اكد عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض رئيس اللجنة العقارية المهندس عبدالمحسن الدريس ان مشروع تأسيس شركة ضخمة للتمويل العقاري في الرياض لا يزال قيد الدرس. وقال الدريس ل "الحياة" ان الدراسات الاولية للشركة انتهت وان اللجنة في طور التشاور مع المسؤولين "واخذ مرئيات جهات حكومية كثيرة من جميع النواحي". وكشف عن ان الشركات العقارية والعقاريين السعوديين ستكون لهم الاولوية في المشاركة في تأسيس هذه الشركة وسيتم توجيه الدعوة لهم اولاً للمساهمة فيها. ومعلوم ان فكرة تأسيس شركة للتقسيط العقاري انبثقت عن اللجنة العقارية في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض منتصف عام 1998. وكلفت اللجنة احد المكاتب المتخصصة لدراستها على ان يكون رأس مالها نحو بليون ريال 266.7 مليون دولار، الا ان المراقبين يتوقعون تأخر المشروع وتأخر الاعلان عنه والبدء في خطواته التنفيذية. ويهدف المشروع الى المشاركة في وضع الحلول المناسبة لمعالجة مشكلة زيادة الطلب على المساكن نتيجة لتطور المدن وزيادة عدد السكان. ومعلوم ان سوق التقسيط في السعودية بدأت في النمو السريع بمعدلات لافتة خلال الاعوام الخمسة الماضية. وبعد ان كانت محصورة في بيع السيارات وبعض السلع الاساسية توجهت السوق نحو العقارات بجميع انواعها خصوصاً المساكن الخاصة. وكانت "الشركة الوطنية للتقسيط" السعودية، احدى اكبر منشآت التقسيط في البلاد، اعلنت هذه السنة انها تخطط لتأسيس شركة للتمويل العقاري بهدف تمويل وتطوير سوق العقار في ظل التطور الكبير الذي شهدته الحركة العمرانية في السعودية. وتأتي خطوة الشركة بعد ان استثمرت ما يزيد على 20 مليون ريال 5.3 مليون دولار في مجال تقسيط الاراضي خلال العامين الماضيين. وتطالب الاوساط العقارية والاقتصادية المصارف السعودية بالمساهمة في تأسيس شركات التمويل العقاري الطويل الاجل خصوصاً ان السوق السعودية تحتاج الى اكثر من شركة في هذا المجال. صندوق التنمية العقاري ويشار الى ان تراجع اداء صندوق التنمية العقاري السعودي لجهة الاقراض او لجهة تحصيل مديونياته السابقة لدى السعوديين ساهم بشكل كبير في بروز سوق موازية للتقسيط العقاري ودخول بعض المستثمرين والشركات في هذا القطاع. وقدم صندوق التنمية العقاري السعودي قروضًا خلال ال22 عاماً الماضية منذ تأسيسه تجاوزت 31 بليون دولار خصصت جميعها لقروض المساكن الخاصة، فيما بلغت القروض الاستثمارية التي قدمها خلال الفترة نفسها نحو 1.5 بليون دولار. ويمنح صندوق التنمية العقاري السعوديين قروضاً طويلة الاجل من دون فوائد مشروطة ببلوغ سن ال21 او الزواج تصل الى 300 الف ريال في المدن الكبيرة ويتم تسديدها خلال 25 سنة. ويمنح الصندوق خصومات تصل الى 20 في المئة من اجمالي القرض عند التسديد في المواعيد المقررة. وكان السعوديون يعتمدون في السابق في شكل شبه كامل على قروض الصندوق لتمويل بناء المساكن والتي كانوا يحصلون عليها خلال بضعة اشهر. ومع تراجع ايرادات الصندوق وضعف عمليات التحصيل للقروض السابقة والتقلبات في الموازنة السعودية بدأت المدة التي يستغرقها الحصول على القرض تتزايد حتى وصلت الى نحو 12 عاماً. ويهدف المشروع الى المشاركة في وضع الحلول المناسبة لمعالجة مشكلة زيادة الطلب على المساكن نتيجة لتطور المدن وزيادة عدد السكان.