دشن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس السوري بشار الاسد مشروع سد الوحدة على نهر اليرموك وقبالة هضبة الجولان، وهو مشروع حيوي سيساهم في حل مشكلة الشح المائي في المملكة الهاشمية ويؤمن الطاقة الكهربائية للجمهورية السورية، حيث أزاحا الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع في حفل رمزي استغرق نصف الساعة ووصلا اليه على متن طائرتي هليوكبتر.وبعد ان التقى العاهل الاردني ضيفه لبضع دقائق في خيمة اقيمت خصيصا للمناسبة، انتقل الزعيمان الى موقع المشروع في الاسفل، قبالة جبل الجولان المحتل، حيث زينت الطريق الضيقة المؤدية اليه باعلام اردنية وسورية صغيرة ولافتات ضخمة تقول ان سد الوحدة ترجمة للاخوة والتعاون العربي بين الاردن وسوريا.وبعد ان قدم وزير الري والزراعة الاردني حازم الناصر عرضا موجزا عن المشروع، قام العاهل الاردني والرئيس السوري بازاحة الستار عن اللوحة التذكارية الحجرية ثم تصافحا قبل ان يغادرا مباشرة الى دمشق حيث يجريان محادثات حول آخر المستجدات في الشرق الاوسط والعراق. وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الاسد وعبد الله الثاني بحثا في دمشق عملية السلام المتوقفة في المنطقة والوضع في العراق وأكدا على ضرورة وحدته وتقرير مصيره بقرار شعبه، كما أشارا الى خطورة اقامة جدار الفصل العنصري في الضفة الغربيةالمحتلة ونوايا اسرائيل اللاسلمية وتجاهلها لقرارات الشرعية الدولية، وضرورة بذل الجهود لوقف العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، اضافة الى بحث المستجدات الدولية ودعم العلاقات الثنائية وان الجانبين اتفقا على مواصلة التشاور بشأن القمة العربية القادمة في تونس مارس المقبل. ويقع سد الوحدة على نهر اليرموك الذي يشكل الحدود الشمالية بين الاردن وسوريا، على بعد حوالى 120 كيلومترا من العاصمة الاردنية، ويتمتع بسعة 110 ملايين متر مكعب من المياه يستفيد الاردن من 81 مليون متر مكعب منها، تتوزع بين 50 مليون متر مكعب للشرب والبقية لاغراض الزراعة. وتتمثل المرحلة الاولى من تنفيذ المشروع الذي تبلغ كلفته الاجمالية 66 مليون دينار اردني (حوالى93 مليون دولار) يتحملها الاردن بالكامل، بتأمين مياه الشفة والري للمملكة الهاشمية في حين تؤمن المرحلة الثانية منه توليد الطاقة الكهربائية لسوريا بمعدل 18800 ميغاوات. ويؤمن المشروع، بحسب لوحة معلوماتية نصبت فوق الحجر التذكاري، 30 مليون متر مكعب من المياه سنويا لري 31 الف دونم من الاراضي الزراعية في وادي الاردن. كما يزود منطقة عمان وضواحيها بحوالى 50 مليون متر مكعب سنويا من مياه الشرب. ويبلغ طول السد عند القمة 485 مترا وارتفاعه 96 مترا من مستوى التأسيس وعرضه عند القاعدة 110 امتار. وشدد زير المياه والري والزراعة الاردني في تصريحات للصحافيين على الاهمية الاقتصادية لمشروع سد الوحدة وأشار الى أن الجانب التمويلي للمشروع لم يتوفر إلا في السنتين الماضيتين، وهو ما يبرر تأخر تدشينه، ومن المقرر أن تنتهي أعمال بنائه في ديسمبر 2005، ويعتمد في تمويله على قرض من الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمعدل 80 بالمئة وصندوق ابو ظبي للتنمية بنسبة عشرة في المئة والبقية من الحكومة الاردنية. واضاف: ان السد منشأة مائية جديدة الهدف منها بالدرجة الاولى هو الحد من فيضانات نهر اليرموك وتخزين كميات من المياه للاستفادة منها. واضاف ان السد لن يحل مشكلة الاردن المائية لكنه سيعزز التزويد المائي خاصة بالنسبة للزراعة في غور الاردن ولاغراض الشرب في محافظتي العاصمة واربد كما سيساهم في خفض العجز المائي في المملكة الأردنية بحدود 10 في المئة، علما بان معدل العجز المائي في الاردن هو في حدود 250 مليون متر مكعب. وردا على سؤال، اكد الوزير الاردني ان اسرائيل لن تستفيد من هذا المشروع ولم تعارض انشاءه بعد توقيع اتفاقية السلام (عام 1994) وهو قيد التنفيذ وبالتالي لا معارضة عليه. وأوضح وزير الري الأردني أن 40 مترا مكعبا من المياه تتدفق في الثانية من اسفل اليرموك وترتفع مع هطول الامطار الى حوالى 250 مترا مكعبا في الثانية، وفي بعض السنوات الماطرة جدا كما العام الماضي، ارتفع تصريف النهر الى حوالى 750 مترا مكعبا في الثانية في اعلى مستوى له منذ حوالى خمسين سنة. وتمت الموافقة على خطط بناء السد في 1986 لكن المشروع ارجىء مرارا لعدم توفر الاموال. وفي ابريل 2003 وقع الاردن وسوريا في عمان اتفاقا لبنائه. ويعتبر الاردن، الذي تغطي المناطق الصحراوية 92% من اراضيه، من افقر 10 دول في العالم من حيث الموارد المائية. الملك عبدالله الثاني والرئيس بشار الاسد خلال لقائهما أمس في دمشق