يعتر المعرض السياحي الدولي الاسباني "فيتور" أحد أبرز أربعة معارض سياحية في العالم. وشهد المعرض السنة الجارية إقبالاً كبيراً يزيد عن الأعوام السابقة، حيث زادت مساحته عن العام الماضي بنسبة تناهز 17 في المئة، لترتفع الى 51 ألف متر مربع مقسمة الى 620 جناحاً. وضم المعرض الذي انتهى قبل يومين ما يزيد على 6500 شركة سياحية من 175 دولة، مما يعتبر نجاحاً لهذه الدورة التي استطاعت ان تتفوق على دورة العام الماضي بقدرتها على جذب أكثر من 35 دولة جديدة تشارك لأول مرة، منها فلسطين وليبيا التي أقامت أجنحة خاصة لها للدعوة الى سياحة ناشئة. واحتلت الأجنحة الخاصة بشركات الفنادق نحو 29.89 في المئة من المساحة المخصصة للمعرض، فيما احتلت الاجنحة المخصصة لشركات الرحلات السياحية 28.48 في المئة، اما الجمعيات السياحية الاقليمية الاسبانية فاحتلت 26 في المئة، وشركات النقل السياحي 11 في المئة. وتم تخصيص 2 في المئة من مساحة أجنحة المعرض لوسائل الاتصال السياحية، واكتفى بعض الشركات والوسائل المعاونة التي تعمل في المجال السياحي بنحو 2.63 في المئة. وخلال حفل الافتتاح الذي حضرته الأميرة الينا ابنة الملك خوان كارلوس، أكد نائب رئيس الوزراء الاسباني رودريغو راتو الدور القيادي الاسباني في السياحة العالمية. وقال ان بلاده انتقلت من المركز الثالث الى المركز الثاني في السياحة العالمية بعدما تفوقت خلال العام الماضي على السياحة الاميركية، وأصبحت في المرتبة التالية بعد فرنسا في عدد السياح الذي زاروها. واعتبر نائب رئيس الوزراء ان السنوات المقبلة ستشهد دفعة جديدة لهذا النشاط الذي تحول الى صناعة حقيقية تؤمن 700 ألف فرصة عمل مباشرة، اضافة الى عدد مشابه من فرص العمل غير المباشرة. وضم معرض السنة الجارية أنشطة جديدة حاول من خلالها دفع تنويع مجالات السياحة خارج المجال التقليدي المعروف مثل سياحة "الشمس والشاطئ" التي اشتهرت بها اسبانيا، وتقرر لهذا الغرض اقامة جناح خاص تحت اسم "فيتور - أكتف" شاركت فيه نحو 30 شركة ومنظمة متخصصة في السياحة البيئية، تتركز أنشطتها على جذب السائح التقليدي الى السياحة غير التقليدية. وعن حجم التعاقدات السياحية التي تم إبرامها خلال فترة انعقاد المعرض، أكدت مديرة "فيتور 99"، انه ليس بالامكان تقديرها، لأن الكثير منها يتم بعد انتهاء اقامة المعرض، ولكنها تأتي نتيجة اللقاء المباشر الذي يتم بين الشركات على أرض المعر ض، وهو أمر له أهميته الخاصة، لأن العارض يقدم سلعته السياحية ليشاهدها الآخرون ثم يقرر ان كانت هذه السلعة تدخل في اطار طلبات الجمهور الذي يتعاملون معه. وشاركت مصر في المعرض السنة الجارية بجناح كبير على هيئة معبد فرعوني، ضم الى جانب النشاط الرسمي للوفد السياحي المصري عدداً من أبرز الشركات السياحية المصرية التي لها علاقة مباشرة بالسوق السياحية الاسبانية. وقال محمد حسنين مدير شركة "جلاكسيا" للسياحة الذي يلعب دوراً مهماً في استقدام السياحة الاسبانية الى مصر، ان حضور مصر معرض "فيتور" ساهم في زيادة إقبال السائح الاسباني على زيارة مصر من جديد بعد فترة من الركود، وأكد ان الشركات المصرية تستفيد في معرض "فيتور" من انفتاحها على الشركات العالمية الأخرى على اعتبار انه معرض عالمي وله تأثيره في هذا المجال. ويشير مدير مكتب شركة "نجار تورز" في مدريد فتحي سليمان ان السياحة بين مصر واسبانيا في تزايد مستمر، وتوقع ان يشهد الصيف المقبل إقبالاً غير عادي على زيارة مصر، لأن شركات السياحة الغربية باتت تدرج دولاً جديدة في منطقة الشرق الأوسط، قريبة جغرافياً من مصر مثل الأردن وسورية على خريطة رحلاتها كجزء من الرحلة الى مصر مما يضاعف الإقبال على هذا النوع من الرحلات المنتظمة. الرأي نفسه رآه مدير "الهيئة العامة لتنفيذ المشاريع السياحية في سورية عبدالمعين فطراوي، الذي أكد أهمية المعرض في ظل إقبال متنام على السياحة الأوروبية الى بلاد الشرق الأوسط. وقال ان بلاده "بتاريخها العريق واثارها المتميزة أصبحت جزءاً مهماً من الرحلات التي تنظمها شركات السياحة الأوروبية". وشاركت في معر ض السنة الجارية كل من المغرب وتونس بجناحين متميزين. وتشير مسؤولة الجناح التونسي ليلى تقية الى ان بلادها أصبحت من المناطق التقليدية التي يقبل عليها السائح الأوروبي عموماً، والسائح الاسباني خصوصاً، بعدما أصبحت كلفة سفره الى تونس ومناطقها السياحية متهاودة للغاية ولا تختلف عن كلفة السياحة داخل اسبانيا نفسها، مما يجعل قرار اختيارها أقرب الى ذهن السائح الباحث عن التغيير. وخلال معرض "فيتور" السنة الجارية عاد الاهتمام مجدداً بالسياحة الطبيعية، التي تهدف الى الحفاظ على البيئة الطبيعية من خلال تنظيم رحلات للاستمتاع بالطبيعة بحثاً عن لحظة هدوء وعزلة يفتقدها الانسان المعاصر الذي يعيش محاصراً بالضوضاء والبيئة الملوثة، الا ان هذا النوع من السياحة يثير رد فعل الكثير من منظمات الحفاظ على الطبيعة التي ترى فيه انتهاكاً لهذه الطبيعة، لا حفاظاً عليها. اضافة الى تلك الأنشطة التي ضمها المعرض كانت هناك أنشطة فنية أصيلة ذات نوع خاص تعتبر مهرجاناً موازياً للمعرض السياحي. وتتبارى فيه فرق الفنون الشعبية ما بينها في "مهرجان فولكلور الشعوب" الذي يكمل عامه التاسع عشر ايضاً، وبدأ انعقاد هذا الحدث منذ الدورة الأولى لمعر ض "فيتور" عام 1981 وكان هدف الدول المشاركة استخدام فرقها كجزء من الدعاية لجذب الجماهير ومنظمي الرحلات السياحية. وكانت هناك ايضاً أنشطة ثقافية للتعريف بالفنون المعاصرة من موسىقى وفنون تشكيلية، اضافة الى حلقات دراسية قدم فيها خبراء السياحة والمتخصصون الاكاديميون في هذا المجال وجهات نظرهم وجرى فيها تبادل الخبرات والآراء حول آخر ما توصلت اليه هذه الصناعة التقليدية، وسبل العمل على تطويرها.