ينشط الرئيس الفلسطيني محمود عباس لطمأنة الأردنيين على سير المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، من خلال إيفاد شخصيات سياسية لبعض مفاصل الدولة الأردنية. رسالة التطمين الأولى من عباس كانت للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأسبوع الماضي بعد لقائه الملك وتأكيده أن المفاوض الفلسطيني يضع كل ما لديه وما سمعه وما سيقدمه أمام الملك والدبلوماسية الأردنية منعاً للتشكيك والتخوين. الإعلام الأردني من جانبه شنَّ هجوماً لاذعاً على مواقف الرئيس الفلسطيني عباس وأبدى خشيته من انفراد فلسطيني بمواقف أحادية لإتمام المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي على حساب الخيار الأردني، حيث يوجد حوالي 2 مليون لاجيء فلسطيني في الأردن إضافة إلى الولاية الدينية للأردن على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وقضايا الحدود والمياه. آخر التصريحات التي نالت من شخص عباس ووفده المفاوض صدرت عن نائب رئيس مجلس الأعيان معروف البخيت الذي يعتبر من أبرز الشخصيات المؤثرة في المشهد الوطني الأردني. البخيت حذّر من ظهور قنوات سرية بين المفاوضين الفلسطيني والإسرائيلي على حساب الخيار الأردني، في إطار ما بات يُعرَف ب «الوطن البديل». الرئيس الفلسطيني أرسل مبعوثاً للبخيت وهو مسؤول الملف العربي في منظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي، لتوضيح موقف المفاوض الفلسطيني مما يجري في اتفاقية الإطار التي يرعاها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ونقلت مصادر فلسطينية ل «الشرق» تحسس الرئيس الفلسطيني من المواقف التي أطلقها البخيت، حيث وصف الأخير في محاضرة له في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، موقف المفاوض الفلسطيني في المفاوضات الجارية مع الجانب الإسرائيلي منذ يوليو الماضي بأنه «الأسوأ»، مشيراً إلى غياب الظهير العربي القوي وانشغال المراكز العربية الرئيسة بأزماتها الداخلية. البخيت لم يخف في محاضرته تشكيكه في القيادة الفلسطينية ولم يستبعد إمكانية مفاجأة الأردنيين باتفاقات من خلف ظهرهم تنهي أمل اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض وأمل الدولة الأردنية في تعويضها عن استضافة اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1946 وحتى الآن. الرئيس الفلسطيني يتلمس حساسية الموقف الأردني لذا أرسل مبعوثاً لرئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت ورئيس مجلس الأعيان عبدالرؤوف الروابدة الأسبوع الماضي بهدف توضيح موقف المفاوض الفلسطيني من اتفاقية الإطار مع الإسرائيليين وطمأنة الأردنيين على أنه لن يكون هناك أي اتفاق وحل على حساب الخيار الأردني. عباس زكي التقى البخيت كما التقى الروابدة الأسبوع الماضي بحضور الكاتب والسياسي حمادة فراعنة، حيث تم توضيح موقف القيادة الفلسطينية من اتفاق الإطار مع الإسرائيليين. الرسالة الفلسطينية لأبرز شخصيتين أردنيتين محسوبتين على البيروقراط الأردني معروف البخيت وعبدالرؤوف الروابدة كان مفادها تقديم طمأنة لهما على موقف المفاوض الفلسطيني من المفاوضات التي يرعاها جون كيري. عباس زكي الذي نقل رسالة شفهية للروابدة والبخيت أكد أنه لا يوجد أي قنوات سرية للمفاوضات.