احتفلت الكويت أمس بالذكرى السنوية الثامنة والثلاثين للاستقلال، عشية الذكرى الثامنة لتحريرها من الاحتلال العراقي والتي تصادف اليوم. وغلبت على المناسبتين القضية التي لا تُنسى: الأسرى الكويتيون لدى العراق. وتجمع عدد كبير من أهالي الأسرى في مخيم صحراوي في "المطلاع" في مهرجان تحت شعار "كن قريباً من أسرانا"، حضره وزراء ونواب والقيت فيه خطب وكلمات عن موضوع الأسرى الستمئة الذين لا يزال العراق يمتنع عن اعطاء المعلومات عن مصيرهم. وكانت أقوى الكلمات تأثيراً كلمة لوالدة أحد الأسرى، بكت فيها غموض مصير ابنها وبقاء أولاده بعده كالايتام. وكتب بعض أهالي الأسرى أمس رسالة سلموها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لنقلها إلى الجهات الإنسانية داخل العراق. وفي الرسالة تمنيات بأن "يمد الشعب العراقي يد العون للعمل على انهاء مأساة الأسرى". وكان الاتحاد الوطني لطلاب الكويت اختتم أول من أمس مؤتمراً حول قضية الأسرى حضره للمرة الأولى طلاب أردنيون ويمنيون وسودانيون، أعلنوا خلاله تضامنهم مع قضية الأسرى الكويتيين وحقهم في العودة إلى وطنهم. ولا يزال موضوع الأسرى يراوح في مكانه منذ العام 1991 على رغم تضمين قرارات مجلس الأمن المسألة كأحد المتطلبات التي يجب أن ينفذها العراق لرفع العقوبات عنه. وقاطع العراق منذ عملية "ثعلب الصحراء" في كانون الأول ديسمبر الماضي اجتماعات اللجنة الفنية الثلاثية المكلفة بحث موضوع الأسرى. وصرح وزير الدفاع الكويتي المسؤول عن ملف الأسرى الشيخ سالم الصباح أمس بأن غياب العراق عن الاجتماعات "دليل قاطع على عدم وجود حجة لديه" في شأن الأسرى. وأوضح ان اللجنة ستقدم في نيسان ابريل تقريراً يفيد بعدم تعاون بغداد معها. وفي إطار الاحتفالات شهدت "ساحة العلم" في العاصمة الكويتية أمس مراسم رفع العلم الكويتي في مهرجان حضرته مجموعات تمثل الجيش والشرطة والحرس الوطني، وقدمت خلاله الجهات الحكومية والشعبية عروضاً في مناسبة الاستقلال. وتزامنت احتفالات العيد الوطني وذكرى التحرير مع ختام الاحتفالات في مهرجان "هلا فبراير" التسويقي والترفيهي الذي بدأ في الثالث من شباط، واستمرت خلاله احتجاجات التيار الإسلامي في الكويت وممثليه في البرلمان على بعض نشاطات المهرجان، لا سيما الحفلات الغنائية. الى ذلك أطلق أمس ثلاثمئة سجين بعفو خاص من أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، لمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني. وشمل العفو ثمانية أردنيين بينهم امرأة، كانت محكمة أمن الدولة الكويتية دانتهم عام 1991 بجريمة التعاون مع قوات الاحتلال العراقي، وصدرت ضدهم الأحكام بالسجن المؤبد. وذكرت مصادر كويتية ان الثمانية هم حمدة أسعد يونس ومحمود عمر صالح ومأمون محمد أحمد، وعماد سامي محمد وعمادالدين محمود غر وأحمد عيدة مصطفى وأسامة سهيل عبدالله وعبدالرحمن محمد أسعد، وسيرحّلون الى الأردن.