يستمر العد التنازلي لاستحقاق الانتخابات البرلمانية فيما ارتفعت وتيرة التحضير لدى الأطراف السياسية كافة لخوض معركة الانتخابات خصوصاً عبر حلقات الحوار العلني مع الرأي العام والشارع الطلابي لإقناعه بالبرامج الانتخابية للقوى والأحزاب السياسية، وتوازيه سلسلة من اللقاءات والمداولات البعيدة عن الأضواء حول تركيبة القوائم الانتخابية. ويبدو ان حزب "كوادر البناء" القريب من الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني يترقب الإفراج عن أمينه العام غلام حسين كرباستشي الرئيس السابق لبلدية العاصمة طهران. وكان الرئيس الحالي للبلدية مرتضى الويري أكد حتمية هذا الإفراج وقال انه سيتم بمناسبة عيد الفطر. وكان رفسنجاني أكد دعمه للمساعي المبذولة لإطلاق كرباستشي بموجب عفو. وما يعزز ذلك ان كرباستشي المسجون بتهم الفساد المالي أمضى ثلث المدة التي حكم بها. وقد لعب كرباستشي وحزبه دوراً مهماً في دعم الحملة الانتخابية للرئيس محمد خاتمي عام 1997، وستكون لإطلاقه نتائج مباشرة على الانتخابات البرلمانية. رافق ذلك موقف ملفت لمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي من ملف شهد سجالات حادة بين المحافظين والاصلاحيين، اذ أعلن دعمه الكامل لوزارة الاستخبارات التي اعتبر ان من "مفاخرها" انها تولت بنفسها اكتشاف ما وصفه ب"الميكروبات الداخلية" وقامت باقتلاعها "كالأسنان الفاسدة". وذلك في اشارة الى اعلان الوزارة عن تورط عدد من عناصرها ومسؤوليها في عمليات الاغتيال التي طالت كتاباً ومفكرين وسياسيين العام الماضي. وكان من ابرز المتورطين فيها سعيد إمامي أحد كبار مسؤولي الوزارة. ويعتبر موقف خامنئي أبرز رد له على السجالات التي شهدتها الساحة الداخلية في شأن عمليات الاغتيال، وقد جاء اثناء تفقده معرضاً لوزارة الاستخبارات احتوى على "نشاطاتها وأبرز ما انجزته". وقال خامنئي لوزير الاستخبارات واعضاء الوزارة: "لقد أنجزتم أعمالاً قيّمة وهي ثمرة سنوات طويلة من النشاطات العلمية والبحثية، ولا بد من استمرار هذه الجهود". وتحدث عن "آلاف الخدمات التي قدمتها الوزارة ولولاها لواجه النظام مشاكل جادة". وفيما شدد خامنئي على توفير الغطاء الأمني في الدولة بدا حريصاً على دعوة الاستخبارات لاستعادة "قواها وتعزيز قبضتها" في الجبهة المضادة لمصالح الاستكبار وأعداء الاسلام وهو ما يُقصد به بشكل أساسي الإدارة الاميركية واسرائيل. واشار المرشد الأعلى الى الحملات التي تعرضت لها الاستخبارات الايرانية، فدعاها الى مضاعفة جهودها وعدم ترك المظلة الأمنية ولو للحظة واحدة، وقال: "ان العدو من دون تسميته يتأهب لإثارة العواصف كي تتخلى الوزارة عن حصانتها الأمنية".