من المحتمل ان يتم قريباً اطلاق المواطنة الفلسطينية ثرية انصاري المعروفة باسم سهيلة اندراوس التي تقضي منذ سنة 1996 حكماً بالسجن ل 12 سنة في سجن بروتدفيت في أوسلو بسبب مشاركتها في خطف طائرة المانية في العام 1977. ويأتي نبأ الافراج المحتمل بعد أن أجمع رجال قانون وأطباء محايدون في النروج على أن صحة اندراوس لا تسمح لها بالبقاء في السجن خوفاً على حياتها، وأكد هؤلاء ان سهيلة اندراوس 45 عاماً لا تتحمل أن تقضي فترة أطول في السجن بسبب تدهور حالها الصحية والنفسية، خصوصاً انها أصيبت بجروح عندما اقتحم كوماندوز المان الطائرة. وكانت سهيلة اندراوس من المشاركين الأربعة الذين اختطفوا طائرة "لوفتهانزا" الألمانية التي كانت متوجهة في تشرين الثاني سنة 1977 من اسبانيا الى فرنسا. واجبرت الطائرة على تغيير خط طيرانها لتحط في عدن حيث قتل أحد أفراد طاقم القيادة، ثم توجهت الى العاصمة الصومالية مقديشو. وأرسلت المانيا التي رفضت مطالبة الخاطفين باطلاق أسرى من منظمة الجيش الأحمر وأعضاء في منظمة بدر ماينهوف الألمانية، وحدة كوماندوز الى الصومال لتحرير الرهائن. واقتحمت القوات الالمانية الطائرة وقتلت ثلاثة من الخاطفين ما عدا سهيلة اندراوس التي نجت باعجوبة مع جميع الركاب ال 82. اعتقلت سهيلة اندراوس في سنة 1994 في العاصمة النروجية أوسلو حيث كانت تسكن مع زوجها وابنتها. وبعد طلب رسمي من الحكومة الالمانية وافقت السلطات النروجية على تسليم اندراوس الى بون حيث حوكمت في العام 1996 في محكمة ألمانية اصدرت بحقها حكماً بالسجن لمدة 12 سنة بسبب قتل ومحاولة قتل، واختطاف رهائن . وقوبل الحكم بحق اندراوس بحركة احتجاج قوية في المجتمع النروجي حيث قامت حركات طلابية وسياسية بالتظاهر في أوسلو وبون مطالبة بالافراج عن اندراوس التي تعاني من مشاكل صحية ونفسية. ونجحت هذه الاحتجاجات في تحقيق مطلب من مطالب اندراوس الا وهو نقلها من السجن في بون الى سجن نروجي في العام 1997. وتقدمت اندراوس في العام نفسه بطلب استرحام الى الحكومة النروجية للافراج عنها ولكن طلبها رفض مما أدى الى توسع الاحتجاجات في النروج لتصل الى الأوساط الأدبية والفنية اذا أصدرت فرقة "بيولسن فالسموللو" الموسيقية اسطوانة اكراماً لاندراوس تتضمن عبارات مثل "الجنرالات يكافأون بجائزة نوبل للسلام وسهيلة اندراوس تموت ببطء في الزنزانة". وبما ان اندراوس التي دخلت الأراضي النروجية منذ أكثر من 10 سنوات نجحت في تأسيس عائلة وتكوين شبكة اجتماعية واسعة في أوسلو، فإن هذا سيكون عاملاً ايجابياً لدى نظر السلطات النروجية في طلبها.