ابدى مهاجم المنتخب السوري وفريق الجيش سيد بيازيد عدم رضاه عن مستوى اللعبة محلياً واعتبر ان "تراجع مستواها على الصعيدين العربي والآسيوي" يعود الى القوانين الرياضية "التي تقف عائقاً في طريق تقدمها". ويعتبر بيازيد 21 عاماً من أفضل اللاعبين السوريين لامتلاكه مهارات متنوعة في المراوغة والتسديد واختراق منطقة الخصم بسرعة فائقة، ويصفه البعض ب "ثعلب الكرة السورية" لقدرته على التسبب باقلاق دائم لدى المدافعين، بل يطالب مهتمون بواقع الكرة السورية بضرورة المحافظة عليه ك "عملة نادرة للمنتخب الوطني" ويدعون المدافعين الى عدم التعرض له بالخشونة المتعمدة. المعوقات واضحة... ولكن! وتحدث بيازيد ل"الحياة" عن هموم ومعاناة كرة القدم السورية وما تشهده حالياً من تراجع على الساحتين العربية والآسيوية، فقال ان "الاسباب والمعوقات معروفة لدى جميع المسؤولين الرياضيين... ورغم وضوح ذلك، فانهم يتمسكون بارائهم القديمة ولا يسمحون بتعديل النظم والقوانين الرياضية التي تعيق تقدم الكرة السورية وتطورها". وطالب بيازيد القيمين باعادة النظر في هذه القوانين "كي نستطيع اللعبة الوصول إلى ما وصلت إليه في عدد من البلدان العربية الاخرى من تقدم وتطور حتى صارت تسبقنا بأشواط ونحن ما زلنا نراوح مكاننا". وأشار إلى ضرورة فتح باب "الاحتراف الداخلي والخارجي ودراسته من كل جوانبه من أجل احداث تغيير شامل في مسيرة اللعبة محلياً"، مشدداً على "العمل أكثر من أجل صيانة الملاعب لان الملاعب الراهنة لا تصلح للعب كرة القدم. ورغم كثرتها فإن ارضيتها سيئة". نشأ بيازيد في نادي حطين اللاذقاني، وتدرج في جميع فئاته ثم انتقل إلى نادي الجيش بحكم تأديته الخدمة الالزامية ويحتل الآن صدارة لائحة الهدافين في الدوري برصيد ثمانية أهداف، وهو يطالب الاتحاد الرياضي العام الاهتمام بالقواعد ضمن الأندية والاطلاع على أوضاعها وتقديم الدعم لها وتشجيع المواهب الجديدة على الاستمرار عن طريق توفير كل ما تحتاجه من مستلزمات "كي يشعر اللاعب بوجوده ويواظب على التمرين"، وعبر عن أسفه لعدم وجود اهتمام بالقواعد الجديدة، وعزا سبب ذلك الى ضعف الامكانات المادية لدى الأندية التي تعاني من ضائقة مادية. وقال:"عندما يتم اختيار منتخب الشباب يأتون له مباشرة". ومن الامور الاخرى التي يطالب بها بيازيد، ضرورة احداث قوانين تحمي اللاعب في حال الاصابة وتأمين حياته كتوفير العمل له وتقديم الدعم لانه "ليس هناك انظمة وقوانين تحمي اللاعب في حال الاصابة". وهذه مسوؤلية الاتحاد الرياضي بالدرجة الأولى لان الاندية غير قادرة على ذلك لضعف امكاناتها "فهي عاجزة عن تأمين وسيلة نقل لاعبيها أثناء مباريات الدوري وتوفير الاقامة لهم في الفنادق، خصوصاً ان قسماً كبيراً من عائدات المباريات يعود إلى الاتحاد الرياضي". وزاد: "من المفروض ان تترك الحرية للأندية في تنويع مصادر دخلها حتى تستطيع حل ازماتها المالية وهذا لا يتم الا عن طريق فتح باب الاحتراف". الاحتكاك الخارجي ضرورة وكان الاتحاد الرياضي منع الاندية السورية من المشاركة في البطولات العربية والدولية لضعف مستواها، ويرى بيازيد ان هذا "خطأ كبيراً ارتكبه الاتحاد لان المشاركة تتيح لنا معرفة موقعنا على الساحة العربية والآسيوية وما دمنا نرفض المشاركة فلن نتطور أبداً". ويعتقد مراقبون ان هذا القرار ينعكس بشكل سلبي على الدوري السوري لان الاندية تتنافس لتحصل في النهاية على اللقب ولتشارك في المسابقات الخارجية كي تحتك مع فرق قوية تزيد من خبرة لاعبيها. ووصف بيازيد الدوري السوري بانه "عبارة عن ثلاث نقاط أي اللعب من اجل النقطة لا اكثر ولا أقل... هناك فريق قوي هو فريق الجيش بطل الدوري و كأس الجمهورية، وعندما يلعب اي فريق مع الجيش ويفوز عليه يرى انه حقق انجازاً عظيماً، وفي حال خسر يعتبر خسارته عادية ومنطقية". وتوقع سيد بيازيد ان يشهد الدوري في مرحلة الاياب منافسة حامية بين فرق المقدمة وهي تشرين والكرامة والاتحاد والجيش، كما توقع لفريقه الاحتفاظ بلقبه للعام الثاني على التوالي، واصفاً فريق الجيش ب"الاكثر استقراراً من الناحية المادية والادارية بين الفرق السورية". و كان مستوى الجيش تراجع في بداية الدوري، ولم يقدم عروضاً قوية تليق بسمعته ومستوى اعداده لافتقاده اكثر من لاعب مميز كمحمد مصطفى ومصطفى حمصي وانس صاري وبلال صاريالذين يعتبرون من افضل اللاعبين المحليين لامتلاكهم مهارات فردية وخبرة واسعة. وقال بيازيد:"كان هؤلاء عماد الفريق، وبوجودهم كنا منسجمين الى حد بعيد لكن جاء بعد ذلك عدد من اللاعبين وهم غير منسجمين مع الفريق لقلة خبرتهم ولعدم خوضهم مباريات سابقة ضمن الدوري"، واوضح انه ضائع حالياً مع فريقه لعدم وجود لاعبين قادرين على تمرير الكرة اليه بشكل صحيح اذ انه "في معظم الاحيان اتلقى كرات معقدة اقوم بمحاولات عديدة من اجل التحكم بها واعادة تصحيحها كي اكون قادراً على تصويبها تجاه المرمى". ويبدو بيازيد في وضع نفسي حاد، ويعانى من الاحباط خاصة بعد خروج المنتخب السوري من الدور الاول لكأس العرب في الدوحة اثر تعرضه لخسائر ثقيلة وهذا ما انعكس على ادائه في الدوري، بل انه يرغب في اخذ اجازة لنيل قسط من الراحة "لانني اصبحت أمل كل ما اسمه كرة قدم". حماية اللاعبين من واجبات الحكام وانتقد في الوقت ذاته قرارات الحكام لعدم قدرتهم على ايقاف خشونة المدافعين التي تؤدي في أغلب الأحيان الى الاضرار بالمهاجم وربما ابعاده عن الملاعب. وقال: "يجب على الحكام المحافظة على نظافة الدوري من اجل اللعب النظيف". ولا يتردد بيازيد عن الاشارة الى القانون الذي أعطى الحكام صلاحيات واسعة من اجل حماية اللاعب "قوانين الفيفا واضحة وضوح الشمس وصارمة لا تقبل العاطفة او الاعتذار او ابتسامة مدافع خشن يظهرها لبعض الحكام بعد ان يكون قد ادمى أو كسر ضلوع احد المهاجمين... القانون اجاز للحكم استعمال البطاقة الحمراء للحد من الخشونة، لكن ما يحصل في بعض الاحيان ان بعض الحكام يكتفي بابتسامة المدافع مع توجيه تنبيه واحد او اكثر من دون اشهار البطاقة ما يجعل المدافع يتمادى اكثر ويزيد من خشونته للحد من خطورة المهاجم فيصاب المهاجم باليأس والاحباط ويدخل الخوف الى نفسه خشية الاصابة والابتعاد عن الملاعب كما حصل للاعبين اعتزلوا اللعب نهائياً رغم انهم كانوا في القمة". وعن العروض التي وصلته، كشف بيازيد انها منا ناديي الانصار والنجمة اللبنانيين والهلال والطائي السعوديين واندية يونانية وناد فرنسي، لكنه لم يقرر حتى الآن اين ينوي الاحتراف. أهم القابه 1- هداف بطولة غرب آسيا عام 1997 في ايران. 2-افضل لاعب في كأس الكؤوس العربية عام 1998 في بيروت. 3-افضل لاعب في بطولة الصداقة الاماراتية عام 1998.