وضع ولي العهد القطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني أمس حجر الأساس لمشروع توسعة "شركة البترول الوطنية للتوزيع" نودكو 3 الخاص بتوسعة وتحديث مصافي هذه الشركة. وحضر حفل الافتتاح رئيس الوزراء الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني ونائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن خليفة آل ثاني وعدد من الوزراء وكبار المسؤولون. وقال وزير الطاقة والصناعة والكهرباء والماء عبدالله العطية ان التوسعة سترفع طاقة تكرير الشركة من نحو 60 ألف برميل الى 137 ألف برميل يومياً. وأضاف ان هذا يمثل "احدى الخطوات التنفيذية المهمة للسياسة الحكيمة لأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهده والحكومة المتمثلة في زيادة القيمة المضافة لثروتنا الطبيعية لأقصى درجة ممكنة". وأفاد في احتفال شهدته مدينة مسيعيد الصناعية ان كلفة المشروع الاجمالية تبلغ نحو 740 مليون دولار من دون احتساب تكاليف التمويل. ويشار الى أن قطر حصلت على قرض بقيمة 510 ملايين دولار لتمويل المشروع. وقال رئيس اللجنة التنفيذية للشركة عبدالله حسين صلات ان هذا القرض تم ترتيبه مع بنوك ومؤسسات مالية قطرية وعربية والمانية بقيادة بنك "باركليز" البريطاني وسيتم تمويل الجزء الباقي بقروض أخرى وبتمويل ذاتي من "شركة البترول الوطنية للتوزيع". وأضاف انه تم الانتهاء من جميع الاتفاقات الخاصة بالتمويل والانشاء والتسويق وستتولى مجموعة مقاولين مكونة من شركة "ال. جي" الكورية وشركة "لورغي" الألمانية توريد وانشاء جميع الوحدات والمرافق تحت اشراف مجموعة "بارسونز" الدولية الاستشارية. وأشار الى أن شركة "ميتسوي" المحدودة اليابانية ستتولى تسويق جزء من المنتجات لتسديد قرض التمويل، ولهذا تم ربط الاتفاقات الموقعة مع هذه الجهات في اطار اتفاق ثلاثي ينظم العلاقة بينها. وسيبدأ انتاج هذا المشروع في السنة 2002. ويتضمن بناء وحدتين لتكرير المكثفات البترولية بطاقة اجمالية تبلغ 57 ألف برميل يومياً وسيزيد الطاقة الانتاجية للوحدات القائمة من 60 ألف الى 80 ألف برميل يومياً، اضافة الى انشاء مرافق وخدمات ونظم تحكم جديدة وتحديث أخرى. ورأى العطية ان من أهم السمات المميزة للصناعات الأساسية الناجحة هي مقدرتها الذاتية على التطور والتوسع ومضاعفة وتنويع الانتاج واستمرار زيادة حجم منافعها الاجتماعية في البلاد اضافة الى تحقيق الأرباح. ورأى العطية ان مجتمعاتنا الصناعية الأساسية العاملة في مجال الصناعات الهيدروكربونية مثل "شركة قطر للاسمدة الكيماوية" و"شركة قطر للبتروكيماويات" و"شركة البترول الوطنية للتوزيع" ومجمعات سوائل الغاز الطبيعي التي توسعت وضاعفت انتاجها أكثر من مرة تعتبر ناجحة وتستحق الاشادة والتكريم خصوصاً ان منتجاتها موجهة أساساً للتصدير. وأكد الوزير "ان دولة قطر تبذل جهداً كبيراً لتأمين جزء مهم من امدادات الطاقة النظيفة الى العالم لمواصلة تقدمه ونموه وازدهاره". ودعا الوزير العاملين في وزارته في مجال الانتاج النفطي، خصوصاً في الظروف الاقتصادية السائدة وانخفاض العوائد البترولية، الى بذل المزيد من الجهد والفكر والعمل بوتيرة أسرع نحو اعداد دراسات وبرامج لمضاعفة وتوسيع وتنويع الانتاج وزيادة الصادرات معتمدين على القدرات الذاتية في التمويل بأكبر نسبة ممكنة. يذكر أن أول معمل صغير لتكرير النفط الخام في مدينة مسيعيد انشئ عام 1954 بطاقة تبلغ 680 برميل يوميا، وتأسست "شركة البترول الوطنية للتوزيع" نودكو عام 1968 لتتولى مهام تكرير وانتاج وتخزين وتوزيع المنتجات البترولية حيث انشئت أول مصفاة حديثة عام 1974 في مسيعيد بطاقة 6200 برميل يوميا وتم رفع طاقتها الى 12 ألف برميل يوميا. كما انشئت مصفاة أخرى جديدة عام 1984 بطاقة 50 ألف برميل يومياً وتعتبر من أحدث المصافي في المنطقة وتم ربطها بالمصفاة الأولى وتنتج كوحدة مشتركة 62 ألف برميل يومياً.