يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس غداً السبت زيارة رسمية للسعودية تستغرق أياماً عدة في مستهل جولة عربية تشمل أيضاً الامارات العربية المتحدة وتونس. ويجري العاهل المغربي خلال زيارته للسعودية، في أول زيارة له بعد توليه مقاليد الحكم خارج المغرب، محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز وكبار المسؤولين السعوديين. وذكرت مصادر مطلعة ل "الحياة" أن الملك محمد السادس سيبحث مع الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد كافة المستجدات على الساحة العربية والدولية الى جانب عدد من المواضيع المتعلقة بالعلاقات المتميزة التي تربط السعودية بالمغرب وسبل تنقية الأجواء العربية والتسوية في الشرق الأوسط وآفاق عقد القمة العربية، اضافة الى بعض المواضيع المتعلقة بالشؤون المغاربية. ووصفت المصادر زيارة العاهل المغربي للسعودية بأنها مهمة خاصة في ضوء المساعي التي تبذل من أجل عودة العلاقات المغربية - الجزائرية. وكانت مصادر جزائرية قد أوضحت أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة سيقوم بزيارة للسعودية في نهاية الشهر الجاري بعد زيارة الملك محمد السادس ضمن جولة عربية تشمل الكويتوالامارات والأردن ومصر، وسيجري خلال زيارته للسعودية محادثات مع خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي. وقد أعرب الرئيس الجزائري عن أمله الكبير في أن تحل المشاكل بين بلاده والمغرب. الى ذلك، أكدت مصادر مغربية رفيعة المستوى الطابع الخاص للزيارة التي يقوم بها العاهل المغربي للسعودية، وذكرت المصادر ل"الحياة" ان الزيارة تأتي ضمن تقليد مغربي مفاده ان "كل ملك يتوج على العرش يزور الديار المقدسة، وتشكل المملكة العربية السعودية اول محطة في زيارته الخارجية". وأضافت ان زيارة الملك محمد السادس الى السعودية "من اجل اداء مناسك العمرة، لكن قد يميزها لقاءات مع مسؤولين سعوديين". ورفضت المصادر الربط بين زيارة العاهل المغربي للسعودية والزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري الى المنطقة في نهاية الشهر الجاري، ووصفت الانباء التي تحدثت عن احتمال ترتيب لقاء بين الملك محمد السادس والرئيس بوتفليقة بأنها "مجرد تكهنات". وزادت ان الانباء التي راجت بشأن احتمال عقد لقاء قمة مغربي - جزائري "ترددت بنفس الوتيرة" خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها الملك محمد السادس بداية الاسبوع الجاري لمدينة وجدة الواقعة على الحدود الشرقية مع الجزائر. لكن المصادر عبرت عن استعداد المغرب لتحسين علاقاته مع الجزائر. وكانت انباء ترددت بشأن احتمال لقاء العاهل المغربي والرئيس الجزائري في ضوء بعض التحركات الرامية الى رأب الصدع بين البلدين الجارين، ومن ابرزها المساعي التي بذلتها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة.