دعت جبهة المعارضة الموريتانية الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع الى الاستقالة انطلاقاً من نتائج الانتخابات البلدية فيما حذر زعيم معارض من خارج الجبهة من أن الأخيرة تدفع بالبلاد الى العنف. وقال ان موريتانيا "ليست محصنة ضد ما حدث في الصومال، ويحدث في الكونغو"، مشيراً الى أن "اختفاء مفاجئاً لولد الطايع خطير على البلاد". ودعت جبهة أحزاب المعارضة التي يقودها أحمد ولد داداه الرئيس الموريتاني الى "احترام ارادة الشعب بالتنحي عن السلطة" وقالت في بيان أصدرته في نواكشوط أمس ان "مستوى الاقبال المتدني في الانتخابات البلدية التي أجريت الجمعة دليل على أن الشعب يضيق بهذا النظام". وانتقد البيان قرار السلطات بالغاء نتائج الاقتراع في العاصمة نواكشوط شكلاً ومضموناً. وقال انه اذا كانت الأسباب هي كما أعلنت السلطات حدوث تزوير في العاصمة فإن "هذا التزوير كان أكبر في الأرياف". وأشار الى أن السبب الحقيقي هو أن الاقبال في نواكشوط لم يتجاوز 10 في المئة الداخلية ذكرت 23 في المئة. وانتقد البيان اعطاء وزير الداخلية الحق في الغاء النتائج لأن القانون لا يعطيه هذا الحق الذي هو من اختصاص "اللجنة الادارية" والعدالة. وحذرت جبهة أحزاب المعارضة على لسان رئيسها ولد داداه في مؤتمر صحافي له السلطة من أنه "للجماهير سلاحها لكنها ما زالت ترفض أسلوب المواجهة" وقال ان الأمر سيكون صعباً "إذا اضطرت الجماهير الى استخدام سلاحها". وبين السلطة وجبهة أحزاب المعارضة يقف أعضاء "اتحاد القوى الديموقراطية" جناح محمد ولد مولود. وهو فصيل سياسي لا يمكنه حجمه الشعبي من قلب معادلة "ولد داداه - ولد الطايع" لكن خبرته السياسية أو على الأصح خبرة قادته تمكنه من فرض خطابه. ويقود الحزب الذي يحمل الاسم نفسه الذي يعمل ولد داداه تحته ماركسيون سابقون نشط بعضهم في "حركة القوميين العرب" في الستينات. وانشق هؤلاء عن ولد داداه قبل نحو العام وكانوا الفريق المعارض الوحيد الذي شارك مع أحزاب الغالبية الرئاسية في الانتخابات البلدية الحالية. وحقق الحزب نتائج متواضعة جداً في الانتخابات لكنه عزا ذلك الى تزوير الادارة لمصلحة الحزب الجمهوري الديموقراطي الحاكم. وقال رئيس الحزب محمد ولد مولود ل "الحياة" "نحن نقع بين مطرقة السلطة وسندان جبهة المعارضة" فلا السلطات على استعداد "لتقديم تنازل لمصلحة الديموقراطية ولا نحن بقادرين على التخلي عن أسلوب التغيير التدريجي الذي نعرف أن الجماهير لا تستسيغه" وزاد: "أسلوبنا غير مرغوب شعبياً لأن الجماهير تضيق ذرعا بالواقع وتريد من يصرخ في وجهه" وحذر ولد مولود من أن "جبهة أحزاب المعارضة تدفع بالبلاد الى العنف". وقال ان "موريتانيا، عكساً لتصورات البعض، ليست محصنة ضد ما حدث في الصومال ويحدث في الكونغو". وأوضح أن جبهة أحزاب المعارضة تقود البلاد الى حرب أهلية من دون ان تعي ذلك لأنها "تتصرف بلا وعي". وقال ان "اختفاء مفاجئاً لولد الطايع خطير على البلاد" مشيراً الى أنه: "سيترك ولد الطايع فراغاً لا بد من ملئه وليست هناك الآن قوة قادرة على ضمان الاستقرار..." وتساءل "من يملأ هذا الفراغ المفاجئ؟ القبلية؟ الطائفية؟... القوى السياسية الانتهازية؟ وهل في مقدور موريتانيا الصمود في حال كهذه أمام أطماع الجيران؟". وأكد ولد مولود ان "ولد الطايع ينبغي أن يزول ونحن نعمل على تغيير تدريجي يسمح بتناوب السلطة في شكل سلمي" وأوضح ان "زوال ولد الطايع المفاجئ هو نفسه بقاء الوضع على حاله. فالزوال المفاجئ عنف والبقاء الجامد يفضي الى التحلل". وألمح الزعيم الماركسي السابق الى أنه قد يكون مقبولاً في مرحلة أولى بقاء ولد الطايع ووجود "برلمان متعدد منتخب ديموقراطياً ومن دون تزوير". وعن امكان قبول حزبه حقيبة في الحكومة الحالية قال: "النقاء السياسي بمعنى عدم التفاوض وعدم التنازل ديماغوجية"، وأوضح انه لا يستبعد أي شيء من شأنه دعم الاستقرار والتغيير المبرمج و"دخول الحكومة يتوقف على وجود برنامج يتمثل في خلق ظروف انتقال ديموقراطي يضمن التناوب على الحكم سلماً".