تناقش الحكومة المغربية برئاسة عبدالرحمن اليوسفي مشروعاً للنهوض بالمجال السمعي البصري في البلاد، يركز خصوصاً على الرقي بمستوى التليفزيون المغربي في ضوء تقارير عن تراجع نسبة متابعته، وتوجه نسبة كبيرة من المشاهدين المغاربة الى القنوات الفضائية العربية والاجنبية التي تلتقط بكثرة في البلاد. وتراهن وزارة الاتصال المغربية برئاسة محمد العربي المساري على استقطاب آلاف المغاربة الذين يتابعون القنوات العربية، وترى فيهم هدفاً سهلاً للاستقطاب. واستناداً الى تقارير انجزتها مكاتب دراسات مغربية فان حوالى 65 في المئة من المغاربة يتابعون برامج القناتين المغربيتين الأولى والثانية، في حين تحتل القنوات الفضائية العربية المرتبة الثانية، وتحظى بمتابعة 21 في المئة من المشاهدين، وتأتي القنوات الدولية في المرتبة الاخيرة، ويتابعها حوالى 12 في المئة من المغاربة. ونظراً الى نسبة المتابعة للقنوات الفضائية العربية، فان المشروع الحكومي المغربي يركز على استخدام اللغة العربية في هذا المجال وطبيعة تعامل التليفزيون المغربي مع مسألة تعريب الاعلام. ووفقاً لدراسات سابقة، فان 19 في المئة من المغاربة يتابعون القناة الفضائية المصرية و5 في المئة يتابعون قناة الجزيرة التي تبث من دولة قطر. ويعزز موقف الحكومة في التركيز على مسألة اللغة العربية في استرداد المشاهدين المغاربة، كون سكان المناطق الشمالية حيث تنتشر بقوة اللغة الاسبانية تحولوا بدورهم من متابعة برامج القنوات الاسبانية الى القنوات الفضائية العربية بعد ظهور الاطباق الهوائية في الأسواق. ويحاول المشروع اعادة الاعتبار الى العربية في برامج التليفزيون المغربي بقناتيه، والتقليص من المواد المقدمة باللغة الفرنسية، ويعتمد هذا المشروع على دعم البرامج التنشيطية المباشرة التي تستقطب اعداداً كبيرة من الجمهور من خلال عرض مواضيع مثيرة وساخنة تواكب تطورات الأوضاع على المستوى الداخلي والخارجي. كما سيحاول المشروع اعادة النظر في طريقة اعداد الاخبار وجعلها اكثر قرباً من المشاهدين، عبر افساح المجال امام الصحافيين لمتابعة مختلف النزاعات والمشاكل في البلاد. وتخلو القناة الأولى من البرامج السياسية المباشرة والساخنة، وتركز على اثارة القضايا الثقافية والفكرية والاقتصادية والرياضية. وتشكل مواعيد المقابلات الرياضية في الدوري المغربي او الدولي اكبر تجمع للمغاربة امام القناة الأولى التي تنقل مباشرة غالبية المباريات التي يلعب فيها المنتخب المغربي مع نظرائه من افريقيا وأوروبا. ويغلب الطابع الفرنسي على مواد القناة الثانية، الا انها تظل اكثر التصاقاً بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المغاربة، وتعتمد فيها نشرة الاخبار على القضايا اليومية للمواطنين. وتزامن المشروع الحكومي "للنهوض بالفضاء البصري" مع نقاش ساخن في الموضوع في نهاية الشهر الماضي، شارك فيه عدد من الخبراء والمهتمين في المجال السمعي البصري. وخلص المشاركون في ملتقى "اي تلفزة لأي غد" نظمته "مؤسسة عبدالرحيم بوعبيد للثقافة والعلوم" في مدينة سلا المجاورة للرباط الى ان تطور هذا المجال في المغرب رهين بتجاوز الخلافات واعتماد تعديلات واصلاحات لتحديد اطار مؤسساتي وقانوني لتطوير التليفزيون.