تتبادل في أوساط المجتمع الرجالية والنسائية نكات وطرائف، عن فقدان الزوجة للعاطفة والإحساس من جانب زوجها، والعكس بالنسبة للأزواج، فيما يتبادل كلا الطرفين تحميل المسؤولية للطرف الآخر، حول أنه «المذنب»، وبلغ عدد الصفحات المتعلقة ب «الجفاف العاطفي» على محرك البحث «غوغل» أكثر من خمسة آلاف صفحة فيما أكد رئيس لجنة التكافل الأسري التابعة لإمارة المنطقة الشرقية الدكتور غازي الشمري، أن الجفاف العاطفي «يصدر من كلا الزوجين، إلا أن شكاوى الزوجات تعتبر كثيرة في هذا المجال، مقارنة بما نتلقاه من الأزواج». وكشف الشمري، في تصريح ل «الحياة»، عن «تظلم عدد كبير من النساء السعوديات، يصفن ما يحدث لهن بالظلم»، وأوضح أن «معاناتهن الأولى من الزوج بالجفاف العاطفي، وعلى حد تعبيرهن «ما زاد الطين بلة»، هو المسلسلات التركية، والمكسيكية، فهناك أزواج يريدون من الزوجة أن تكون نسخة من ممثلات التلفزيون، قلباً وقالباً»، معتبراً ذلك «إشكالية كبيرة يقع فيها عدد من الأزواج». وجزم أن «الجفاف العاطفي بدأ ينتشر نوعاً ما، في بيوت كثيرة، وقد تكون الرفاهية من ضمن أسبابه، ومن أبرز تداعياته على الأسرة الخيانة الزوجية، فإهمال الرجل يعتبر أكثر من إهمال المرأة. إلا أن إهمالها يعتبر أشد خطراً على الأسرة، ما يضطر الزوج إلى البحث عن ملاذ آخر غير بيته، وامرأة أخرى غير زوجته»، رافضاً اعتبار الجفاف العاطفي في المحيط الأسري بين الزوجين من خلال «العبارات الحميمة فقط، فله أشكال عدة، منها قلة الاحترام بينهما، والبخل، والخيانة، إضافة إلى عدم الاهتمام بتربية الأبناء، والحنو عليهم، سواءً من الأم أو الأب». مبيناً أنه «قد يُشبع الزوج زوجته بعبارات الحب، إلا أنه يُقصر تقصيراً واضحاً في أي جانب من جوانب حياتهما الأسرية، ما يؤدي في النهاية إلى انهيار الأسرة، وانحراف الأبناء، وبحثهم عمن يلجؤون إليه للحديث معه، فحين نتحدث عن الجفاف، أو الحرمان العاطفي، فلا نعني بأن المتضرر الزوج أو الزوجة، ولكن المحيط الأسري بأكمله يعتبر عرضة للضرر والانهيار». ومن خلال عمله في اللجنة وإطلاعه على حالات أسرية، وزوجية عدة، يقول: «إن هذا يفتح لي باباً في اختيار المواضيع التي سيتم طرحها خلال البرامج التلفزيونية التي أعدها وأقدمها، فاعتبر نفسي في قلب الحدث، ما يتيح لي المجال أن أطرح ما أراه شائعاً ومؤثراً على الأسرة»، لافتاً إلى تلقيه «من 30 إلى 40 اتصالاً شهرياً، تتعلق بمفهوم الجفاف العاطفي بين الزوجين، أو في المحيط الأسري. لأن مفهوم الجفاف العاطفي واسع وتندرج تحته الكثير من الأمور، من البخل إلى الخيانة، وعدم الاحترام، وإهمال تربية الأبناء».