أعلن زعيم حركة "طالبان" الأفغانية ملا محمد عمر عن استعداده للتعاون في مكافحة الإرهاب وإنهاء كافة أشكاله في العالم. ونصح الإدارات الساعية إلى إنهاء الإرهاب واجتثاث جذوره، بعدم وصم مئات الآلاف من المجاهدين بالإرهابيين بسبب تصرفات بعضهم. وجاء كلام ملا محمد عمر في بيان رسمي في مقر اقامته في قندهار أمس رداً على المشروع الأميركي لفرض عقوبات اقتصادية على نظام "طالبان" تزامن مع تصريحات لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف عن وجود معسكرات في افغانستان "للإرهابيين" الباكستانيين الذين ينفذون أعمال عنف في بلادهم. وقال زعيم "طالبان" في بيانه إن "المجاهدين من غير الأفغان اختاروا الجهاد مع الافغان ضد السوفيات على المواجهة مع حكوماتهم. ولعبوا دوراً مهماً وكبيراً في إنقاذ أفغانستان وتحريرها". وكانت مصادر في "طالبان" عبرت عن دهشتها في تصريحات ل"الحياة" من حديث رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف عن وجود معسكرات للإرهابيين في أفغانستان ودور هذه المعسكرات في نشر الإرهاب في باكستان. وشددت المصادر على أن أراضي "طالبان" لا تضم أي معسكرات إرهابية ولا نية لها في زعزعة البلاد الإسلامية. وتخوفت المصادر من أن تستغل قوات المعارضة الأفغانية بزعامة أحمد شاه مسعود تصريحات شريف هذه وتنفذ أعمال إرهابية في الأراضي الباكستانية لتلصقها بحركة "طالبان" ومؤيديها من الباكستانيين. ويرى مراقبون أن تصريحات عمر تأتي من أجل تخفيف الضغوط الدولية على الحركة التي باتت محاصرة حتى من حليفتها باكستان التي اعتمدت تحولاً خطيراً في سياستها من أجل إرضاء واشنطن.