طهران - رويترز - تحتفل ايران بالذكرى العشرين لثورتها الاسلامية، وهي تعاني مشاكل اقتصادية وخلافات مريرة داخلية. لكن يحدوها في الوقت نفسه أمل التغيير نحو مجتمع اكثر انفتاحا. وتبدأ الاحتفالات التي تستمر عشرة ايام بتجمع حاشد عند ضريح آية الله الخميني الزعيم الراحل للثورة الاسلامية الذي عاد الى ايران في اول شباط فبراير 1979 بعدما أمضى 15 عاما في المنفى ليقود الهجوم الاخير على حكم الشاه. وحث المسؤولون الايرانيون الناس على المشاركة في الاحتفالات وتعهدوا بالعمل على معالجة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن هبوط اسعار النفط، بعدما تجاوزت ثمانية اعوام من الحرب مع العراق وعقوبات اقتصادية اميركية معوقة. ودعا خليفة الخميني مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي التيار المعتدل الذي يساند الرئيس سيد محمد خاتمي والتيار المحافظ المتشدد الى وقف الصراع بينهما، والذي تمحور أخيراً حول اغتيال المعارضين والانتخابات المحلية والبلدية المقبلة. وأتت دعوة خامنئي بينما بدا واضحا ان الخلاف بين الجماعات المتناحرة والذي صاحبته حملة منظمة في وسائل الاعلام سيلقي بظلاله على الاحتفالات. وشارك آلاف من العمال في مجلس بلدية طهران في تجميل الشوارع. وعلقت الانوار والاعلام وصور الخميني وخامنئي على المنشآت العامة والمساجد. ويقدم كل ليلة من ليالي الاحتفال العشر عرض بالليزر يتناول احد موضوعات الثورة كما تشمل الاحتفالات مسابقات رياضية ومهرجانات للسينما والموسيقى والمسرح ومعارض عن انجازات ايران منذ 1979. وتصل الاحتفالات الى ذروتها بإقامة عرض عسكري في 11 شباط، وهو اليوم الذي انهار فيه نظام الشاه محمد رضا بهلوي في 1979 بعد معارك في الشوارع استمرت ثلاثة ايام وضعت نهاية لنظام ملكي استمر في ايران 2500 عام. وتأتي الاحتفالات بعد اقل من عامين من فوز الاصلاحي خاتمي، في انتخابات الرئاسة على مرشحي المؤسسة الحاكمة، بفضل شعبيته الكبيرة بين الشبان والنساء. ودعا الرئيس الجديد الى قيام مجتمع مدني يتمتع بحريات سياسية واجتماعية بموجب الدستور الايراني. وتسببت هذه الدعوة في احتدام الصراع بين المعتدلين والمحافظين الذين خشوا ان تقضي تلك الاصلاحات على المثل العليا للثورة. كما ينظر المحافظون بريبة الى دعوة خاتمي الى تخفيف حدة التوتر مع الولاياتالمتحدة التي وصفها الخميني ب "الشيطان الاكبر" لمساندتها شاه ايران الراحل. ورغم تنامي الاستياء من ارتفاع الاسعار والبطالة، نجح خاتمي في الحفاظ على شعبيته العريضة، مما ساعد على تحقيق توازن مع القوة الهائلة لمعارضيه الذين يسيطرون على مؤسسات رئيسية مثل البرلمان والمحاكم والقوات المسلحة. ويقول عدد كبير من المحللين الايرانيين ان الموقف المتأني لخاتمي عزز الفرص امام الثورة الايرانية لتدخل عقدها الثالث. وهي في وضع يؤهلها لتحقيق التطلعات الى مجتمع يمنح مزيدا من الحقوق للمرأة ويفرض قيوداً اجتماعية اقل صرامة. غير ان بعض المحللين لم يستبعدوا توجيه المتشددين المصرين على الحفاظ على ما يتمتعون به من مزايا والتزام ايران أسالبيها الثورية ضربة لاصلاحات خاتمي المتحررة.