عاصمة فنون الأثاث وتحف البيت تعد بموسم أنيق من المعارض العالمية، يبدأ الأسبوع المقبل بمعرض اوليمبيا. والانتيكا في لندن تعني أكثر من مجرد القطع النادرة التي أضاف إليها الزمن هالة وانفراداً... إنها تعني في أذهان المولعين بها الاصالة والدقة في الصناعة. معرض أوليمبيا ليس مجرد سوق للاثاث مثل تلك المنتشرة في أكثر من منطقة.. في ايزلينغتون، ونوتينغ هيل غيت، وتشلسي وغيرها... يمكن القول إن هذا المعرض ملتقى المهتمين والمتخصصين في هذا النوع من الفنون والذين لا يملكون محلات كبرى يعرضون فيها مجموعاتهم. يلتقي الزوار مع هؤلاء حول فنون البيت وعناصره من الخزف إلى تحف الزجاج، ومن أعمال الفضة إلى قطع الاثاث العريق. في العصر الجورجي اهتم الصناع بانتاج الخزائن والكراسي في اسلوب يجمع بين الأناقة وجودة الصناعة، كما تعود الناس أن ينظروا في صناعات العهد الاليزابيثي إلى المبالغة في التزيين. وفي المعرض نماذج من الصناعات التقليدية المحلية وتلك التي تأثرت بالاسلوب الفرنسي. المشاركون في المعرض من أنحاء العالم، وتزيد أروقته عن 80 رواقاً موزعة ما بين التحف والآثار والرسم. من عصر جورج الثالث يمكن انتقاء قطعة أثاث على سبيل المثال عبارة من مكتب من الخشب الراقي، ينفتح اعلاه على عدد من الخزائن والفجوات الصغيرة لوضع الرسائل والأدوات والأقلام، كما يرتفع حاجز الكتابة المغطى بالجلد فوف قمطرات ثلاثة. من القرن التاسع عشر نلاحظ إناء ماء من الكريستال مزين بمعدن مذهب، ومقبضاه في شكل عنق طائر، وهو من تصميم فرنسي. التاريخ ليس دائماً هو الحكم. فما عليك غير النظر إلى الفازات التي صنعتها فنانة في ورشتها العام الماضي، فمن الاناقة يثبت ان الصناعات اليدوية في هذا المجال لا تزال مطلوبة. من أعمال الفضة نجد شمعداناً مصمماً في شكل اغصان يعود إلى 1833 حين كان الصنّاع يهتمون بتقليد الطبيعة. هناك أيضاً آثار وتماثيل اغريقية تعود إلى 2800 قبل الميلاد. يهتم المعرض أيضاً بالفن التشكيلي، لكن أغلبيته للتزيين... خصوصاً مناظر من الشرق.