الحكم الذي رفع رأس مصر في مونديال 1998 واحتسب اصعب الاهداف على الإطلاق في مباراة النمسا وتشيلي، والذي ادار مباراة البرازيل والدنمارك في ربع النهائي باقتدار، يتهمه المسؤولون في بلده بالخطأ والجريمة ويوقفونه. يا لها من سخافة. لم يصدق الملايين من عشاق كرة القدم في مصر والعالم العربي قرار مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري بوقف الحكم الدولي جمال الغندور والتحقيق معه بسبب إلغائه مباراة الشمس والسويس في الدرجة الثانية. اعتقد الكثيرون ان حكماً جديداً ظهر في مصر يحمل اسم الحكم الشهير نفسه ثم تبين لهم فعلاً ان الحكم الموقوف هو... الغندور. وقصة وقف الغندور تثبت الفشل الذريع الذي تعيشه الكرة المصرية على الصعيد الإداري. انه بؤرة الفساد التي تحول دون تقدم مصر الى الصفوف الاولى عالمياً في كرة القدم، رغم امكاناتها الهائلة مالياً وبشرياً من ملاعب ومدربين ولاعبين وصحافيين وجمهور وتاريخ. الغندور أدار اصعب مباريات الدوري المصري بين الاتحاد ودينا في الاسكندرية، وبعد 24 ساعة فقط أسندوا إليه إدارة مباراة الشمس والسويس في القاهرة، الأمر الذي يعكس الثقة اولاً في الغندور والفشل الإداري في توزيع الحكام. وسار الغندور بالمباراة بسلاسة واحتسب ركلة جزاء للضيوف وطرد لاعباً من المضيف واحتسب هدفاً للسويس تقدم به 2-1 في الدقيقة 75، وامتلأ الملعب في لمح البصر بأنصار الشمس المعترضين على صحة الهدف بداعي تسلل المهاجم الذي صنع الهدف وإشارة المساعد برايته الى التسلل. وبعد إخلاء الملعب، وبصعوبة، توجه الغندور نحو مساعده وسأله امام الجميع: "هل الهدف تسلل أم صحيح"؟، ورد المساعد: "الهدف صحيح". وكان طبيعياً ان يتمسك الغندور باحتساب الهدف، وامتلأ الملعب مجدداً وتوقف اللعب 20 دقيقة حتى حضر اليه المساعد بنفسه واختيارياً ليتراجع عن قراره مؤكداً ان الهدف كان تسللاً! وازداد الشغب واضطر الغندور لإلغاء المباراة وكتب الأحداث بأمانة في تقريره. وإذا باتحاد الكرة يرفض القرار والتقرير ويوقف الغندور ويحوله الى التحقيق. ويتساءلون بعد ذلك عن انهيار التحكيم في مصر... ويستغربون استقدام حكام اجانب لإدارة مباراة الاهلي والزمالك! إنهم يقتلون حكامهم... بأيديهم.