كولومبو - أ ف ب، رويترز - سافرت الرئيسة السريلانكية الى لندن لمعالجة عينها اليمنى التي اصيبت خلال محاولة لاغتيالها بالمتفجرات قامت بها انتحارية من التاميل. وتتوقع الرئيسة ان تعود بعد ايام لتستهل ولايتها الثانية باجراءات لوقف العنف لكن التطورات المتوقعة تشير الى ان الحزب الوطني المتحد سيجعل ولايتها الرئاسية الثانية صعبة. كما قد تضع الانتخابات البرلمانية التي ستجرى عام 2000 عقبات امام مشاريعها لانهاء الحرب. و وصلت كوماراتونغا الى لندن امس لمعالجة عينها اليمنى التي اصيبت بشظية خلال هجوم انتحاري عليها السبت الماضي. وتركت كوماراتونغا وراءها وضعاً متوتراً تأمل في الانصراف لمعالجته فور عودتها من الزيارة للندن التي تستغرق اسبوعاً. واجلى رجال الامن في كولومبو امس الموظفين من مصرف قريب من مقر الرئاسة بعد بلاغ عن وجود قنبلة فيه. لكن البلاغ كان كاذباً. واستمرت المعارك العنيفة بين الجيش السريلانكي والانفصاليين التاميل الذين تنتمي اليهم الإمرأة الانتحارية التي فجرت نفسها في محاولة لاغتيال الرئيسة السبت الماضي، ما اسفر عن سقوط 21 قتيلا و110 جرحى. واصيبت كوماراتونغا 54 عاما بشظايا في عينها ورأسها استدعت نقلها الى المستشفى الذي خرجت منه الاثنين لخوض الانتخابات الرئاسية. وفازت الرئيسة بولاية ثانية بفضل تعاطف الناخبين معها وادت القسم الاربعاء. وتعهدت كوماراتونغا بعد اعادة انتخابها بتركيز جهودها على انهاء الحرب العرقية الدائرة منذ 16 عاما. ولكن ذلك يتوقف على مدى رغبة الانفصاليين التاميل في الدخول في مفاوضات سلام معها، اضافة الى مدى استعداد خصومها السياسيين في الداخل لانهاء الخلافات المتأصلة والعمل على تحقيق الهدف المشترك في اعادة السلام. ومعلوم ان الحرب كلفت سريلانكا خسائر بشرية ومادية هائلة واستنزفت اقتصادا ينوء تحت وطأة نفقاتها الباهظة ونقص الاستثمارات الاجنبية. ولأن جبهة نمور تحرير تاميل ايلام تعتبر كوماراتونغا عدوها اللدود، رأى محللون ان لا بد للرئيسة من العمل على توحيد الصفوف مع أحزاب سنهالية أخرى وتخليها عن سياسة المواجهة داخلياً، لتشكيل جبهة متحدة ضد نمور تحرير تاميل وفرض السلام عليهم. وانتقد محللون كوماراتونغا لهجومها اخيراً على الحزب الوطني المتحد المعارض واتهمامها زعيمه رانيل ويكراماسينغي بالتسويف تجاه اصلاحات دستورية وضعها تحالفها الحاكم. وتهدف هذه الاصلاحات التي تنتظر التنفيذ منذ ثلاث سنوات الى منح سلطات لمجالس اقليمية تشمل المنطقة التي يديرها التاميل حتى تلبي جزئيا مطالب هؤلاء بوطن منفصل في شمال سريلانكا وشرقها. ولكن التطورات المتوقعة تشير الى ان الحزب الوطني المتحد سيجعل ولايتها الرئاسية الثانية صعبة. كما قد تضع نتائج الانتخابات البرلمانية التي ستجرى عام 2000 عقبات امام محاولات انهاء الحرب. ويحتمل ان تدعو كوماراتونغا الى انتخابات برلمانية مبكرة في محاولة لتقوية حزب تحالف الشعب الذي تتزعمه ولا يتمتع سوى بغالبية ضئيلة من مقعد واحد في البرلمان الذي يضم 225 مقعداً. وعندما تولت كوماراتونغا الرئاسة في 1994، أثارت امال ملايين السريلانكيين باطلاقها محادثات مع جبهة نمور تحرير تاميل ايلام. ولكن المحادثات فشلت عندما انتهك الثوار وقف اطلاق النار وتأججت الحرب بين الجانبين.