بدأت تظهر الى العلن بوادر "سحابة صيف" في العلاقات بين طهرانودمشق "الحليفتين" استراتيجياً، وذلك على خلفية المفاوضات السورية - الاسرائيلية. وعلمت "الحياة" من مصادر ايرانية ان تصريحات نائب وزير الخارجية محمد صدر عن عدم اطلاع طهران حتى الآن عما جرى في مفاوضات واشنطن بين دمشق وتل ابيب، حملت ما يمكن وصفه بأنه "عتب ايراني" على "الحليف الاستراتيجي"، وتقصد سورية. وركز صدر أكثر من مرة على عدم معرفة طهران بما جرى في واشنطن، وأتبع ذلك بالحديث عن زيارة مرتقبة لوفد سوري لم يُحدد موعدها، بموجب اقتراح تقدم به سفير سورية لدى طهران أحمد الحسن، كما تحدث صدر عن زيارة لنجل الرئيس السوري حافظ الأسد الدكتور بشار بعد شهر رمضان وقد تتم قبل ذلك. وقالت مصادر الخارجية الايرانية ل"الحياة" ان المواعيد لم تحدد بعد، وامتنعت عن الحديث عن عتب ايراني على دمشق، لكنها قالت ان المواقف التي عبر عنها صدر كانت واضحة. وهذه المواقف التي قصدتها مصادر الخارجية قال فيها نائب وزير الخارجية الايراني ان طهران ليست على اطلاع بمجريات المفاوضات السورية - الاسرائيلية التي استؤنفت في واشنطن أخيراً، موضحاً ان ايران لا علم لها ايضاً بالمواضيع التي طرحت فيها، وأشار الى "إصرار سورية على استعادة كامل الجولان". وأضاف ان اسرائيل في عجلة لإقرار سلام مع سورية في عهد الرئيس حافظ الأسد، لأنها تدرك ان ذلك "سيقلل من المشاكل مع خلفائه". ورأى ان واشنطن ايضاً مستعجلة لاقرار سلام بين اسرائيل وسورية "لأسباب انتخابية داخلية" تتعلق بالانتخابات الرئاسية حيث يريد الديموقراطيون انجاح آل غور نائب الرئيس كلينتون. وبعد اشارته الى المسار الفلسطيني ومجمل تطورات عملية التسوية، قال ان ايران ستكون "البلد الوحيد الذي يدافع عن كامل حقوق الشعب الفلسطيني، ومن الطبيعي ان تواجه ايران مشاكل بسبب ذلك، لكن الظروف لا تؤكد ان الدول العربية راضية عما يجري". في المقابل قال السفير السوري في طهران احمد الحسن ل"الحياة" ان "من الممكن" ان يقوم وفد سوري بزيارة طهران على ضوء نتائج الجولة الثانية من المفاوضات التي تبدأ في الثالث من الشهر المقبل. وأوضح الحسن ان هدف الزيارة "المتوقعة" هو "التشاور المستمر وتبادل الآراء في القضايا ذات الاهتمام المشترك". واضاف ان زيارة الدكتور بشار الأسد الى طهران مقررة منذ مدة بناء على دعوة من الحكومة الايرانية. ولم يعط الحسن موعداً لزيارة الوفد أو مستواه، لكنه رفض بشكل قاطع أي حديث عن فتور في العلاقة بين دمشقوطهران، مذكراً بأن الجولة الأولى من المفاوضات مع اسرائيل كانت "جولة تحضيرية"، وان الجولة الثانية هي التي تعطي الانطباع عن جدية أو عدم جدية الطرف الاسرائيلي. وعلمت "الحياة" ان الخارجية الايرانية على وشك اصدار بيان توضح فيه موقفها من المفاوضات السورية - الاسرائيلية، وذلك عشية احياء يوم القدس العالمي الذي يحتفل به سنوياً في آخر جمعة من شهر رمضان، أي الجمعة المقبل.