أقيم في قاعة "الأونيسكو" في بيروت امس احتفال خطابي لمناسبة تجديد البيعة للرئيس السوري حافظ الأسد، شارك فيه رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سليم الحص وعدد كبير من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، والامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ووفد من قيادة القوات السورية العاملة في لبنان ضم اللواء غازي كنعان واللواء عزت زيدان والعقيد رستم غزالة، وجمع من الشخصيات. استهل المهرجان بكلمة للرئيس الحص نوّه بمزايا الرئيس الاسد الذي "حفظ الحق العربي وصان كرامة العرب فحضن قضية العرب المركزية قضية فلسطين ولم يتنازل قيد أنملة عن حق سورية في ترابها الوطني في مرتفعات الجولان". وتوقف عند دعم الاسد للبنان "في مقاومته لاحتلال ارضه". وقال ان "فضله على لبنان سيبقى ابداً حياً في ضمير اللبناني ووجدانه ووعيه الوطني فهو الذي سهر على سلامة لبنان ووحدة اللبنانيين وعبّد الطريق امام السلم الاهلي برعايته مسيرة الوفاق الوطني ومواكبته لها في مختلف المراحل التي مرت بها انتهاء باتفاق الطائف". اضاف "انه صاحب القول الشهير: نحن في سورية ولبنان شعب واحد في بلدين اثنين. وقرن القول بالفعل فهو وانما وأبداً يربط مصير البلدين في الحرب والسلم وتبنى وحدة المسارين في معادلة السلام وهو ابداً يحيط لبنان برعايته في مواجهة العدوان المستمر على ارضه وشعبه". واعتبر ان "الشعب السوري في يوم تجديد البيعة لا يعبر عن ارادة سورية وحدها وانما عن ارادة العرب جميعاً، معرباً عن "تصميم لبنان على المضي وسورية جنباً الى جنب ويداً بيد في مواجهة الاعداء الصهاينة". ثم تحدث السيد نصرالله الذي اعترف بجميل الأسد "القائد الإستثنائي التاريخي" على الأمة العربية ولبنان، معدداً المعاني التي يحملها تجديد البيعة له، ومؤكداً "الأهمية التاريخية لحضوره في هذه المرحلة". وأشاد بما حققه الأسد لسورية "من استقرار وثبات بعد حقبة انقلابات وتوترات، ومن بناء الدولة على أسس حديثة وإنجاز تطورات نوعية على صعيد التنمية الشاملة، في إطار مشروع صنع القوة والصمود والتصدي للعدوان والاستعداد الدائم لمواجهة الأخطار"، متمنياً "أن ينسحب مفهوم التنمية هذا على لبنان"، ومنتقداً "إنجرار البعض وراء سلام موهوم". ورأى أن الأسد أعطى سورية دوراً أكبر بكثير من طاقاتها ومواردها، منوهاً بحكمته وصبره وقوته الحديدية في مواجهة الحصار المفروض عليها والنظام العالمي الجديد، ومعدداً مواقفه وخطواته التي اتخذها في هذا المجال. ورأى "ان الجميع أتوا الى دمشق ليشهدوا ان قرار المنطقة يصنع في عرين الأسد لا في شرم الشيخ او غيرها، ويصنعه القادة الشجعان، لا الضعفاء". وقال "ان سورية الأسد استطاعت ان توقف الانهيار والتداعيات" التي شهدتها المنطقة من جراء عملية التسوية، مشيداً بدورها في مساعدة لبنان خلال الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليه. وأضاف "ان الاستسلام العربي وقف عند أسوار الأسد العالية"، فضلاً عن ان سورية "أعادت الأمل إلى الأمة وغيّرت المعادلات". ودعا الى "التركيز على الثقة والأمل" في لبنان. ورأى "ان للأسد موقع الضمير في الأمة العربية، وأن ظلم أو اتهم، بسبب قصور بعض الحكّام وضعف بعضهم الآخر"، لافتاً إلى أهمية تحالفه مع إيران الثورة الإسلامية، وإلى عمله على "جمع عناصر القوة في الأمة". وأشار إلى دور الأسد في إنهاء الحرب في لبنان، محيياً القوات السورية العاملة فيه، منتقداً مدّعي إنهاء هذه الحرب من اللبنانيين، ومقولة "حرب الآخرين على أرضنا". ودعا اللبنانيين جميعاً إلى "الإفادة من النعمة الإستثنائية التي تمثلها قيادة الرئىس الأسد في هذه المرحلة، والعمل في جهد وبلا تباطؤ، على حسم خياراتنا الأساسية وملفاتنا الداخلية مستفيدين من هذه الفرصة. فما بين لبنان وسورية اكبر من وحدة مسار ومصير، انه قدر إلهي كما قال الرئيس الأسد. وبعد كلمة للمطران الماروني خليل أبي نادر دعا فيها الرئيس الأسد والرئيس إميل لحود للعمل على تأمين عودة المهجّرين وبناء الدولة اللبنانية بسيادة غير منقوصة، وأخرى للشيخ حسام قراقيره رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الأحباش منظمة المهرجان، تحدث الرئيس بري، فقال: "علينا الوفاء للرئيس الأسد على كل التضحيات التي قدمها الى لبنان". وأضاف "ان الملف اللبناني استأثر بجهود سورية تعبيراً عن الحرص الشديد والاهتمام الشخصي للرئيس الأسد بلبنان، وقد اعتبر ان استقراره حاجة سورية". وتابع "نحن في لبنان لا ننكر الهواجس التي تضغط على كاهل العقيد بشار الأسد على حساب مهامه الداخلية"، مشيراً الى ان سورية قدّمت خلال الاجتياح الاسرائىلي عام 1982 "12 ألف شهيد على أرض لبنان لمنع صهينته، ولاعادة الهدوء والسلام وبناء الدولة، ومكّنت من التأسيس لهذا العهد الواعد عهد الرئيس لحود الذي محضه المجلس النيابي كل ثقته ويرعاه الرئيس الأسد بكل أبوّة، الأمر الذي يجعلنا متفائلين أكثر من أي وقت مضى بقيام دولة المؤسسات والقانون والشفافية والنزاهة والتجرّد". واضاف "ان لبنان قادر على الوفاء للرئيس الأسد لكل ما قدّمته سورية في مواجهة التحدي الذي يمثله الاحتلال، واننا نلمس ذلك بالوقائع في جنوبلبنان وهو شقيق الجولان في الانتفاضات ومواجهة الاحتلال"، موضحاً ان "من غير الممكن عزل سورية، اذ من كان يقدّر ان في استطاعتها فكّ الحصار الذي فرض عليها من الجوار لولا صمود الأسد وحكمته، فلا سلام في المنطقة من دون سورية الأسد". وتحدث عن التخبّط الاسرائيلي في محاولة ايجاد مخرج للمأزق في لبنان"، نافياً أي مزاعم اسرائىلية في شأن المفاوضات مع لبنان للانسحاب "الا في مخيلة بنيامين نتانياهو".