمل المبادرة الاميركية خصوصا الان "اذ أن حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لا تحترم التعهدات التي قطعتها". وانتقد دالما حكومة نتانياهو، وقال: "انا مقتنع ان اوروبا يجب ان تفعل المزيد للضغط على الحكومة الاسرائىلية لاحترام الاتفاقات وضمان تقدم عملية السلام". الى ذلك، طلب عرفات من البابا خلال وقفة لالتقاط الصور في ختام المحادثات أن يصلي من أجل مستقبل فلسطين، فأجاب البابا: "بالتأكيد سأصلي لأمتكم"، معرباً عن اعتقاده بان من الافضل للفلسطينيين والاسرائيليين ان يدفعوا عملية السلام المتوقفة. وقدم الرئيس الفلسطيني للبابا مجسماً يمثل مدينة بيت لحم التي دعاه مجدداً لزيارتها خلال احتفالات انتهاء الالفية الثانية لولاية السيد المسيح. وصرح عرفات في وقت لاحق: "التقيت قداسته هذا الصباح وتحدثنا باستفاضة عن الاحتفالات بالالفية في بيت لحم0 وحصلت على رد فعل ايجابي منه". وافاد بيان صادر عن الفاتيكان في وقت لاحق ان عرفات شرح للبابا "الوضع المأسوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني فيما عملية السلام مهددة من الجوانب كلها". وقال الفاتيكان ان البابا اكد لعرفات ان الفاتيكان يساند عملية السلام "التي يتعين ان تستمر بحسن النيات من جميع الاطراف وباحترام التعهدات المبرمة والقانون الدولي"، في ما بدا انه اشارة الى الوعود الاسرائيلية الواردة في اتفاق اوسلو عام 1993 بالانسحاب من الضفة الغربية. وصرح مسؤول فلسطيني يرافق عرفات بعد الاجتماع: "لقد ابدى الفاتيكان على الدوام دعمه لمبادرة من شأنها كسر الجمود في عملية السلام". وكان البابا اعرب مراراً عن رغبته في الحج الى الاراضي المقدسة لمناسبة الاحتفال بالالفية الثانية. لكن وزير خارجية الفاتيكان المونسينيور جان-لوي توران اعلن في نيسان ابريل الماضي ان الزيارة البابوية لاسرائيل والارض المقدسة لا يمكن ان تتم بسبب "الظروف الراهنة في المنطقة". من جهة اخرى، التقى الرئيس الفلسطيني في روما امس زعيم المعارضة اليمينية الايطالية سيلفيو بيرلوسكوني، ودعاه لزيارة بيت لحم خلال احتفالات انتهاء الالفية الثانية. وأعرب عرفات في تصريح عقب اللقاء عن "اعتزازه" بالصداقة التي تربطه ببيرلوسكوني و"دعمه" للقضية الفلسطينية. واضاف: "نحن بحاجة الى مساهمة ايطاليا للمضي قدماً في عملية السلام"، مشيرا الى انه تطرق في محادثاته مع الزعيم اليميني الى الصعوبات التي تواجهها هذه العملية. واعتبر بيرلوسكوني ان "هذا البلد فلسطين الذي يعيش ظروفاً معيشية مأسوية بحاجة الى مساعدات ملموسة"، واشاد بپ"شجاعة" عرفات. وتناول الرئيس الفلسطيني طعام الغداء مع رئىس الحكومة الايطالية رومانو برودي في قصر شيغي، مقر رئاسة الوزراء الايطالية. ومساء حضر الرئيس الفلسطيني حفلة عشاء اقامها السفراء العرب في روما في فندق "اكسيلسيور" دعوا اليها عدداً من زعماء غالبية يسار- الوسط في الحكومة الايطالية. ومن المقرر ان يتوجه عرفات صباح اليوم الى فلورنسا شمالا ليتسلم جائزة بيغازي لمنطقة توسكانا التي تمنح للذين ساهموا في صنع السلام. وسيزور لاحقاً مدينتي سيفيتافيكيا وتاركينيا الواقعتين الى شمال روما واللتين منحتاه صفة "مواطن فخري". ومساء اليوم، يلتقي عرفات في مطار فيوميتشينو الرئيس الايطالي لويجي اوسكار سكالفارو لدى عودته من زيارة للصين كما يلتقي وزير الخارجية لامبرتو ديني.