بعد 65 يوماً انهى زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان ما وصفته الصحف في روما بپ"عطلته الايطالية"، وغادر ايطاليا تاركاً وراءه حلماً لم يتحقق في الحصول على دعم اوروبي لحل عادل لقضية شعبه، بعدما انتظر عبثاً قراراً من الحكومة الايطالية لمنحه اللجوء السياسي. وتكتمت مصادر حزب العمال على وجهة سفر اوجلان الذي غادر مقر اقامته في روما مساء السبت الى مطار تشامبينو وسط حراسة مشددة واستقل طائرة خاصة تابعة لأجهزة الأمن الايطالية، يرجح ان تكون نقلته الى موسكو ومنها انتقل الى العاصمة الارمينية يريفان، كما توقعت لپ"الحياة" مصادر ديبلوماسية اوروبية مطلعة. ونفت الاوساط الروسية ان يكون اوجلان مرّ في اراضيها قادماً من روما مثلما فعلت عندما توجه الى العاصمة الايطالية عبر الاراضي الروسية. وعلى رغم حرصها على التكتم على مكان وجوده، لم تخف القيادات القريبة من اوجلان ان قراره مغادرة ايطاليا جاء في ضوء الضغوط التي تعرض لها اخيراً لحمله على مغادرة الاراضي الايطالية "تحت طائلة تقديمه الى محكمة للنظر في التهم الموجهة اليه بارتكاب جرائم بحق الانسانية". وكان رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما اكد في لقاء مع صحافيين اجانب، حضرته "الحياة" ان زعيم حزب العمال الكردستاني "سيحاكم ويدان في ايطاليا اذا لم يغادر روما الى اي بلد يختاره". واضاف ان "بلاده لم تسلم اوجلان الى تركيا لانها تطبق عقوبة الاعدام، غير ان ذلك لا يمنع محاكمته في ايطاليا في ضوء الاتهامات التركية الموجهة اليه" مشيراً الى ان ايطاليا "تورطت في نزاع ليست مسؤولة عنه". من جهة اخرى، رأى وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني ان اوروبا خرجت من هذه القضية وهي "مجروحة". واضاف انه "مقتنع تماماً بهذا الحل الوحيد للخروج من هذه الازمة وهي صفحة رديئة جداً طويت وبطريقة جيدة. ونحن قمنا بواجبنا لاننا احترمنا دستورنا وقوانيننا واحترمنا العلاقات الدولية وارضينا ضمائرنا"… واضاف ديني: "ربما لا ينظر الآخرون الى هذا الامر على هذا النحو، الا اني اؤكد ان اوروبا تخرج مجروحة من قضية حساسة تخص محاربة الارهاب، الا اننا لا نتحمل أي ذنب". ويذكر ان الزعيم الكردي كان يرغب في المثول امام محكمة دولية لاعتقاده بأنها ستتيح له الفرصة لاثبات براءته والوصول الى قرار هل هناك "حال حرب" في تركيا بين الحكومة والاكراد وهل ان القانون الدولي الخاص بالحرب ينطبق على هذه القضية. وفي غضون الايام الپ65 التي قضاها في روما استجوبه القضاة الايطاليون والفرنسيون في المنزل الذي وضع فيه منذ 20 تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي في ضاحية بعيدة عن العاصمة الايطالية. كما تزايدت الضغوط التركية على روما في محاولة لحملها على تسليمه، فيما تعالت اصوات ايطالية مطالبة بمنحه حق اللجوء السياسي. واتضح اخيراً ان حزب العمال كان اعد بعناية لوصول زعيمه الى ايطاليا بحصوله على دعم من نواب يساريين كانوا وجهوا رسالة الى الزعيم الكردي دعوه فيها الى ايطاليا.