حرص المنظمون في إمارة دبي على استلهام الجانب التقليدي في حياة المجتمع الخليجي لتحديد فاعليات مهرجانها للتسوق الذي يبدأ بعد اقل من ثلاثة اسابيع، وسط تركيز كبير على تحطيم الارقام القياسية وابراز مدى تميّز المهرجان الذي اضحى احد الاحداث الأبرز من نوعه اقليمياً ودولياً. وفاق عدد المشاركين في مهرجان التسوق العام الماضي 2.2 مليون شخص اتى اغلبهم من داخل دولة الامارات ومن بقية دول مجلس التعاون. ويفسر هذا الامر الى حدّ بعيد حرص المنظمين على الالتصاق بالقيم التقليدية لضمان نسبة نمو متواصلة للمهرجان السنوي الذي بدأ عام 1996. واستقطب المهرجان في سنته الاولى 1.6 مليون زائر الا ان العدد لم يرتفع في السنة التالية، إذ بقي في الحدود نفسها، علماً ان المدة المخصصة للفاعليات تم تقليصها من 43 الى 31 يوماً. وعلى رغم هذا التراجع سجل المهرجان نجاحاً في زيادة نسبة الانفاق اليومية من 17 مليون دولار عام 1996 الى 29 مليوناً عام 1997 و33 مليوناً العام الماضي في وقت ارتفعت فيه العوائد الاجمالية على التوالي من 730 مليوناً الى 900 مليون ثم الى بليون دولار العام الماضي. ويظهر ارتفاع عدد الزوار اليوميين الذين زادوا من 37.5 الف عام 1996 الى 45 الفاً ثم 54.750 الف زائر، خلال العامين الاخيرين، الشعبية التي بدأ يلقاها المهرجان الذي يحاول منظموه التوسع وضمان زيادة عدد الزوار مع زيادة حجم العائد الذي يحققونه. وتقف عوامل عدة حائلاً دون زيادة وتوسع مهرجان دبي للتسوق الى ما لا نهاية وأولها العامل الجغرافي واقتراب مدينة دبي من درجة التشبّع على رغم نقل جزء كبير من الفاعليات الى شوارع عدة وتوزيعها في شكل يخفف الازدحام الذي تعاني منه الطرقات والسيارات خلال الايام الاحد والثلاثين التي يستمر فيها الحدث. اما العامل الثاني فيبقى السعة الايوائية وسعة النقل الجوي اللتين توسعتا في شكل ملحوظ خلال السنوات الماضية الا انهما بقيتا تعانيان من الضغط الذي يولده تدفق الزوار بمعدلات مختلفة وغير متساوية خلال ايام المهرجان. ويعترف المنظمون بأن مهرجاناهم السنوي الذي تحول الى احد ابرز المعالم الاقليمية لصناعة السياحة في منطقة الخليج والشرق الاوسط ملزم التوسع في اطاره الخليجي والعربي وبالتالي ملزم استلهام مواضيع فاعلياته في مفاهيم اسلامية وتقليدية تتيح استقطاب شرائح جديدة واضافية من الزوار. المنسق العام الجديد وقال نائب منسق عام "مهرجان دبي للتسوق 99" السيد حسين لوتاه، الذي ينتظر ان يتولى منصب المنسق العام خلفاً للسيد محمد القرقاوي، ان مهرجان السنة الجارية سيكون مختلفاً عن السنوات الماضية وان التركيز انصبّ على تقسيم المهرجان الى اربعة اسابيع متميزة يحمل كل منها قيمة عائلية. وكان القرقاوي الذي يشغل منصب مساعد مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في دبي تولى منصب المنسق العام للمهرجان منذ بدايته الا ان الارهاق الشديد والتعب البالغ، الذي تحمله مع بقية العاملين في اللجنة العليا للمهرجان، حملاه على التفكير في التحول الى مهام اخرى. وتم تأخير الاستجابة لطلبه منذ اكثر من عام في وقت بوشر فيه اعداد السيد حسين لوتاه ليخلفه في هذا المنصب، وعلى اساس ان يُعلن عن هذه الخطوة عقب انتهاء "مهرجان 99". وترأس لوتاه الوفود الاعلامية التي ترسلها اللجنة العليا للمهرجان الى الاسواق الموردة للسياح في مهرجان دبي بغرض عقد مؤتمرات صحافية والالتقاء بالاعلاميين سواء في الدول العربية او الآسيوية المجاورة. وذكر نائب المنسق العام ان هناك 36 دورة تدريبية عائلية مجانية ستفتح لجميع الزوار الذي سيكون باستطاعتهم المشاركة فيها على ان تنظم في الوقت نفسه مسابقة للاسرة المثالية تغطي 22 دولة عربية مشاركة. واضاف خلال مؤتمر صحافي كبير عقد في فندق "شيراتون" في الكويت اخيراً: "نريد تذكير الزوار بضرورة العودة الى القيم العائلية التي هي من ركائز الدين الاسلامي ومبادئه القائمة على فكرة الاستقرار الاسري". وتتوزع الاسابيع الاربعة بين الاول المخص لحسن المعاملة وتجسيد القيم الاسلامية والعربية ومنها احترام الكبير والعطف على الصغير والاحسان ومدّ يد العون الى المحتاجين ويستمر من 18 الى 24 آذار مارس، يليه الاسبوع الثاني الذي يحمل قيمة الترابط والتراحم ويجسد مبادئ انسانية راقية تتمثل في برّ الوالدين والإخاء والاخلاص والوفاء بين الاهل والاصدقاء ويستمر من 25 الى 31 آذار. اما فاعليات الاسبوع الثالث فموضوعها الامانة وكيفية الالتزام بها في حياتنا اليومية مثل الالتزام في القول والافعال والوفاء بالعهود والوعود والصدق والاستقامة ويستمر من 1 إلى 7 نيسان ابريل. أما الأسبوع الرابع والأخير فيستمر من 8 الى 14 نيسان ابريل وهو اسبوع التميز ويفتح ابوابه للابداع والتميز وتحقيق الطموحات والاختراعات. وسيشارك اكثر من 2500 محل في حملة التنزيلات التي يمكن ان تصل في بعض الاحيان الى 70 في المئة. ومن شأن هذه التخفيضات ان تمنح لمهرجان التسوق ميزته الاساسية التي قام عليها اي الحصول على بضائع بأسعار مخفضة مع شروط اقامة وترفيه ملائمة. ويرعى 13 راعياً رئيسياً المهرجان ومعهم 60 راعياً فرعياً. ويتميز مهرجان السنة الجارية بحجم الفاعليات الكبير والذي يبدو مختلفاً كل الاختلاف عن مهرجان 1996 فيما اقتصر العدد على 68 فاعلية ارتفعت في العام التالي الى 165 فاعلية ثم 250 فاعلية العام الماضي. وقال لوتاه: "سيزيد عدد الفاعليات عن 300 فاعلية منها عروض بوباي وعالم الديناصورات وعروض الدلافين. وسينظم ما يزيد على 200 عرض في الشوارع على مدى 28 يوماً. اما عروض الألعاب النارية فستكون يومية وستزيد مدتها عن خمس دقائق". واضاف يقول: "استراتيجيتنا تقوم على توزيع الفاعليات على شوارع دبي الرئيسية. بدأنا في شارع الرقة ثم الضيافة ثم السيف، تنظيم فاعليات كثيرة مددناها الى شارع المرقبات". وتحدث عن الارقام القياسية فقال: "نسعى الى تسجيل الارقام القياسية في مهرجاننا الذي سيعتبر اكبر تجمع عائلي في القرن العشرين. ومن هذه الارقام اطول سلسلة ذهبية يزيد طولها عن كيلومترين ووزنها عن 50 كلغ وبكلفة تصل الى مليون دولار . واجمل ما فيها ان باستطاعة جميع العائلات حجز قطعة فيها بسعر 300 دولار عن طريق الانترنت لو أحبوا. وتسجل هذه السلسلة وتعطى للعائلات المشاركة شهادة تثبت انهم شاركوا في اطول سلسلة ذهبية في العالم". وتعتبر القرية العالمية التي سيشارك فيها اكثر من 27 دولة ابرز المواضع الحاشدة في دبي. وتوقع لوتاه ان يصل متوسط الزوار فيها الى 25 الف زائر يومياً. وقال ان هناك فرصاً لمزاولة النشاطات الرياضية، مشيراً الى ان جائزة دبي لسباق الخيول رفعت السنة الجارية من اربعة الى خمسة ملايين دولار. واضاف ان هناك جوائز ستمنح للمتسوقين في كل مكان بما في ذلك محطات الوقود ومحلات البيع حيث سيحصل المشترون على كوبونات تؤهلهم دخول قرعة للسحب على الجوائز المخصصة للزوار وبينها سيارات "نيسان". تأشيرة سريعة وذكر الرائد جاسم عبدالغفور عضو اللجنة التنظيمية للمهرجان ممثل دائرة الجوازات ان التأشيرة ستمنح بالتعاون مع "طيران الامارات" في مدى ساعة واحدة وليس اربع ساعات كما نصّت الوعود السابقة العام الماضي. واضاف ان المقيمين في دول مجلس التعاون ممن مضت على اقامتهم مدة سنة ويحملون اجازة اقامة صالحة لمدة اربعة اشهر يستيطعون الحصول على تأشيرة دخول الى امارة دبي عند المطار او بقية المرافئ الحدودية على ان تستثنى فئة العمال من هذه التسهيلات". وكانت دبي عانت خلال الاعوام الثلاثة الماضية من تسرّب الزوار من المهاجرين غير الشرعيين ممن استغلوا المهرجان للحصول على تأشيرات دخول ميسرة والبقاء عقب انتهاء المهرجان في دبي او دولة الامارات والتفتيش عن عمل غير مرخص. واضاف عبدالغفور ان "كل عائلة تصل الى كاونتر الجوازات ستحصل على قسيمة مجانية للسحب اليومي على سيارة بالاضافة الى اعطاء كوبونات للاطفال لحضور عروض بوباي وكوبونات عروض تنظم داخل المجمعات التجارية المغلقة". اما مدير العمليات الخارجية في دائرة السياحة والتسويق التجاري عضو لجنة الضيافة والترويح الخارجي في المهرجان السيد عوض الصغير فقال ان معظم فنادق دبي من مختلف الفئات ثلاث واربع وخمس نجوم اضافة الى الشقق المفروشة ستقدم حسومات تتجاوز 40 في المئة على اسعار الغرف العادية على مدى ايام المهرجان اضافة الى عروض خاصة للعائلات". وتضم دبي 18 ألف غرفة تبلغ سعتها الايوائية 30 ألف سرير. وهناك 33 فندقاً خمس نجوم و31 اربع نجوم و53 ثلاث نجوم علاوة على 91 مبنى للشقق المفروشة تضم نحو 3800 شقة. وذكر الصغير ان هناك الكثير من زوار مهرجان دبي ممن ينزلون لدى اقربائهم مستفيدين بذلك من سعة ايوائية مختلفة لا علاقة لها بالسعة الفندقية. وأشار الى ان شركات السياحة والسفر في دبي تقدم عبر المكاتب الاقليمية التي تتعامل عروضاً مغرية للزوار تتضمن حسومات مغرية على بطاقات السفر والاقامة في احد الفنادق الفخمة في دبي طوال فترة المهرجان. وتؤمن "طيران الامارات"، الناقل الدولي لدولة الامارات العربية المتحدة وأحد الرعاة الرئيسيين للمهرجان خدمات عدة لركابها من جميع انحاء العالم عبر شبكة خطوطها التي تغطي 43 محطة في 36 بلداً. وتنظم الشركة مسابقة تحت عنوان "عطلة عائلية" خاصة بركابها تستمر حتى 18 آذار موعد انطلاق المهرجان وتخوّلهم الحصول على تذاكر سفر لأربعة افراد مع اقامة لمدة اسبوع في فندق "جميرا بيتش". كما تمنح "طيران الامارات" فرصة لحمل وزن زائد لأمتعة ركابها في خطوة هدفها تشجيعهم على التسوق بكميات اكبر خلال المهرجان.