انقرة - رويترز، أ ب - نفى نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز في مؤتمر صحافي عقده امس في انقرة، ان تكون بلاده تُهدد جيرانها بسبب انطلاق طائرات أميركية وبريطانية من قواعدها لقصف أهداف داخل العراق. وقال "ان العراق لا يهدد جيرانه ... انك تهدد بطائرات تدخل مجالك الجوي وتهاجمك. إذا اشتكيت من ذلك، هل يُعد هذا تهديداً؟". وتابع "ان الطائرات الأميركية والبريطانية تقتل العراقيين وتدمر ممتلكات العراق. وهذا بالطبع غير مقبول". وقال: "لسوء الحظ انهم الأميركيين والبريطانيين يستخدمون قاعدة جوية تركية انجيرليك، وهذا لا يخدم قيام علاقة جيدة بين تركياوالعراق ... ونأمل ان تستخلص تركيا على الخلاصات الصحيحة من ذلك". واعتبر ان منطقتي الحظر الجوي في شمال العراقوجنوبه "لا تحميان أحداً، بل تقسمان العراق". وقال ان العراق هو الضحية الأولى للعقوبات الدولية المفروضة عليه، وتركيا الدولة الثانية. وجاء تصحريح عزيز امس بعد تهديد عراقي صدر الاثنين عن نائب الرئيس طه ياسين رمضان بمهاجمة قاعدة انجرليك، جنوبتركيا، في حال استمرت أنقرة بالسماح للطائرات الأميركية والبريطانية بالانطلاق منها لقصف العراق. وتقصف هذه الطائرات في شكل شبه يومي مواقع عراقية رداً على ما تسميه واشنطن ولندن تهديداً من الدفاعات الجوية العراقية للطائرات التي تفرض الحظر الجوي في شمال العراق. وأعلنت بغداد في الأيام الماضية ان عدداً من المدنيين العراقيين قتلوا في هذه الغارات. وتبدو تركيا في موقف حرج بسبب الهجوم العراقي على سياستها. إذ تريد ان تبقى على علاقة جيدة مع جارتها الجنوبية، لكنها في الوقت ذاته ملزمة بأن تبقى حليفة للولايات المتحدة التي تشترك واياها في عضوية حلف الأطلسي. وكان رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد، الذي التقى عزيز الأثنين قبل صدور التهديد العراقي بضرب قاعدة انجرليك، رفض دعوات بغدادلأنقرة بمنع الطائرات الاميركية والبريطانية من استخدام القاعدة الجوية، ودعا السلطات العراقية الى وقف "التصرفات الاستفزازية" في منطقة الحظر الجوي الشمالية. ديميريل وامتنع الرئيس التركي سليمان ديميريل عن استقبال عزيز خلال زيارته، وهو تصرف اغضب المسؤول العراقي في ما يبدو. إذ انه قال في تصريحاته امس: "تقضي القاعدة الذهبية بان يستقبل رئيس الدولة الزائر إذا كان مسؤولاً رفيع المستوى". وتساءل عزيز الذي وصل الى تركيا براً عبر المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، عن شرعية منطقتي الحظر الجوي في شمال العراقوجنوبه. وتفرض الأممالمتحدة الحظر الجوي على المنطقتين منذ العام 1991. وقال عزيز: "إنهم يدّعون انهم يحمون الأكراد من الحكومة العراقية ... إذن، كيف يمكن لنائب رئيس الوزراء العراقي ان يسافر عبر مناطق الأكراد بهذه السهولة؟". ونفى المسؤول العراقي مزاعم بأن بلاده تقدّم معسكرات لمتمردين أكراد من تركيا يقاتلون من أجل الحصول على حكم ذاتي في جنوب شرقي تركيا. وكان أجاويد قدّم لعزيز الأثنين تقارير استخباراتية تؤكد هذه المزاعم. لكن الأخير رد أمس بالقول ان هذه التقارير غير صحيحة وهدفها "تسميم العلاقات بين البلدين. ونحن نعرف مصدرها"، في إشارة واضحة الى الولاياتالمتحدة.