سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محاولاتهم مستمرة لاطلاق مسعود أصغر منذ اعتقله الهنود في 1994 . خاطفو الطائرة الهندية ينتمون الى حركة ناشطة كشميرياً قريبة من "طالبان" وابن لادن وتعرضت لضربات اميركية
الأزمة التي تواجهها حركة "طالبان" في حادث خطف الطائرة الهندية الجاثمة في مطار قندهار جنوب غربي أفغانستان، متشعبة. ولعلها أعقد من مسألة أسامة بن لادن الذي لا تزال الحركة تدفع ثمن إيوائها له، من خلال الحصار الاقتصادي الدولي الذي فرض على المناطق التي تسيطر عليها. فالخاطفون الذين أفصحوا عن هوياتهم ينتمون إلى "حركة المجاهدين" الكشميرية بزعامة ملا فضل الرحمن خليل 38 عاماً. وهي حركة مقربة بامتياز من "طالبان" وتحظى بعلاقات مع أسامة بن لادن. والمعتقل الذي يطالب الخاطفون بالإفراج عنه، هو مسعود أصغر الذي سبق وتولى زعامة الحركة المعروفة بامتلاكها قاعدة شعبية وجماهيرية مهمة بالنسبة الى "طالبان". وتستند الى هذه القاعدة الجماعات والمدارس الدينية التي تتحكم بها جمعية علماء الإسلام الباكستانية بزعامة ملا فضل الرحمن عرّاب "طالبان". وتوصف "حركة المجاهدين" بأنها الذراع العسكري لجمعية علماء الإسلام الباكستانية. وكان زعيمها فضل الرحمن أبلغ "الحياة" أن ثمة رابطاً فكرياً بينها وبين جمعية علماء الإسلام، رافضاً الذهاب أبعد من ذلك. وللحركة نشاطات وأدوات مهمة للتعريف بهدفها، بينها "مؤسسة الرشيد الخيرية" التي دعمت حركة "طالبان" طوال فترة قتالها ضد المعارضة الأفغانية وتتخذ من كراتشي منطلقاً لنشاطاتها. كما تصدر صحيفة "ضرب المؤمن" الأسبوعية باللغة الأوردية والتي ساهمت بقوة في تسويق "طالبان" في الشارع الباكستاني. ومعلوم عن الشيخ المعتقل مسعود أصغر أنه من العلماء البارزين في الحركة. ويحظى باحترام شريحة واسعة من العاملين فيها. ودخل كشمير الخاضعة للسيادة الهندية في 1992 للمشاركة في القتال إلى جانب المجموعات الكشميرية الساعية للإستقلال. واعتقل بعد عامين في قرية أتانتاناغ وارسل الى سجن هندي قرب منطقة جامو. وحسب تسريبات فإن القوات الهندية شددت أخيراً من الإجراءات الأمنية حول أصغر الذي اعتاد على تهريب رسائله من داخل السجن لتنشر في "ضرب المؤمن". و يعبر الكثير منها عن الإعجاب ب "طالبان" والتأييد لها. ويوصف مسعود أصغر بأنه أحد الذين يديرون بفاعلية منطقة كورنجي في كراتشي وهي من معاقل طلبة المدارس الدينية التي تعد خزان الوقود البشري للحركة. و برزت الحركة بقوة حين اعتقلت عام 1997 ستة من السياح الأجانب داخل كشمير الخاضعة للسيادة الهندية. وطالبت في مقابل الإفراج عنهم، إطلاق أصغر. غير أن القوات الهندية لم تأبه لهذا الطلب، ما دفع الحركة إلى قتل أحدهم وتمكن واحد من الهرب وفقد الأربعة الباقون ويقال إنهم قتلوا أيضاً. وكانت الحركة تطلق على نفسها "حركة الأنصار" وسبق وأن شاركت بفاعلية في الجهاد الأفغاني أيام الغزو السوفياتي. وادارت معسكرات تدريبية داخل أفغانستان لاعداد عناصرها للقتال في كشمير. ووضعت الإدراة الأميركية الحركة على لائحة المنظمات الإرهابية، الأمر الذي دفعها إلى تغيير الاسم إلى "حركة المجاهدين". و يعتقد العديد من المراقبين أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف أفغانستان في آب اغسطس 1998 رداً على ما قيل عن ابن لادن في نسف السفارتين الأميركيتين في أفريقيا الوسطى، كان رسالة واضحة للحركة التي أصيبت معسكراتها بشكل مباشر وفقدت العشرات من مقاتليها الذين كانوا يتلقون التدريبات في المعسكر. وحين تصدرت أحداث كارغيل الكشميرية التقارير الاعلامية اخيرا كان مقاتلو الحركة في مقدم الذين اشعلوا الجبهة ولعبوا دوراً بارزاً وسط جماعات كشميرية أخرى في القتال الذي استغرق وقتاً ليس قصيراً، كبّد القوات الهندية أكثر من ألفين قتيل وخسارة أكثر من بليون دولار. ورغم عدم تصريح الخاطفين بأنهم ينتمون إلى الحركة فان مطالبهم وجرأتهم، كشفت عن هوياتهم. وبات صعباً على "طالبان" أن تتجاهلهم أو تخذلهم. ولعل الحركة غدت بين مطرقة الجماعات الإسلامية الباكستانية التي تنتظر موقفاً مؤيداً لها في هذه القضية كجزء من الضريبة التي يتعين على "طالبان" دفعها في مقابل الوقوف الطويل معها في محنها، وبين سندان الغضب الدولي الذي سيتهمها بالتستر ومساندة الإرهابيين وهو ما قد يكلفها عقوبات اقتصادية جديدة. ولاحظ المراقبون كيف ان وزير خارجية "طالبان" ملا وكيل أحمد متوكل تحدث عن أصغر باحترام وتبجيل، مدركاً موقع الاخير في ميزان القوى الاسلامية.