اعلنت ادارة سوق السياحة العالمي الاسباني "فيتور" ان الدورة الثامنة عشرة التي تستمر في 28 كانون الثاني يناير الجاري وحتى 1 شباط فبراير ستكون الاكبر من ناحية عدد الشركات العارضة وحجم المشاركة الرسمية الاجنبية. وأكد مؤتمر صحافي عقدته ادارة السوق الاسبوع الجاري في مدريد، ان عدد الدول المشاركة رسمياً يبلغ 160 دولة، وعدد الشركات التي ستقيم اجنحة لها في السوق 6500 شركة، اضافة الى 620 جناحاً خاصاً، تقام جميعاً على مساحة 43 ألف متر مربع. وعلمت "الحياة" ان المشاركة العربية هذا العام ستكون كبيرة، حيث تشارك مصر بجناح رسمي، علاوة على اجنحة منفردة خاصة بعدد كبير من شركات السياحة المصرية، تندرج مشاركتها في اطار محاولة لازالة حالة الركود التي رافقت الاحداث المؤسفة التي وقعت في الاقصر قبل ثلاثة اشهر. ويشارك المغرب وتونس باجنحتهما المتميزة، التي تكاد تحتكر سنوياً جائزة افضل جناح، كما تشارك كل من الاردن وتونس والجزائر. وأشار رئيس الخطوط الجوية الاسبانية "ايبريا" عضو مجلس ادارة السوق الى ان الاهتمام باقامة هذه السوق السنوية مذ بدأت فاعلياتها عام 1980 يعود الى ان السياحة تمثل زهاء 10 في المئة من مجموع دخل اسبانيا سنوياً، ويعمل فيها 9.5 في المئة من مجموع الايدي العاملة. وأكد ان سوق "فيتور" باتت الثانية على المستوى العالمي بعد سوق برلين آي. تي. بي بعدما ارتفعت نسبة المشاركة الدولية السنة الجارية لتصبح 60 في المئة من مجموع المشاركين. وقال رئيس "هيئة السياحة في مدريد" عضو مجلس "فيتور" سيمون فينياليس ان الفنادق والشركات السياحية في مدريد تعتبر المستفيد الاول والمباشر في اقامة السوق. وتشير الاحصاءات الى ان الزوار الذين ينتظر ان يناهز عددهم 150 ألف زائر، سينفقون نحو ثمانية بلايين بيزيته خلال وجودهم في المدينة. ويقول الخبراء ان دورة سوق "فيتور" الحالية تأتي في وقت شهدت فيه السياحة في اسبانيا ذروتها. وبلغ عدد السياح في الفترة ما بين كانون الثاني يناير وايلول سبتمبر 1997 نحو 51 مليون سائح، بزيادة تصل الى 5.8 في المئة عن مجموع السياح الذين زاروا اسبانيا في الفترة نفسها من العام السابق، فيما تشير التوقعات الى استمرار هذه الزيادة خلال السنة الجارية. هواجس "يورو" ومع اقتراب موعد تطبيق العملة الاوروبية الموحدة ال "يورو"، يقول الخبراء انهم سيراقبون تأثير تطبيق هذه العملة على الدورة المقبلة لسوق "فيتور". ويرى معظمهم ان ادخال العملة الموحدة سيصب في صالح صناعة السياحة الاسبانية نظراً الى عدم حاجة السائح الاوروبي الى تغيير العملة التي يحملها معه لدى زيارته اسبانيا، وهذا يوفر عليه جهداً غير مطلوب، اضافة الى توفير "العمولات المصرفية" التي تحصل عليها مكاتب الصرافة. ويقول الخبراء ان هذا التحول يتطلب من العاملين في الانشطة السياحية الاسبانية جهداً مضاعفاً خلال العام الاول من تطبيق العملة الاوروبية الموحدة، من خلال تعديل اللوائح والانظمة التي تعمل بها المؤسسات السياحية الاسبانية، حتى لا يحدث لبس في التعامل مع السائح الاوروبي الذي يحمل في جيوبه تلك العملة، والذي يعتبر الزبون الاول لتلك المؤسسات في اسبانيا. اما على المدى الطويل فان تطبيق العملة الاوروبية الموحدة ستكون له نتائج ايجابية على الانشطة السياحية في اسبانيا، مما يسمح باتاحة مزيد من فرص العمل، وتأمين انشطة جديدة تضاف الى الانشطة الحالية نظراً الى زيادة الطلب المتوقع خلال السنوات القادمة.