أعلن رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي جاسم الخرافي أمس خلو المقعد النيابي الذي كان يشغله سعدون حماد العتيبي، بعد الحكم الذي أصدرته المحكمة الدستورية الأسبوع الماضي بقبول طعن النائب السابق خالد العدوة في نتائج انتخابات الدائرة ال 21 الأحمدي التي أجريت في 3 تموز يوليو الماضي. ويفتح هذا الاعلان المجال لانتخابات تكميلية تجرى في موعد تحدده وزارة الداخلية، وربما يلي شهر رمضان، على أن تقتصر المواجهة فيها على العضوين المتنافسين. كما ستؤجج هذه الانتخابات الحساسيات التي باتت مترسخة في دائرة الأحمدي، بين قبيلة العجمان التي يمثلها العدوة وقبيلة عتيبة التي يمثلها سعدون حماد. وكان "العجمان" الذين يمثلون أكبر كتلة من الناخبين في هذه الدائرة 30 كيلومتراً جنوب العاصمة احتكروا مقعدي التمثيل البرلماني فيها منذ 1981، وفي انتخابات 1996 تحالف "العتبان" مع قبيلة "العوازم" ضد "العجمان" وحقق سعدون حماد رقماً مقارباً لخالد العدوة مع فوز الأخير بالمقعد الثاني فطعن سعدون بالنتيجة وقبلت المحكمة الطعن، وأجريت انتخابات تكميلية انتهت باستعادة العدوة مقعده. والآن تعيد الأحداث نفسها ولكن على نحو معاكس، ويمكن القول ان خالد العدوة يمتلك مرة أخرى فرصة أفضل للعودة إلى المجلس، بسبب تضعضع تحالف "عتيبة" مع "العوازم" ولأن الانتخابات التكميلية لا تحظى عادة بحماسة الناخبين غير القبليين، لذلك للعجمان 3500 ناخب تفوق عددي على العتبان 1800 ناخب، وقد يستفيد العدوة أيضاً من دعم التيار الإسلامي له في الدائرة. يذكر أن سعدون حماد حرص منذ فوزه في تموز على إبعاد صورة النائب الحكومي عن نفسه، واتخذ مواقف معارضة مهمة في البرلمان، آخرها معارضة قرار إقرار المراسيم الأميرية، وكان صوته مهماً للتكتل البرلماني الذي نجح في إسقاط "مرسوم المرأة".