أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري "اننا أمام أخطر مرحلة في تاريخ الشرق الأوسط ولبنان والجنوب خصوصاً"، وأعلن ان ما يجري جنوباً "هو استكمال لحروب اسرائيل المستمرة ضد لبنان والتي اتخذت اخيراً شكل "تاسك فورس" جوّية ضد الجنوب". واضاف في تدشين مدرسة في بلدة شحور في الجنوب امس، ان "الارادة الدولية تعكس رغبة في تحقيق السلام في الشرق الاوسط وان لدى العرب جميعاً مصلحة استثنائية وخصوصاً لبنان وسورية في تحقيق السلام". "لكن السلام لا يمكن ان يتحقق من طرف واحد أو على حساب طرف واحد". وقال ان "هذا السلام يجب ان يكون متوازناً وموازياً وشاملاً وعادلاً، والوقائع الثابتة عن العمليات الاستيطانية والاستمرار في تهويد مدينة القدس والايحاء بعدم تحقيق الانسحاب من الجولان وتصاعد وتيرة العدوان الاسرائىلي والاسئلة المتكررة عن التعاون المائي والأمني، كل هذا يلتقي دوماً مترافقاً مع ديبلوماسية وقائية تلتزمها اسرائيل بعنوان الانسحاب". ولفت الى ان كل "هذه الوقائع الى جانب المماطلة والتسويف وعملية كسب الوقت التي يتّبعها رئيس الحكومة الاسرائىلية ايهود باراك وحكومته تشير الى ان اسرائيل تنتظر اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الاميركية لتتمكن من ابتزاز المرشحين والادارة الاميركية للحصول على المزيد من الاسلحة والاموال وتقييد الموقف الاميركي وهذا الامر قد بدأ كما لاحظنا في اليومين الاخيرين". واعتبر ان في "كل الحالات فان الاشهر الثلاثة أو الاربعة المقبلة ستظهر صدقية باراك ورهان من راهنوا عليه. فاذا كان لدى اسرائيل رغبة حقيقية بالسلام فان استئناف عملية السلام ومحادثاتها على المسار اللبناني - السوري لا يحتاج سوى الى اعلان مزدوج أو الى اعلانين بالالتزام بالقرار الدولي الرقم 425 ووضع آليات لتطبيقه، والإقرار بالانسحاب الى حدود الرابع من حزيران يونيو عام 1967 على جبهة الجولان. وعندئذ لا يوجد هناك عائق أمام تحقيق الثلاثة مجتمعة لانجاز ما تبقى من جوانب السلام". وتوقع "اقدام اسرائيل على ممارسة المزيد من الضغط عبر الضربات الجوية". ودعا الى تعزيز صمود الجنوبيين في أرضهم عبر اعتمادات كافية في الموازنة الجديدة التي يجب ان تكون قد لحظت التعويضات عن كل الأضرار التي يسببها العدو على المحال التجارية والمزروعات والمواشي"، معتبراً ان "الجنوب لم يعد يتحمّل هذا الامر، وهو تحمّله في المرحلة السابقة لاننا كنا حرصاء على أن نسهم بدمنا في سبيل وحدة لبنان وأموالنا في سبيل تعزيز خزينة الدولة أما اليوم لم دع من الممكن ابداً الانتظار أكثر من ذلك". وأشار بري الى ان الرئيس أميل لحود وسائر المسؤولين "لا يقبلون وجود أبنية لخمس مستشفيات وعدد من المراكز الصحية في المنطقة المحتلة من دون تجهيزات". وأعرب بري عن "مخاوفه من استمرار اسرائيل في اللعب بعناصر السلام وخصوصاً الانسحاب الشامل من الاراضي المحتلة وقضيتي اللاجئين والقدس وهو الامر الذي يتطلّب الحذر والانتباه الى ان اسرائيل ستواصل حروبها على لبنان للضغط عليه وعلى مقاومتنا وعلاقة المصيرالمشترك مع سورية".