أنقرة، طهران، لوكسمبورغ - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - وجه الرئيس التركي سليمان ديميريل إهانة قاسية الى اليونان واعتبرها دولة "خارجة على القانون" وهدد باتخاذ اجراءات ضدها، اذا واصلت دعمها وايواءها لمن وصفهم ب "الارهابيين"، في اشارة الى ثوار حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان. وكان ديميريل يتحدث امس في الفيليبين التي يزورها حاليا. واعترضت اثينا على هذه التصريحات، مشيرة الى "الاحتلال التركي لشمال قبرص" والذي "يشكل انتهاكاً منتظماً للقواعد والقوانين وحقوق الانسان". وغزا هذه الاتهامات المتبادلة تقرير لصحيفة "حرييت" التركية القريبة من المؤسسة العسكرية في انقرة، مفاده ان اوجلان ابلغ المحققين في سجنه ان "اليونان أمدّت مقاتليه بالصواريخ وساندت حزبه لسنوات". وفي وقت طالب الاتحاد الاوروبي امس بمحاكمة عادلة لأوجلان يحضرها مراقبون دوليون، اتهمت محامية الزعيم الكردي المعتقل انقرة ب "التحضير لمحاكمة صورية" لموكلها. واضافة المحامية بريتا بولر في تصريح الى قناة "زي دي اف" التلفزيونية الالمانية ان تدخل الاتحاد الاوروبي هو الفرصة الوحيدة امام اوجلان للحصول على محاكمة عادلة. وكان محاميان ايطاليان للزعيم الكردي دعيا المجتمع الدولى الى التدخل من اجل ضمان "سلامة موكلهم النفسية" و"حقه فى الدفاع". وطالبا بأن يزور موكلهما في سجنه "اطباء المنظمات الدولية ليتحققوا من حاله الصحية ومن المعاملة التى يلقاها" وسط تقارير غير مؤكدة عن اصابته بمرض القلب. وتواصلت تظاهرات الاحتجاج على اعتقال اوجلان في عدد من الدول التي تضم جاليات كردية، فيما اغلقت تركيا امس حدودها مع ايران حيث فرّقت الشرطة تظاهرة معادية لانقرة في مدينة سننداج في كردستان الايرانية، قرب الحدود مع تركيا. وتحدى المتظاهرون قراراً من السلطات يحظر اي تجمع غير مرخص به. وكانت تركيا أجلت العاملين في قنصليتها في اورميه شمال غربي ايران بعد تظاهرة عنيفة للاكراد. وتظاهر حوالي 300 كردي امام السفارة التركية في موسكو، احتجاجا على اعتقال اوجلان وطالبوا بحضور مراقبين دوليين محاكمته. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "اوقفوا الابادة الجماعية ضد الشعب الكردي". الاتحاد الاوروبي وطلب وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في بيان اصدروه في لوكسمبورغ امس، ان يحظى اوجلان "بمحاكمة علنية" امام "محكمة مستقلة" وان يقوم "باختيار وكلاء الدفاع" عنه. وقال البيان ان الاتحاد الاوروبي "اخذ علماً بتطمينات الحكومة التركية حول اجراء محاكمة عادلة لأوجلان" واكد معارضة الاتحاد الشديدة لعقوبة الاعدام. الا ان الاتحاد كرر "ادانته الارهاب باشكاله كافة"، موضحاً اهمية الدفاع عن المصالح الشرعية بواسطة الأساليب السياسية وليس عن طريق العنف. واكد انه يجب شن المعركة "الشرعية ضد الارهاب ضمن احترام كامل لحقوق الانسان". واسف الاتحاد الاوروبي في الوقت ذاته لما نجم عن اعتقال الزعيم الكردي من "فوضى شاملة واعمال عنف ادت الى سقوط قتلى واحتجاز رهائن وتدمير ممتلكات". وقال ان هذه الاعمال "غير مقبولة ولا يمكن تحمّلها في اي ظرف من الظروف". واعرب وزراء الاتحاد الاوروبي من جهة اخرى عن دعمهم لوحدة الاراضي التركية، لكنهم طالبوا أنقرة بحل "المشاكل بواسطة الوسائل السياسية، ضمن اطار احترام حقوق الانسان تماشيا مع التزاماتها كعضو في المجلس الاوروبي". واشادوا بالجهود المبذولة "لفصل محاربة الارهاب عن البحث عن حلول سياسية". وابدوا استعدادهم للمساهمة في هذا الاجراء عبر "تقديم مساعدة مالية" لتركيا. أوجلان والمحققون ونشرت صحيفة "حرييت" امس ان اوجلان بدأ يتكلم للمحققين وانه أفاد ان "جواز السفر الذي كان بحوزته عند اعتقاله، زوّده إياه المسؤولون اليونانيون". واضافت الصحيفة ان اوجلان قال ان اليونان، "لم تزوّدنا فقط اسلحة بل صواريخ. ودرّبت عناصر حزب العمال على العمليات العسكرية وحرب العصابات واستخدام المتفجرات" كما نقلت الصحيفة على لسان اوجلان قوله: "عندما كنت في روسيا، تلقيت مساعدة كبيرة من فلاديمير جيرينوفسكي الزعيم الروسي القومي المتطرف. وحسب صحيفة تركية اخرى هي "راديكال" فإن ثلاثة من مساعدي أوجلان ما زالوا يقيمون في السفارة اليونانية في العاصمة الكينية نيروبي وطالبت انقرة باستردادهم، الا ان اثينا تقول انهم غادروا السفارة. وذكرت الصحيفة ان انقرة "تعرف كل التفاصيل عن هؤلاء وبينهم امرأة تبلغ التاسعة والثلاثين من العمر وتحمل جواز سفر بلجيكي واخرى عمرها تسعة عشر عاماً وتحمل جواز سفر يوناني". من جهة اخرى، قال وزير العدل التركي سلجوك اوزتيك ان المدّعين العامين الثلاثة المكلفين التحقيق مع اوجلان، وصلوا الى جزيرة امرلي حيث يحتجز وذلك بعد تأخر لمدة يومين بانتظار هدوء العاصفة الثلجية التي حالت دون نقلهم الى هناك على متن طائرة هليكوبتر عسكرية. واضاف ان الحكم بإلقاء القبض على اوجلان غيابياً، سيتحول الى حكم حضوري وان التحقيق معه سينتهي خلال يومين. واكد المدعي العام التركي ان اوجلان يتمع بصحة جيدة ولديه ثلاثة اطباء. وتحدثت بعض المصادر عن اصابته بمرض القلب وان احد الاطباء المذكورين، مختص بالامراض القلبية. محاكمة خلف قفص وذكرت محطة "ان تي في" التلفزيونية التركية امس، ان اوجلان سيوضع في قفص زجاجي واق من الرصاص خلال محاكمته التي ستبدأ على الارجح في مطلع نيسان ابريل المقبل في جزيرة امرلي حيث يعتقل. واوضح المصدر ان معدات خاصة لاقامة هذا القفص، نقلت امس بحرا الى الجزيرة ، مضيفاً ان اوجلان سيكون اول شخص يحاكم في تركيا في مثل هذا القفص على غرار زعماء المافيا في ايطاليا والارهابيين وذلك لاسباب امنية