لم تسلم انتخابات ملكة جمال العالم التي جرت في أضخم قاعات مبنى "اولومبيا" في لندن، من حال الهياج والتظاهر التي شهدتها سياتل ولندن بسبب الاعتراض على "مؤتمر تنظيم التجارة الدولية". ذلك أن المحتجين على استعراضات الجمال لأن "أجساد للنساء ليست للبيع"، نثروا على ثياب المتفرجين الصباغ الملون، وقذفوهم بالبيض النيء وعصير البندورة على المدخل الرئيسي. أما في القاعة الضخمة حيث جلس أفراد اللجنة التحكيمية والجمهور، فإن الأمور سارت حسب البرنامج المرسوم. استمرت الحفلة أكثر من ساعتين، وقدر عدد الذين شاهدوها في مختلف دول العالم - على شاشات التلفزيون - بأكثر من بليوني نسمة. وبخلاف السنوات الماضية، فإن عدد المتباريات لم يزد على 94 صبية، أكثرهن من دول العالم الثالث، باستثناء عشر متباريات من دول العالم الصناعي، بينهن الولاياتالمتحدة وبريطانيا. منذ اللحظة الأولى كانت مقدمة البرنامج وأعضاء اللجنة التحكيمية ينحازون الى جانب ممثلة اسرائيل. ولولا الحياء لكانت فازت بلقب الملكة، ولكنها فازت بلقب صاحبة أجمل فستان، كتعويض عن استبعادها في التصفية النهائية، لأن الملكة السابقة كانت اسرائيلية، وهي التي خلعت التاج عن رأسها لتثبته فوق رأس الملكة الجديدة الهندية يوكنا موخي 20 عاماً التي فازت بالاستحقاق. وكان تأثير الجمهور واضحاً بمعنى ان اليهود من الحضور وحدهم كانوا يلوحون بعلم اسرائيل ويصفقون للمتبارية كلما تفوهت بالتفاهات. سألتها المذيعة عن تمنياتها، فقالت انها مجندة في الجيش وأنها ترغب في السفر الى كندا. والسبب هو شوقها الى الثلج المحرومة منه في اسرائيل. وقالت انها ولدت وعاشت طفولتها في روسيا حيث يكثر الثلج. اختارت لجنة التحكيم ملكة جمال الهند ملكة جمال العالم، كما اختارت اللجنة وصيفة أولى، سونيا راسيتي 21 عاماً من جنوب افريقيا - وهي معجبة بمانديلا - ووصيفة ثانية الفنزويلية مارتينا توروغود 24 عاماً. أي ان التمثيل الرمزي كان موزعاً بين افريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. من الدول العربية لم يكن هناك من مشاركات سوى ملكة جمال لبنان طالبة الحقوق، نورما نعّوم. ولقد استقبلها الجمهور بالتصفيق لأنها فرضت عليه بجمالها هذا التجاوب العفوي. ولكن اللجنة استبعدتها منذ الجولة الأولى وصنفتها بين ال84 اللواتي خرجن من الحلبة. ويبدو أن هذا القرار كان متعمداً بدليل أن الصور التي عرضت على الشاشة لاظهار الجميلات "بالمايوهات"، لم تشمل ملكة جمال لبنان، علماً بأنها كانت أوفر حظاً. فازت ملكة جمال العالم باللقب وبالتاج ومئة ألف دولار مع رحلات حول العالم، قررت ان تبدأها في باريس، المدينة التي تجهلها.