تمكن اعضاء مجلس النواب الاردني من تهريب النصاب القانوني لجلسة مقررة امس احتجاجا على الحكومة، فيما وجه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، الذي يقوم بزيارة رسمية لكوريا، انتقادات ضمنية لرئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة على خلفية استقباله وفوداً عشائرية اعلنت الولاء له في مواجهته مع الحركة الاسلامية، معلناً انه سيقوم باجراء تغييرات واسعة عقب عودته الى عمان من جولته الآسيوية، من دون أن يحدد طبيعة هذه الاجراءات. وكان من المفترض ان تناقش جلسة مجلس النواب امس تعديلات مشروع تعديل قانون جوازات السفر ومشاريع قوانين ملحقة بالموازنة. وشملت اسباب مقاطعة الجلسة الاحتجاج على قرار الحكومة وقف مناقشة ازمة شحنة القمح الملوث التي كانت الحكومة استوردتها من الولاياتالمتحدة، ودعوة الحكومة زعامات عشائرية الى زيارة مبنى رئاسة الوزراء لتقديم الولاء لرئيس الحكومة. وتمكنت مجموعة من 29 نائبا من تهريب النصاب القانوني للجلسة الذي يحتاج الى حضور ثلثي اعضاء المجلس المؤلف من 80 نائبا. وذكرت مصادر رسمية ل"الحياة" ان الروابدة اعلن توقفه عن استقبال الوفود العشائرية إثر توجيهات من العاهل الاردني للحكومة بصرف الجهد للاهتمام بالقضايا الموكلة اليها. ووجه عدد من النواب انتقادات لاذعة الى رئيس الحكومة بسبب قيام بعض وجهاء العشائر بزيارته واعلان الولاء له في سابقة هي الاولى من نوعها، بعد ابعاد الحكومة اربعة قياديين في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الى قطر الشهر الماضي. ووصف النائب الاسلامي المستقل عبدالله العكايلة ما قام به رئيس الحكومة بأنه "امر معيب وخطير". وتساءل: "لماذا يصفقون له للروابدة؟ هل لأنه ابعد مواطنين اردنيين عن وطنهم؟" وشدد النائب سلامة الحياري انه لا يجوز تقديم الولاء لرئيس الوزراء، مشيراً الى ان "الولاء لا يكون إلا للاردن وللملك". وعلمت "الحياة" ان غالبية وجهاء العشائر رفضوا زيارة رئيس الوزراء او اعلان التضامن معه. وكان الحزب الوطني الدستوري الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب عبدالهادي المجالي اصدر بيانا شديد اللهجة طالب فيه الحكومة بوقف زيارات وجهاء العشائر التي اعتبرها مسيئة للعشائر وللمؤسسات السياسية في المملكة.