اثارت محاولة قام بها زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان للانتقال الى هولندا امس، لغطاً حول "مساعيه للحصول على ملاذ رسمي في اوروبا بأي ثمن" حسبما قال لپ"الحياة" مصدر كردي وثيق الصلة به امس. كما ادت المغامرة الى تأكيد الاشاعات عن وجوده سراً في ايطاليا، بعدما اعلنت مصادر المعارضة الايطالية انها ستطالب حكومة رئيس الوزراء ماسيمو داليما بپ"وقف مناوراتها" في هذا الشأن و"الافصاح صراحة" عن مكان وجود الزعيم الكردي. وكان اوجلان قام بما اعتبرته مصادر سياسية هولندية "مناورة لجس نبض" لاهاي عندما حلقت طائرة صغيرة تقله في اجواء هولندا طالبة الهبوط في مطار روتردام صباحاً. وترافق ذلك مع اتصال محاميته بريتا بولر بوزارة العدل الهولندية طالبة السماح للطائرة بالهبوط على اساس ان اوجلان ينوي تقديم وثائق دعوى امام محكمة الاستئناف الدولية في لاهاي، لتنفذ قراراً يجبر تركيا على الدخول في حوار مع الاكراد. واعتذرت السلطات الهولندية عن عدم السماح للطائرة بالهبوط لأن قائدها "لم يقدم معلومات عن سبب تحويل خط سيرها المقرر من اثينا الى روتردام" حسبما ابلغت "الحياة" مصادر مطلعة هناك. وجاء ذلك بعد مداولات انتهت برفض اوجلان تقديم تعهد بأنه سيغادر الاراضي الهولندية اذا رفضت وزارة العدل في لاهاي طلبه الخاص بإقامة الدعوى. واعلنت الوزارة على الأثر ان اوجلان "شخص غير مرغوب به" في هولندا، كما ان محكمة الاستئناف في لاهاي "غير مخولة النظر في قضايا بين دول وافراد" حسبما ابلغت "الحياة" مصادر قانونية هولندية. وعلى الاثر، افادت تقارير صحافية ان طائرة اوجلان هبطت في مطار اثينا حيث اكد الناطق باسم الخارجية ثيودورس تيودورو لپ"الحياة" ان الزعيم الكردي لم يقدم طلباً للدخول الى البلاد. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن بانوس كامينوس النائب المحافظ المعروف بعلاقاته الوثيقة مع الاكراد، ان نائبين مؤيدين للقضية الكردية من الحزب الاشتراكي الحاكم "باسوك"، أكدا له ان "اوجلان موجود في المطار ولن يغادره وان السلطات اليونانية تبحث عن بلد يستضيفه". وفي وقت كانت الانظار مشدودة الى مطار اثينا، ابلغت مصادر كردية مطلعة "الحياة" ان اوجلان "غادر عائداً الى ايطاليا التي انطلق منها". وعززت هذا الكلام تصريحات ادلى بها لپ"الحياة" نائبان ايطاليان عضوان في الكتلة اليمينية المعارضة بزعامة سيلفيو بيرلوسكوني، اللذان أكدا ان اوجلان "لم يغادر الاراضي الايطالية" اساساً، كما اعلن الشهر الماضي، واتهما الحكومة بپ"المناورة" في هذا الشأن. وأكد احد النائبين لپ"الحياة" ان "قطب الحرية" المعارض سيسعى الى فتح مناقشات في البرلمان "لسؤال الحكومة عن الاسباب التي تدفعها الى هذا القدر من الاهتمام بأوجلان".