تعم الفوضى الأراضي الشيشانية التي يسيطر عليها الجيش الروسي، حيث "الوضع الأمني والمعيشي صعب للغاية"، على حد تعبير الجنرال نيكولاي كوشمان الذي عيّن نهاية الأسبوع الماضي ممثلاً مطلق الصلاحيات للحكومة الروسية في جمهورية الشيشان. وأشار كوشمان، الذي سبق وترأس "الحكومة الشيشانية" سنة 1996 خلال احتلال القوات الروسية معظم الأراضي الشيشانية، إلى نقص كبير في المواد التموينية وبقاء المدارس والمستشفيات مغلقة منذ زمن طويل. وتعهد بذل جهوده لتنظيم عمل الهيئات الإدارية في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية وأقسام الشرطة فيها. ورحب "مجلس الدولة"، وهو سلطة جديدة أعلن في موسكو أنها منبثقة من البرلمان الشيشاني المنتخب سنة 1996 أيضاً، بتعيين كوشمان. إلا أن رئيس مجلس الدولة المستحدث مالك سعدالله يف وهو رجل أعمال شيشاني شاب، أشار إلى حال من الارتباك والفوضى تسود في المناطق "المحررة". وقال إن "نواب البرلمان" الشيشاني لم يعودوا حتى الآن إلى الشيشان بسبب عدم التفاهم مع وزارتي الدفاع والداخلية في موسكو حول تحديد صلاحيات "الإدارة الشيشانية" التابعة لروسيا، وعبر عن مخاوفه من أن "الجنود الروس قد يوقفون وزراء" من الحكومة الموالية لموسكو و"يفتشون ملابسهم ووجوههم إلى الحائط". أما المواطنون العاديون في المناطق الخاضعة لسلطة الجيش الروسي، فوضعهم أسوأ بكثير، إذ يتعرضون يومياً لعمليات "التمشيط" من الجنود الروس ويواجهون خطر المسلحين الشيشان. وقتل أمس السبت ما لا يقل عن 20 مدنياً في قريتي اسينوفسكايا وسيرنوفودسكايا قرب الحدود مع جمهورية الانفوش عندما تعرضتا لقصف مجموعة شيشانية مسلحة براجمة صواريخ وأمطرتا بنار الرشاشات الثقيلة لأن الأهالي رفضوا السماح لهم بالدخول إليهما، كما قتل صباحاً جنديان روسيان في مكمن. وفي مثل هذه الظروف يرفض الكثيرون من النازحين الشيشان الذين لجأوا إلى انغوسيتيا التوجه إلى مناطق انتشار القوات الروسية التي لا تستطيع إحكام سيطرتها على الوضع.