أكد كل من رئيس الوزراء الجيبوتي بدخت حمدو ومرشح الحزب الحاكم للرئاسة إسماعيل غيلي في تصريحين منفصلين ل "الحياة" عدم وجود أي وساطة لإعادة العلاقات الديبلوماسية بين اريتريا وجيبوتي التي قطعتها الأخيرة في 18 تشرين الثاني نوفمبر الماضي بعدما اتهمتها أسمرا بدعم المجهود الحربي الاثيوبي في النزاع الحدودي بين أديس ابابا وأسمرا. وانتقد غيلي فرنسا لعدم استجابتها للمتغيرات الجارية في المنطقة، وقال: "إن المتغيرات التي حدثت في المنطقة تفرض علينا أن نسعى وراى مصالحنا ... ان المشكلة الحقيقية التي تواجهها جيبوتي مع فرنسا حالياً انها لا تريد أن تعترف بتلك المتغيرات وتصر أن تتعامل معنا في إطار العلاقات القديمة. ومن حق جيبوتي ان تفرض رأيها وفقاً لمصالحها". وأشار إلى أن القاعدة العسكرية الفرنسية في بلاده "لا تشكل خطراً على الأمن الاقليمي والدولي كما يروج بعض الأطراف، وذلك بسبب وجود اتفاقات علنية موقعة بين جيبوتيوفرنسا. وتلك القاعدة لا تقوم بعمل يتنافى مع سيادة جيبوتي". وأضاف: "ان الخطر الحقيقي الذي يهدد الأمن الاقليمي والدولي يتمثل في الاساطيل الأجنبية غير المعلن عنها بموجب اتفاقات سرية تربط دولاً أجنبية ببعض الدول المطلة على البحر الأحمر". يذكر أن الرئيس الجيبوتي حسن غوليد ابتيدون أعلن الشهر الماضي أنه لن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية لأسباب صحية. ورشح حزب التجمع الشعبي للتقدم الحاكم غيلي للانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان ابريل المقبل. ويعتبر غيلي، مسؤول الأمن والدفاع مدير مكتب الرئيس، الحاكم الفعلي للبلاد حالياً. وأعرب في تصريحه ل "الحياة" أخيراً عن أسفه لتدهور العلاقات بين جيبوتي وأسمرا، وقال إن بلاده حريصة على استمرار العلاقات الأزلية والتاريخية والاخوية التي تربط الشعبين الشقيقين، و"نأمل بأن تكون علاقاتنا مميزة، خصوصاً مع دول المنطقة، ومع دول العالم عموماً". وأشار إلى ان العلاقات الجيبوتية - الاثيوبية مستقرة، واعتبر ان اثيوبيا تلعب دوراً مهماً في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في منطقة القرن الافريقي. وقال إن بلاده مستعدة لتطوير علاقاتها مع اثيوبيا في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. وأضاف ان التسهيلات التي تقدمها بلاده لاثيوبيا ملاحياً والتخفيضات الجمركية في استخدام الموانئ الجيبوتية "تعكس الرغبة الصادقة والعلاقة الاخوية والتاريخية بين الدولتين الشقيقتين". وأوضح: "عندما شُيد ميناء جيبوتي كان لخدمة اثيوبيا، وأول سكة حديد وضعت في منطقة القرن الافريقي كانت تربط بين أديس اباباوجيبوتي لنقل البضائع من وإلى اثيوبيا ... وجيبوتي تعتمد كلياً على الميناء كمصدر دخل قومي وتسعى من وراء التخفيضات الجمركية خلق أساس مناسب للتعاون مع اثيوبيا سواء كان في الوقت الحالي أو في ما بعد، خصوصاً أن اثيوبيا في الوقت الحالي تعتمد على ميناء جيبوتي بسبب الأزمة الحدودية التي اندلعت بيها وبين اريتريا منذ أيار مايو الماضي". وأعرب عن أسفه لتجدد القتال بين اثيوبيا واريتريا. مشيراً إلى خشية بلاده من امتداد الحرب إلى أراضيها على رغم الاحتياطات الأمنية على الحدود التي تربط جيبوتي بكل من اريتريا واثيوبيا. وعن الأنباء التي تتردد عن قواعد إسرائيلية وأجنبية في البحر الأحمر، أوضح غيلي "ان عنصر تلك القواعد انتهى مع انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي. وإذا وجدت تشكل خطراً حقيقياً على أمن المنطقة واستقرارها، وتمثل امتداداً للمصالح الأجنبية". إلى ذلك، لم يستبعد حمدو استخدام اريتريا المعارضة الجيبوتية ضد حكومته، لكنه قلل من فاعلية وأهمية "الدور الذي يمكن أن تلعبه اريتريا" في هذا الشأن. وقال: "إن الرئيس الجيبوتي كان أول من بادر إلى التوسط لحل الأزمة الحدودية بين اريتريا واثيوبيا من خلال زياراته المكوكية بين البلدين لتجنب مخاطر اللجوء إلى القوة، وحضهما على حل الخلاف بينهما سلمياً". وأشاد بجهود منظمة "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد في مساعيها التي تبذلها لحل النزاعات المتزايدة في منطقة القرن الافريقي، خصوصاً الأزمتين السودانية والصومالية، موضحاً ان بلاده ستدعم المنظمة بقدر امكاناتها لابقائها فاعلة. وناشد جميع دول أعضاء "ايغاد" أن يدركوا أهمية وجود منظمتهم "لحماية المصالح المشتركة بين دول منطقة القرن الافريقي"، مشيراً إلى أهمية الالتزام بقوانين المنظمة والاحترام المتبادل بين دول الأعضاء بغض النظر عن وجود خلافات بين بعض دول الأعضاء. وتطرق حمدو إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية في جيبوتي ووصفها بأنها "مستقرة وهادئة وفي تحسن كبير".