"المهرجان الدولي لتقنيات إحياء المدينة" فتح أبوابه في باريس، في "لا غراند هال دو لا فيليت" اول من امس ويستمر حتى مساء اليوم. وقد اختار ان يكرّم لبنان هذه السنة من خلال مهرجاناته الصيفية الكبرى: بيت الدين، بعلبك، جبيل وصور، إضافة الى مهرجاني "البستان" و"ايلول". المهرجان الباريسي الذي يدخل سنته الثانية يحظى بدعم من شركة "كهرباء فرنسا" ومن "جمعية رؤساء بلديات فرنسا" وبرعاية "وزارة الثقافة"، ويهدف الى جمع المنتجين والمسؤولين الثقافيين والفنانين والمهنيين الذين يعملون في النشاطات المتحركة والفنية في جميع المجالات من الرسامين التشكيليين والمهندسين المعماريين والموسيقيين ومصمّمي المشاهد الطبيعية والممثلين الى مصمّمي الرقص... لعرض ومناقشة تطوّر النشاطات الثقافية التي تعطي المدينة روحاً اضافية وبهجة فعلية، وتساهم في الإشعاع الثقافي وفي الترابط الإجتماعي إضافة الى التنمية المحلية من خلال خلق الوظائف وتحسين البنى التحتية وتنشيط السياحة. وعلى مساحة واسعة، يقدّم المهرجان معرضاً كبيراً للإبداعات وللمؤسسات والمهرجانات المحلية على اختلافها التي تعمل على تنشيط وتشجيع المشاريع الثقافية في المدن الفرنسية وينظّم النقاشات من أجل تبادل الأفكار، ويختار 15 مشروعاً ناجحاً كي يكرّمهم بجائزة "فيتاك الذهبية". وبعد اليابان التي كانت ضيف الشرف السنة الماضية، يحتلّ لبنان الصدارة هذا العام مع مدنه العريقة ومهرجاناته التي تلقى إقبالاً شعبياً كبيراً. وقد حاز "مهرجان بيت الدين" الذي بدأت بتطويره السيدة نورا جنبلاط منذ العام 1987 وأصبحت ترأسه منذ 1991، على جائزة المهرجان الباريسي الذهبية. وكان مهرجان بيت الدين أوّل مهرجان يعيد إحياء التقليد القديم الذي عرفه لبنان قبل الحرب، مع مهرجانات بعلبك، أي تقديم النشاطات الثقافية على مستوى دولي خلال أشهر الصيف. وقد استقبل المهرجان منذ 1991 - 1992 أسماء كبيرة في عالم الاوبرا أمثال بربارا هندريكس ومونتسيرا كابالي وفرق باليه دولية وفرق موسيقى عربية وشرقية. وفي 1997، عمل القيّمون على المهرجان على توسيع ساحة القصر الشهير حيث تقدّم الحفلات كي تتمكّن من استيعاب خمسة آلاف شخص. وفي حفلة خاصة، مساء أول من أمس، جمعت جمهوراً فرنسياً ولبنانياً واسعاً في "لا فيليت" حضرها سفير لبنان لدى فرنسا ناجي ابي عاصي والسفير الفرنسي السابق لدى لبنان جان بيار لافون، تسلّمت السيدة نورا جنبلاط من ليونيل شوشان مفوّض المهرجان العام ومن الكاتبة اللبنانية فينوس خوري-غاتا "جائزة فيتاك الذهبية الخاصة بتظاهرة أجنبية". وأعرب شوشان عن سعادته لتكريم بلد تمكّن من خلال تظاهرات بارزة أن يستعيد روحه وتعبيره بعد 15 سنة حرب. وقالت الاديبة والشاعرة فينوس خوري-غاتا ان هذه الجائزة تكرّم نورا جنبلاط التي "طعّمت بلداً جريحاً بمهرجان رائع" وعرفت "كيف تضمّد الجروح". من جهتها، شكرت نورا جنبلاط الجميع مشيرة الى أن النهضة الثقافية هي المهمة بالنسبة للبنان.