بات توجه رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص للاسراع في انجاز ملف "التغيير في القيادات الادارية"، لتركيز الجهود على الملف الاقتصادي - المالي، يشكل اقتناعاً لدى معظم الوزراء ولدى رئيس الجمهورية إميل لحود الذي اتفق مع كثير من زواره خلال الايام الماضية، على ضرورة الانتهاء من الموضوع الاداري حتى لا يستمر في استنزاف الحكومة والحكم. وقال مصدر وزاري ل"الحياة" ان الحكومة "تنوي ترجمة هذا التوجه بتخصيص جلسة لمجلس الوزراء، لإقفال الملف الاداري قد تكون المقبلة او التي تليها". وأكد ان ما تبقى من تعيينات سيصدر بالتلازم، مع انتهاء التغييرات في مجالس ادارة المؤسسات العامة والمستقلة شركتا طيران الشرق الأوسط "ميدل إيست" و"أنترا للاستثمار" و"كازينو لبنان" عبر الانتخاب، مشيراً الى ان "هناك صعوبة في انجاز المداورة بين موظفي الفئة الاولى التي يمكن ان تتم في مرحلة لاحقة، على ان يترك للمؤسسات الرقابية اتمام التعيينات الخاصة بموظفي الفئتين الثانية والثالثة". ورأى المصدر ان الخطوة المذكورة "ستؤدي حتماً الى الخروج من حال الارباك التي تعيشها ادارات الدولة، اضافة الى انهاء الاستنفار في الوضع السياسي الذي يترتب عليه الاستمرار في السجال السياسي والاعلامي". موفد بابوي وكان لحود التقى الموفد البابوي الكاردينال فيورونزو أنجليني في حضور السفير البابوي في لبنان أنطونيو ماريا فاليو، وثمن امامه مواقف البابا يوحنا بولس الثاني وما قام به من اجل لبنان خصوصاً سنوات الحرب، وزيارته له عام 1997. وأضاف "انني متأكد ان الحرب اصبحت خلفنا، ونتطلع الى مستقبل فيه كل الخير لجميع اللبنانيين وايلاء الاهتمام بمجالات التعليم والطبابة والاسكان وضمان الشيخوخة". ونقل نواب زاروا لحود امس عنه "وعده بتنفيذ خطاب القسم بحذافيره" و"ترحيبه بالاجواء الديموقراطية التي سادت اجواء الجلسة النيابية العامة والتي تؤكد صون النظام الديموقراطي البرلماني ودور المؤسسات". ولمسوا منه "تشديده على التدقيق في ارقام الموازنة التي تدرس بكل دقة وبتقنية عالية"، واعتباره ان "كل الامور تسير في الطريق الصحيحة التي يتطلع اليها المواطن". وأثار معه النائب مصباح الاحدب تلوث المياه في طرابلس، مبدياً ملاحظات على الاداء الحكومي خصوصاً في ما يتعلق بالاصلاح الاداري. ونقل النائب فيصل الداود عن لحود تفهمه مطالب البقاع الانمائية، في حين اعلن النائب محمود عواد انه اودعه معطيات ومعلومات في شأن فضيحة التخابر الدولي التي سبق له ان اثارها مع رئيس الحكومة السابق النائب رفيق الحريري بصفته وزيراً للاتصالات "ولم تتواصل التحقيقات في شأنها". وأضاف عواد انه لمس من رئيس الجمهورية "تأكيداً بالتدقيق في الموضوع والتشديد على ملاحقة كل متلاعب بالاموال او المصلحة العامة ومحاسبته". ومن زوار لحود مدير المخابرات في الجيش العميد ريمون عازار. الى ذلك، وجه رئيس المجلس النيابي نبيه بري برقية تهنئة باسم المجلس الى الرئيس الاسد لمناسبة تجديد البيعة له. وأكد انه "هو الذي بقي من حلم عربي نزح عنا ولم ننزح عنه"، مشدداً على ان "من يقترع لحافظ الاسد في هذه الامة انما يقترع لذاته ومن دون انانية". ونوّه الرئيس الحص بموقف الرئيس المصري حسني مبارك من قضية السلام السوري - اللبناني مع اسرائيل وقوله انها لا تحتاج الى وساطة. وقال، في تصريح امس ان "هذا الموقف يعبّر عن التلاحم مع الموقفين اللبناني والسوري من عملية التسوية وعن الفهم العميق لما تحيكه اسرائيل وتسعى الى تسويقه في المنطقة وعلى الصعيد العالمي". ورداً على توقعات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو حصول سلام بين لبنان واسرائيل وسورية واسرائيل قبل العام الألفين، قال ان "لا احد يمكنه تصديق ما يقوله نتانياهو في ضوء ممارساته وأعماله التي تقوض عملية السلام وتنسف مبادئ مؤتمر مدريد". وأوضح ان "ليس المقصود بهذا الكلام تحقيق التسوية الشاملة والعادلة بل الحصول على اصوات الناخبين". وأضاف ان "الطريق الى السلام هي الانسحاب غير المشروط من لبنان ومن الجولان الى الحدود المعترف بها دولياً، وما دام ذلك ليس حاصلاً فكل كلام على السلام ذر للرماد في العيون". وهنأ الحص الشعب السوري بتجديد البيعة للاسد. وهنأه متمنياً له "العمر الطويل ليتابع عمله من اجل عزة سورية ومواصلة نضاله لتحرير الارض المحتلة وصيانة حقوق الامة العربية". وقال ان "لبنان يحفظ للرئيس الاسد جميل كل ما قدمته سورية ولا تزال لتثبيت سلمه الاهلي والتصدي للاحتلال واحباط كل مشاريعه المشبوهة للتشويش على وحدة المسارين في عملية التسوية". وأعلن سفير مصر عادل الخضري ان زيارة الحص للقاهرة حددت في 20 شباط فبراير الجاري.