} لف الغموض الموقف العسكري في العاصمة الشيشانية. وجرى تبادل كثيف لاطلاق النار في محيط بلدتي فيدنيو وخاراتشوي في جنوب الشيشان، فيما أشير الى مخطط روسي لدفع ثلاثة من القادة الشيشانيين الى الخارج وتشجيعهم ضمناً على تشكيل ثلاث حكومات شيشانية متناحرة في المنفى. غاب العنصر الجديد بصورة شبه تامة عن انباء الاشتباكات في غروزني أمس الخميس، عدا موضوع تفجير صهاريج تحوي غاز الكلور السام. وقال المكتب الصحافي لقيادة القوات الروسية في شمال القوقاز ان هذه القوات الروسية "استمرت في تعزيز طوقها المضروب على مواقع الارهابيين"، وواصلت تقدمها الحذر انطلاقاً من بلدة ستارايا سونجا ومنطقة آبار النفط القديمة ومزرعة رودنيا الحكومية السابقة. واتهمت القيادة الروسية المقاتلين الشيشان بتفجير صهريجين يحتويان غاز الكلور لعرقلة تقدم الجيش الروسي. وأفادت وكالة "ايتار تاس" الروسية ان بعض النازحين الذين غادروا غروزني خلال اليومين الماضيين، شلوا من أعراض مرضية ادماع العيون وخدش في الحناجر وشموا رائحة مزعجة. كما تحدثت الوكالة عن اشتباكات وتبادل اطلاق النار في محيط قرى خاراتشوي وفيدنيو وديشنو - فيدنيو مسقط رأس شامل باسايف. وظلت النيران الروسية مركزة على جبل "السلحفاة" الذي تركزت الانظار عليه في اليومين الاخيرين. ويبدو ان القيادة العسكرية الروسية تتمادى في شن معارك ضارية والمخاطرة في الهجوم الواسع غداة أعياد رأس السنة والميلاد حسب التقويم الارثوذكسي الروسية. والى هذا اصرّ الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف في حديث الى وكالة "انترفاكس" الروسية على القول إن "المبادرة العسكرية لا تزال في أيدي الشيشانيين". وقال ان الجيش الروسي "حتى ولو سيطر على غروزني في اخر المطاف فسيدفع ثمناً غالياً"، وأضاف ان القوات الروسية استولت على اجزاء من غروزني تخلت عنها القيادة الشيشانية لأن الدفاع عنها "غير مجد لاعتبارات استراتيجية". وجدد مسخادوف عروضه السابقة بشأن مشروع للتسوية في الشيشان يراعي مصالح الجانبين. وعلى صعيد آخر، تجنب وزير الداخلية الروسي فلاديمير روشايلو التعليق على ما نشرته صحيفة "سيفودنيا" الروسية الواسعة الاطلاع عن خطة أعدتها الأجهزة الأمنية الروسية لاستدراج اصلان مسخادوف ومولدي اودوغوف وسليم خان يندرابييف الرئيس الشيشاني السابق لمغادرة الشيشان عبر ممر خاص يفتح لهم على حدة. وتراهن الأجهزة الروسية على ان الزعماء الشيشانيين الثلاثة الذين كان يعرف عنهم تنافسهم وعلاقاتهم العدائية، سيعمد كل واحد منهم الى تشكيل حكومة شيشانية في المنفى. وتتوقع ان يقيم مسخادوف المعتدل في دولة اوروبية فيما ينتقل اودوغوف المعروف بتشدده وطروحاته السلفية الى افغانستان. اما ينداربييف الوثيق الصلة بالعالم العربي ورجال الاعمال فيه فقد يقيم في الخليج. وحسب الصحيفة، تعتقد موسكو ان المراكز الشيشانية الثلاثة ستدخل في تنافس وتناحر حادين، ما يسيء الى فكرة الاستقلال الشيشاني.