على رغم الاتفاق بين بغدادوالأممالمتحدة واصلت القوات الأميركية تنفيذ خططها للانتشار في الكويت. وقال قائد عسكري أميركي أن القدرات القتالية للولايات المتحدة في المنطقة "هي التي سمحت للجهود الديبلوماسية بأن تثمر". وأعلنت الكويت أمس أن لا نية لخفض القوات الغربية على أراضيها في هذه المرحلة. ووصفت الاتفاق بأنه انتصار للأمم المتحدة، وأكدت أنها تأمل بأن يتوافر كل الضمانات العملية لالتزام العراق الاتفاق وكل القرارات الدولية. وجاء هذا الموقف عشية احتفال الكويت بعيدها الوطني وبذكرى تحريرها من الاحتلال العراقي. وأكد وزير الدفاع الكويتي الشيخ سالم الصباح أن لا نية لخفض عدد القوات الغربية الأميركية والبريطانية في الكويت في ضوء الاتفاق بين بغداد والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وبرر ذلك بأن "الوضع لا يزال غير واضح ويجب أن نبحث الاتفاق الذي أبرمه أنان وما نص عليه ورأي مجلس الأمن فيه". وسئل عما يتردد من أن عدد القوات الأميركية في الكويت سيرتفع إلى 28 ألفاً، فأجاب: "ما أعرفه أن عندنا 7 آلاف جندي أميركي فقط". وهل وفرت زيارة أنان لبغداد معلومات جديدة عن الأسرى الكويتيين في العراق أجاب وزير الدفاع: "ليست هناك معلومات جديدة ولا يزال النظام العراقي مصراً على موقفه ونأمل بأن يكون أنان ناقش أيضاً موضوع الأسرى مع المسؤولين العراقيين". في غضون ذلك عبّر مجلس الوزراء الكويتي عن ارتياحه إلى الاتفاق الذي أبرم في بغداد مؤكداً أنه "يمكن إذا استوفى متطلبات مجلس الأمن وشروطه أن يجنب الشعب العراقي والمنطقة مضاعفات الأعمال العسكرية". ولفت إلى أن الكويت التي "تعي نتائج الحروب وويلاتها" عملت مع دول مجلس التعاون لدعوة العراق إلى احترام القرارات الدولية، وأشاد بجهود أنان معتبراً أن الاتفاق "جاء كثمرة للديبلوماسية الحازمة التي اتبعها مجلس الأمن في التعامل مع هذا التحدي، يشكل إنجازاً للمنظمة الدولية". وأعلنت السفارة الفرنسية في الكويت تعليق التدابير الاحترازية التي كانت نصحت بها رعاياها في ذروة الأزمة العراقية. وجاء في بيان للسفارة أن "الاتفاق الذي وقع في بغداد يفتح المجال مجدداً أمام حل ديبلوماسي للأزمة". لكن السفارة أهابت بالفرنسيين في الكويت استكمال تسجيل أسمائهم لدى القسم القنصلي. اليوم الوطني وساعد الانفراج في أن تشهد الكويت مناسبة العيد الوطني التي تصادف اليوم في ظروف أفضل. وتصادف غداً الذكرى السنوية السابعة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي. وكانت وزارة الداخلية منعت تنظيم مسيرات أو تجمعات في الشوارع بسبب الظروف الأمنية الحساسة التي ترافقت مع الأزمة الأخيرة. لكن أنباء الاتفاق ستشجع الكويتيين على تكرار المسيرات العفوية. وقال قائد القوات الجوية الأميركية في الكويت الكولونيل روبرت أوتري لصحافيين زاروا قاعدة أحمد الجابر الجوية أن وجود قواته في المنطقة هو الذي سمح بنجاح جهود الأممالمتحدة. وأضاف: "نحن هنا للتأكد من أن لدينا حلاً ديبلوماسياً طويل الأمد". وشاهد الصحافيون في القاعدة الجوية الكويتية طائرات قاذفة من طراز "اي 10" وأخرى من طراز "ف 16" وهي تقلع، كما شاهدوا طائرات "ف 117" ستيلث مرابطة في القاعدة حيث تتمركز 12 طائرة من هذا النوع.