عاشت الكويت أمس مناسبة العيد الوطني بهدوء، إذ حالت ظروف التصعيد العسكري في الأسابيع القليلة الماضية دون التحضير لاحتفالات أوسع. لكن انحسار الأزمة العراقية وفّر ظروفاً أفضل للاحتفال، فيما استمر تدفق القوات الغربية على الكويت ونفذت مجموعة من "المارينز" إنزالاً في ميناء الشويخ. ودعا أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح في رسائل تبادلها مع مسؤولين في الحكومة في مناسبة العيد الوطني إلى أن يكونوا "جنوداً ساهرين على صون وطننا العزيز والنهوض بشعبه". وكالعادة في هذه المناسبة أمر الشيخ جابر بإطلاق 286 سجيناً يقضون عقوبات في قضايا مختلفة. وبين هؤلاء 14 حكموا في قضايا تتعلق بأمن الدولة، وبعضهم أردنيون. ونظمت كويتيات تجمعاً أمام السفارة الأميركية طالبن خلاله الرئيس بيل كلينتون بالعمل لتأمين اطلاق الاسرى الكويتيين لدى العراق. وقالت احداهن: "لو كان كلينتون يهتم بأسرانا لجعلهم ضمن الاتفاق الخاص بالتفتيش عن الأسلحة" في العراق. وقدمت النساء اللواتي بلغ عددهن حوالي مئة، رسالة إلى السفارة موجهة الى الرئيس الأميركي، تناشده العمل من اجل اطلاق الأسرى و "اعادة الاطمئنان" الى ذويهم. وشكرت الرسالة لواشنطن جهودها في ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية التي "جعلت الكويتيين في قلق دائم". وحملت النساء ومعهن اطفال لافتات كتب عليها "نريد السلام والأمن، لا نريد الأسلحة الكيماوية بل أسرانا". وهتفت احداهن مهاجمة كلينتون: "لو كان مهتماً بالأسرى الكويتيين لجعلهم في الاتفاق الأخير". واضافت: "هذا ولدي بلغ من العُمر عشر سنين ولا يدري هل أبوه الأسير حي أم ميت". وشكت سيدة أخرى: "كيف نشعر بالاستقرار وصدام يختلق كل بضعة أشهر ازمة تهددنا"؟ وذكرت مصادر أمنية كويتية أن السلطات لن تخفف الإجراءات الأمنية التي فرضت خلال الأزمة العراقية، وأن نقاط التفتيش التي أقيمت في مدينة الكويت ستبقى لضمان الأمن وضبط مخالفي قانون الإقامة. وكانت وزارة الداخلية أعلنت أنها لن تسمح بتنظيم مسيرات في مناسبة اليوم الوطني والذكرى السابعة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي التي تصادف اليوم، بسبب الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة، وتلافياً لما كان يحدث في سنوات سابقة من "تصرفات طائشة" لبعض الشبان. ودعت صحف كويتية في مناسبة العيد الوطني إلى عدم التراخي سياسياً وأمنياً بعد الاتفاق بين العراق والأمم المتحدة. ورأت صحيفة "الأنباء" "ضرورة اليقظة والحذر والتنبه إلى كل تحركات النظام العراقي"، وحضت على "تحرك سياسي مكثف يشمل العديد من دول العالم لتظل قضيتنا العادلة ماثلة في أذهان العالم كله". في غضون ذلك استمر تدفق القوات الغربية على الكويت في إطار خطط الانتشار التي أعدت خلال الأزمة العراقية، ووصل 120 جندياً كندياً قررت حكومة أوتاوا إرسالهم إلى الكويت لدعم الحشد الأميركي، ومعهم طائرتان للإمداد بالوقود جواً. ونفذت مجموعة من مشاة البحرية الأميركية المارينز تدريباً على الإنزال البرمائي في ميناء "الشويخ" غرب العاصمة الكويتية، فيما أنزلت السفينة "أشلاند" الراسية قرب الساحل الكويتي جنوداً وآليات. وفي قاعدة علي السالم الجوية الكويتية واصلت طائرات هليكوبتر من نوع "أباتشي" تمريناتها أمام صحافيين زاروا القاعدة التي تبعد 75 كيلومتراً عن الحدود مع العراق. وأرسلت هذه الطائرات لدعم ثلاثة آلاف جندي أميركي انتشروا في شمال الكويت للمساعدة في مواجهة أي تهديد عراقي.