باشر الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض في الخرطوم نشاطه السياسي العلني أمس في حشد إعلامي وحزبي. وعقدت الامانة العامة للحزب امس مؤتمرا صحافياً دعا إليه نائب الامين العام للحزب وزير الخارجية السابق سيد احمد الحسين. واعلن الحسين ان "الحزب الاتحادي كجزء من التجمع لن يصالح حكومة البشير خارج اطاره" كما ان الحزب "لا يناصر اياً من طرفي الصراع داخل حكومة الخرطوم". وواصل الحسين انتقاداته الحادة للحكومة وقال: "ان النظام الحاكم ربيب الجبهة الاسلامية لذلك نحن نعتقد انه لايعرف الديموقراطية". وفي شأن الصراع بين الرئيس عمر البشير والأمين العام للحزب الحاكم الدكتور حسن الترابي الذي ادى الى حل البرلمان واعلان الطوارئ، قال الحسين ان "الترابي اراد ان يبيض وجه حزبه بابعاد الفاسدين والمكروهين من قياداته وتقريب غيرهم، وهذا هو السبب الاساسي في الخلاف". واضاف: "نحن كمعارضين لنا مصلحتنا في هذا الخلاف". واعلن الحسين عن عقد الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض مؤتمره العام بعد عيد الفطر المبارك. وقال: "نريد ان نستعيد شرعيتنا الحقيقة في العمل السياسي والتي يعتبر النظام انه حلها. وسيتم ذلك بدعوة المكتب السياسي والهيئة البرلمانية للحزب الاتحادي والاتحادات المهنية والناشطين من الطلاب للمشاركة في العمل السياسي العلني للحزب ومؤتمره العام". ووجه الحسين انتقادات حادة لاتفاقات السلام التي وقعتها الحكومة مع بعض اطراف الصراع في حرب الجنوب. وتحدث عن الفساد وتردى الخدمات في عهد حكومة "الانقاذ" مجدداً في ذلك دعوته للمحاسبة لكل الحكومات التي تعاقبت على السودان. وفي شأن الخلافات داخل الحزب الاتحادي قال الحسين للصحافيين ان "قيادات الحزب الاتحادي الديموقراطي الآن شبه موحدة" وان "الخلافات التي ظهرت في الفترة الماضية كانت لظروف قاهرة تطلبتها مرحلة العمل السري في عهد الانقاذ". واشار الى ان القاعدة الاتحادية موحدة ضد الحكومة. وتناول دور مصر تجاه السودان موضحاً ان "كل الدول التي ايدت قرارات البشير الاخيرة عملت على الاستفادة من الخلافات داخل حكومة البشير بتأييد طرف لتقضي على الطرف الآخر". وفي شأن أخطار خارجية كرر الرئيس عمر البشير انها تحدق بالسودان قال الحسين "لايوجد خطر قائم على السودان الآن غير الحكومة القائمة بشقيها البشير والترابي".