أكد وزير الخارجية السورية فاروق الشرع ان من المبكر الكلام على تفاؤل أو تشاؤم في المفاوضات على المسار السوري - الاسرائىلي، قبل ان نختبر النيات الحسنة لدى الطرف الآخر في الجولة المقبلة في الثالث من الشهر المقبل. راجع ص4 وكرّر الشرع في تصريح في بيروت اثر اجتماع مع أركان الحكم اللبناني، أطلعهم خلاله على نتائج جولة المفاوضات الأولى مع رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك في واشنطن، انه لمس "جدية" من الاخير في المحادثات التي أجريت الاربعاء والخميس الماضيين. وقال "سنختبر الجدية بأشياء ملموسة من خلال اللجان التي سيتم تشكيلها". في جولة الثالث من الشهر المقبل واجتمع الشرع على مدى ساعة ونصف الساعة، ظهر امس مع رؤساء الجمهورية أميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة وزير الخارجية الدكتور سليم الحص ونائبه وزير الداخلية ميشال المر. وعلمت "الحياة" من مصادر رسمية رفيعة المستوى ان لبنان "تبلّغ ان دعوته الى المفاوضات ستتحدد بعد 48 ساعة على استئناف المفاوضات على المسار السوري، في الثالث من كانون الثاني يناير المقبل وان الرئيس بيل كلينتون سيوجهها شخصياً الى لبنان واسرائيل، اسوة بما فعله على المسار السوري". وقالت المصادر ل"الحياة" ان تحديد موعد لمفاوضات المسار اللبناني "سيتم في ضوء التأكد من ان الجانب الاسرائىلي سيثبّت التعهد الاميركي الانسحاب الاسرائىلي الى حدود الرابع من حزيران يونيو العام 1967، والذي تمّ التعاطي معه على انه أمر مفروغ منه في الجولة الاولى التي انعقدت الاسبوع الماضي". وأشارت المصادر اللبنانية الرسمية الى انه فور تثبيت الالتزام الاسرائىلي بذلك من خلال اللجان التفاوضية توجّه الدعوة الى لبنان، وتبدأ المفاوضات باجتماع رسمي على مستوى وزراء ومن ثم تتابع اللجان أعمالها لجنة الترتيبات الامنية، لجنة المياه، لجنة تطبيع العلاقات. وأكدت المصادر البدء بتحضير الفريق المفاوض اللبناني الذي لن يعلن رسمياً الا بعد توجيه الدعوة وسيترأسه المر ومن ثم يترك للجان الفنية ان تتابع أعمالها ثم ان تأليف الوفد نهائياً يتوقف على معرفة طبيعة الوفد الاسرائىلي في المقابل. ونقل الشرع رسالة شفوية من الرئيس حافظ الأسد الى نظيره اللبناني. وكشف ان الرئيس الأسد كان بعث برسالة الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون أكد له فيها ان سورية لن توقّع على أي اتفاق مع اسرائيل الا بعد لبنان وان لبنان بدوره لن يوقّع الا مع توقيع سورية. وعلمت "الحياة" ان الشرع عرض تفاصيل ما حدث خلال جلسات المحادثات بينه وبين باراك وفي حضور الجانب الاميركي وأطلع الجانب اللبناني عليها، لكن الرئيس الحص أبلغ "الحياة" "اننا اتفقنا على عدم البوح بما أطلعنا عليه الشرع. فالمفاوضات تجرى بتكتم وهذا طبيعي. ونحن تعاهدنا على الا نقول للصحافة ما توافر لدينا من معطيات اذ ان الجانب السوري حرص على التنسيق معنا وعلى زيارة بيروت لاطلاعنا على ما حصل في المفاوضات، فاذا كلما توافرت لدينا معطيات منه عن هذه المفاوضات قلناها للعلن فإن هذا يؤدي بالآخرين الى تجنّب اطلاعنا على المعطيات الجديدة ويؤثر في المفاوضات". وأكد الحص ان كبار المسؤولين اللبنانيين سمعوا "عرضاً مفصلاً لما حصل في واشنطن من الشرع. وسنبقي ما اطلعنا عليه في اطار السرية". ورفض مرجع عال ان يؤكد ل"الحياة" أو ينفي هل طلب باراك أو الجانب الاميركي وقف اعمال المقاومة في جنوبلبنان في المفاوضات أو نقل مواقف معينة من الجانبين حيال المطالب اللبنانية. وقال: "السوريون لم يلتزموا شيئاً بالنيابة عنا". ونقل المرجع عن الشرع تأكيده تلازم المسارين السوري واللبناني في التنسيق اثناء المفاوضات وفي التوقيع انطلاقاً من العلاقة الاستراتيجية من دون ان نكون وكلاء عن لبنان. واذ أعلن الشرع في تصريحه اثر انتهاء محادثاته مع لحود وسائر المسؤولين ان موضوع المقاومة لبناني، أكد ان "سورية رفضت ان تتحدث نيابة عن لبنان أو باسمه في المفاوضات". وقالت معلومات صدرت عن القصر الجمهوري في بعبدا عقب انتهاء زيارة الشرع ان الاخير "شدد على تلازم المسارين ورفض سورية أي ايحاءات أو محاولات تهدف الى تغييب لبنان عن دوره سواء لجهة التمثيل أو جوهر المواضيع المتوقع طرحها". وأكد المرجع العالي ل"الحياة" في هذا السياق "ان السوريين لم ولن يتدخلوا في جدول اعمال المفاوضات على المسار اللبناني، وان الشرع كان واضحاً في هذا الصدد. ورداً على سؤال عما تردد في قضيتي المياه والترتيبات الامنية ان "ليس هناك شيء من هذا القبيل، فمياهنا مياهنا، ومياههم مياههم، وحدودنا حدودنا وحدودهم حدودهم، والترتيبات على أرضهم شيء، وأرضنا شيء آخر"، في ظل التنسيق المتواصل بين المسارين. وقال الشرع رداً على سؤال عما اذا طرح الاسرائىليون انسحاب سورية من لبنان: "ليس من حقهم ان يطلبوا. ولذلك لم نسمع به". وختم المرجع اللبناني ل"الحياة" بالتأكيد ان كل شيء بات يتعلق بتثبيت الجانب الاسرائىلي تعهد الانسحاب حتى 4 حزيران من الجولان.