يزدحم مدخل مطار دبي بالسائقين والحمّالين والمنتظرين الذين يتجمهرون أمام بوابات الخروج مستقبلين على مدار الساعة المسافرين الذين يأتي أغلبهم للمشاركة في فاعليات "مهرجان دبي للتسوق 98". ويتوقع العاملون في قطاع النقل الجوي الذين تحدثت إليهم "الحياة" ضغطاً كبيراً على حجوزات رحلات المغادرة ابتداء من نهاية الاسبوع المقبل حين يبدأ أول أفواج الزوار بالمغادرة. وتزدحم الرحلات القادمة الى دبي في شكل ملفت، لا سيما الرحلات الوافدة من الهند وإيران. وقال مسؤولو "دائرة الهجرة والاقامة" ان هناك زيادة كبيرة سجلت في عدد القادمين من هذين البلدين لحضور مهرجان التسوق الذي بدأ يوم 19 الشهر الجاري ويستمر حتى 18 الشهر المقبل. واضطر فريق التلفزيون الايراني الذي ألغيت رحلته المقررة يوم الأربعاء الماضي، نتيجة التأخر في منح أحد أعضائه تأشيرة دخول، الى تأجيل قدومه الى موعد لاحق. ولم يكن ممكناً ادراج الفريق على لائحة انتظار على الرحلات المتجهة الى دبي إلا بعد اسبوع من الآن نتيجة الازدحام الشديد. وينطبق الأمر نفسه على الرحلات المتجهة الى دبي من لبنان والكويت والسعودية والبحرين وقطر والأردن ومصر ودول عدة أخرى في العالم العربي وأوروبا. مبيعات الذهب وتجذب مبيعات الذهب والتنزيلات، التي يقدمها أكثر من 2500 محل وثمانية مجمعات للأسواق المغلقة وآلاف الجوائز الثمينة، تجار الشنطة وأرباب العائلات والسياح الراغبين في الاستفادة من الأسعار الميسرة والحسومات الكبيرة التي يفترض بمهرجان من هذا القبيل أن يؤمنها. ويتوقع المنظمون قدوم نصف مليون زائر على الأقل من خارج دولة الإمارات. وسجلت الفنادق ومباني الشقق المؤثثة نسبة اشغال مرتفعة تراوحت بين 75 في المئة و100 في المئة في منشآت كثيرة. واضطر بعض المسافرين الى الانتقال للاقامة في امارة الشارقة المجاورة التي شهدت ارتفاع نسبة الاشغال السريرية في فنادقها. ويقول المدير العام للدائرة الاقتصادية عضو اللجنة العليا لمهرجان التسوق محمد العبار، ان أهم العوائق التي تواجه توسيع حركة اقبال المسافرين والزوار من خارج دولة الامارات خلال فترة المهرجان هي محدودية السعة المقعدية وقلة خطوط الطيران المتاحة مع بعض الدول العربية. وتتبع إمارة دبي سياسة أجواء مفتوحة. ويستخدم أكثر من 85 شركة طيران دولية مطار دبي في رحلات تغطي مختلف أنحاء العالم. ويشير العبار الى أن كثيرين من المسافرين القادمين من الدول المجاورة التي تملك حدوداً برية مع دولة الامارات يفضلون القدوم في سياراتهم. ويضيف ان محدودية السعة المقعدية على الطائرات مسؤولة عن اقتصار عدد الزوار الأجانب على 25 في المئة من عدد زوار المهرجان. حسومات التذاكر وحول امتناع "طيران الامارات" عن تقديم حسومات على أسعار التذاكر على غرار ما تفعله شركة "ميدل ايست" خلال مهرجان التسوق في لبنان يقول: "السبب هو عدم الحاجة الى اعطاء أي حوافز اضافية للمسافرين بدليل أن هناك ازدحاماً ونسبة اشغال تدور في محيط 100 في المئة. والمهرجان يشكل موسم ذروة للناقلة الاماراتية ومناسبة لزيادة عوائدها". إلا أن مشكلة السعة المقعدية ليست الأمر الوحيد الذي يشغل بال المنظمين للمهرجان. وتستغرق الرحلة من وسط دبي الى امارة الشارقة المجاورة أكثر من ساعة ونصف ساعة نتيجة الازدحام الشديد، علماً أن المسافة لا تستغرق أكثر من ثلث ساعة في الأحوال العادية. ويقول المنسق العام للمهرجان محمد القرقاوي ل "الحياة": "عندما نفشل فلن يكون هناك ازدحام ولن يكون هناك اقبال. وأي مهرجان ناجح لا بد أن يكون فيه ازدحام". ويضيف انه تقرر السنة الجارية، لتلافي مشكلة الازدحام المروري، توزيع الفاعليات الرئيسية للمهرجان التي يفوق عددها 250 فاعلية وإبعادها عن وسط دبي مع تأمين مواقف اضافية لآلاف السيارات بالقرب من مواقع الأنشطة، مشيراً الى أن اجراءات صارمة تتبع للتدقيق في جدية الحسومات والتنزيلات التي تعلن عنها المحلات وتشمل في أقصاها اغلاق المحل وفرض غرامة تصل الى حدود 100 ألف درهم.